«لا خطَّ ثابتاً في بذلات الأعراس»

لعلّ ما يُميّز البذلات الرّجاليّة التي يرسمها وينفذّها المصمّم مايكل فينيتشي، أنّها يدويّة الصُنع وتُنفّذ وفق الطّلب، لتكون إطلالة صاحبها مميّزةً وفريدة.
فينيتشي الذي كان قد عرض مجموعته الخاصّة بالعريس في نيويورك قبل عامَين تقريباً في إطار «أسبوع الموضة»، يتحرّر في تصاميمه وبخاصّةٍ بذلات العريس، من القصّات التّقليدية المتعارفة، بحيث أدخل إليها بعض الأكسسوارات ولعب في الألوان.

ما الذي يُميّز تصاميم مايكل فينيتشي الرّجّاليّة؟

تصاميمي صناعةٌ يدويّةٌ مئة في المئة، ولذلك هي مميّزةٌ لناحية الشّكل والتّصميم.

لكنّ التّنفيذ اليدويّ صعب!

طبعاً، فالتّصميم والتّنفيذ اليدويّان يُفصِّلان بذلةً خاصّةً بكلّ رجل، لأنّ كلّ إنسانٍ له شكل جسدٍ مميّزٌ عن غيره. وتستغرق خياطة البذلة بحسب الطّلب نحو أربعين ساعة عملٍ متواصلة، ولذلك لا أستخدم أقمشةً عاديّةً في تصاميمي نظراً إلى دقّة العمل ومدى حِرفيّته.

كسر الكلاسيّة

لماذا اخترت نيويورك لتقديم تصاميمك؟

لأنّ فيها سوقاً استهلاكيّاً كبيراً على عكس السّوق اللّبنانيّ، ولأنّه يُمكن الإبداع فيها بشتّى الطّرق، أمّا في بلدنا فلا يزال العريس شرقيّاً بعض الشّيء.

هل تفكّر في إقامة عرض أزياءٍ في بيروت؟

طبعاً، لكن وضع البلد السّياسيّ هو ما يؤخّر تنفيذها. من المعروف أنّ العرض يحتاج إلى الكثير من الجهد وإلى ميزانيّةٍ جيّدة، لذلك فإنّ لفشله نتائجَ صعبةً على المصمّم. أنا متفائلٌ بعامّة، ولا أستبعد فكرة العرض في بيروت قريباً.

كيف ترى عريس 2015؟

قبل أن نحدّد قصّة بذلة العريس وشكلها، علينا أن نعرف مكان إقامة الزّفاف، وحجم الحفل، وطبيعة المدعوّين، والأهمّ التّعرّف إلى شخصيّة العريس، ليكون مجال الابداع أوسع: فبذلة العريس الذي يعمل في مصرفٍ مثلاً تختلف عن بذلة العريس الذي يعمل في مجال الفنّ. أمّا الموضة الرّائجة حاليّاً فهي البذلة المؤلّفة من ثلاث قطعٍ (قميص وسروال وجيليه)، وتكون قصّتها ضيّقةً أيْ على قياس جسم الرّجل بالضّبط. أمّا الألوان، فيُمكن اللّعب على ألوان الـ «جيليه» بأن تكون قويّة، أو أن تتضمّن «جيليه» بعض الرّسمات لكسر كلاسيكيّة السّروال والقميص. تجدر الإشارة إلى أنّ هناك اختياراً واسعاً في أقمشة البذلات الرّجاليّة، وبعامّةٍ لا يوجد خطٌّ ثابتٌ في بذلات الأعراس.

هل تتّبع البذلات الرّجاليّة الموضة الرّائجة في العالم؟

نعم، وتكمن الموضة اليوم في مدى ارتفاع ياقة القميص، وشكل الكتفَين، وفي تحديد خصرالقميص أيضاً. الأهمّ أن نخبّئ عيوب جسد الرّجل، وباقي الأمور هي تفاصيلُ صغيرةٌ يُمكن تغييرها في التّصاميم.

بذلة متحرّرة

هل الرّجل الشّرقيّ مقتنعٌ بالتّغييرات في بذلة زفافه؟

انطلاقاً من خبرتي في الحياة، إنّ أغلب اللّبنانيّين يعتقدون أنّ بذلة العريس هي بذلةٌ سوداءُ فقط، مع العِلم أنّ هذا المفهوم غير صحيح. فتلك البذلة يُمكن أن يدخلها الكثير من الإبداع واللّمسات الفنّيّة للخروج من السّتايل الكلاسيكيّ المعروف. اللّبنانيّ ذوّاقٌ في الموضة ويعرف كلّ خطوطها العريضة على عكس العريس اللّبنانيّ. لكنْ مع الوقت سيتحرّر الرّجل من الأفكار التّقليديّة وسيختار بذلةً متحرّرةً تُجاري الموضة.

«بابيون» وأكسسوارات

عادةً، هل يُفكّر العريس بالاستفادة من بذلة زفافه ليطلّ بها مرّاتٍ عدّة، أم يريد أن يرتديَها في يوم زواجه فقط؟

للأسف، إنّ الخيار الثّاني هو الأكثر شيوعاً بين الشّباب، وهنا لا مجال للإبداع. فمثلاً، أقمشة البذلة تلعب دوراً كبيراً في تقديم قطعةٍ أنيقة، وقد استخدمتُ بعض الأقمشة النّاعمة واللامعة في تصميم سراويلَ يصلح ارتداؤها في حفل الزّفاف.

هل ربطة العنق لا تزال رائجة؟

طبعاً، لكنّ طريقة ربطها تحتّم علينا شكلها، ورقبة العريس وياقة القميص أيضاً. كلّ أنواع الرّبطات رائجة، وشخصيّاً أحبّ الياقات الملوّنة، لأنّها تُعطي «لوكاً» يمزج بين الجدّيّة والقوّة، وذلك بحسب لون البذلة والقميص.

وهل يمكن للعريس أن يتحرّر من ربطة العنق؟

كلاّ. شخصيّاً، أذهب نحو ربطة العنق التي تكون على شكل «بابيون» كبيرةٍ وضخمةٍ قليلاً، فهي تُعطي لمسةً جميلةً لإطلالة العريس.

وماذا عن الأكسسوارات؟

بالنّسبة إلى الأكسسوارات فقد وضعت بعضها على الجاكيت في مجموعتي التي عرضتها في نيويورك لتغيير شكلها مع إضافة بعض التّعديلات إليها. ولهذا كانت المجموعة مختلفةً ومتنوّعةً عن غيرها من المجموعات.

لتكن عريساً

ما هي نصائحك للعريس؟

أوّلاً على العريس أن يستمع قليلاً إلى إرشادات المصمّم. وثانياً، أحبّ أن أذكّر العريس دائماً أنّ يوم زفافه سيبقى في ذاكرته دائماً، والصّور الفوتوغرافيّة ستذكّره دائماً بتلك المناسبة، لذلك أنصحه بأن يخرج من الإطار التّقليديّ الذي يضع نفسه فيه ليظهر كعريسٍ لا كرجلٍ ببذلة معروفة.

مقالات قد تثير اهتمامك