الدورة الأولى من قمة لونش: فرصة لتبادل الخبرات في عالم الريادة

نظمت مؤسسة AltCity، بالشراكة مع مؤسسة Techstars، قمّة "لونش" 2016 LAUNCHSummit ، أوّل مؤتمر للشركات الناشئة في المرحلة المبكرة والذي يهدف الى توعية المشاركين على مبادىء الريادة التكنولوجية، وذلك في "كلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال" (ESA) في كليمنصو. 

وقد افتتح القمة كل من وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي، الوزير السابق والمدير العام لبنك الموارد مروان خيرالدين، النائبة السابقة رئيس مجلس ادارة “Torch”  غنوى جلول،  المدير العام للمعهد العالي للاعمال (ESA) ستيفان اتالي، الشريك المؤسس “AltCity” دايفيد منير نبطي، الشريك المؤسس لStartup Weekend & Startup Week و Techstars أندرو هايد. كما شارك كل من مي الخليل وميشال الفتريادس وأكثر من 60 متحدثاً من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واوروبا،إضافة إلى متحدثين من Y-Combinator، Stanford، Harvard، MIT، و VA Angelsو حضر أكثر من 750 زائراً.

كما للقمّة شركاء بارزين عدة منهم Berytech،وTorch Academy، وUNICEF، وSMART ESA وÉcoleSupérieure des Affaires، وAl Mawarid Bank، إضافة إلى أكثر من 40 مؤثر إقليمي في قطاع التكنولوجيا. وقد صممت القمّة لتكون ذات قيمة عالية للأفراد في منتصف رحلتهم المهنية وللمتخصصين الراغبين بتحويل أفكارهم ونماذجهم الخاصة لشركات ناشئة لها تأثير طوري في مجالاتهم.

وتكونت القمّة من محاضرات سريعة حول الابتكارات الحالية والتوجهات المستقبلية، وحلقات عمل خاصة، وأنشطة في الإرشاد السريع، وجلسات جماعية لتحليل القطاعات المختلفة، وفرص تواصل عالية المستوى حول طاولات مخصصة لقطاعات معينة.والهدف النهائي هو مساعدة الشباب لأخذ الخطوات الحاسمة لدخول عالم الريادة، حيث ستسنح لهم الفرصة للقاء قادة التكنولوجيا وتعلم أساسيات أبحاث السوق، وتطوير منتجاتهم، وتمويلها.كما قام مدراء من Techstars بمشاركة معارفهم وخبراتهم المتعلقة بالنظام الايكولوجي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.

لبنان رائد في مجال الإبداع

الطاقات الموجودة في الشباب والعقول المبدعة والخلاقة أغنت هذا البلد وميزته عن البلدان المجاورة ولفتت أنظار البلدان الأجنبية إليه. ففي كلمة الافتتاحية لخيرالدين أشار فيها الى أنه "يتطلب خلق نظام صحي للشركات الناشئة عشر سنوات، ولكننا في لبنان فقط خلال ثلاث سنوات تمكنا من تحقيق أفضل النتائج المبهرة، وذلك يعود إلى دراستنا للنظام البيئي بشكل معمق، فلبنان خير مثال للدول الأجنبية وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية كـ Silicon Valleyالتي تسعى الى تقليدنا. ولدينا اليوم شركةمثل “AltCity” تساهم بتعريف الطلاب الذين يسعون الى تأسيس شركاتهم الخاصة وأصحاب الأفكار المبتكرة الى إيجاد المسرعين الذين يوفرون الخدمات الملائمة لهم، كما تساعدهم على  إيجاد الممولين والمستثمرين لتحويل أحلامهم الى واقع".

من جهته، لفت المدير التنفيذي لشركة "ZOOMAL" عبدالله العبسي، أن "هذا الحدث يجمع كل قسم تابع لرواد الأعمال في لبنان، بحيث نثبتللشبابالذين فقدوا الأمل بهذا البلدأنه لا يزال هنالك أمل أن يكبروا وأن يؤسسوا هنا. لذلك باستطاعتنا اليوم أن نفتح شركاتنا الخاصة ونتطور بها من دون أن يتحكم بنا أحد".

من ناحيتها، قالت معلمة الريادة لقسم الهندسة الصناعية في الجامعة الأميركية في بيروت ومدربة حياة والكاتبة كاثي شلهوب:"أنا أعمل كمدربة حياة أو ما يعرف بالLife Coaching الذي يعتمد على تشجيع الأشخاص وتحفيز الدوافع العقلية لديهم ودمجها مع المهارات التي اكتسبوها"، معتبرة هذا الحدث "خطوة جيدة للمحافظة على كل العقول الخلاقة في لبنان، التي كانت تطمح أن تسافر إلى الخارج من أجل أن تجد مكانا لنفسها. والنظام الريادي الذي يقدمه هذا الحدث هو فرصة لترسيخ الإبداع في الداخل اللبناني بظل وجودالأزمات والمشاكل التي هي بمثابة تحد لنا وفرصة لخلقالشركات التي تعمل على إيجاد الحلول والبناء نحو مجتمع مزدهر".

لتطوير النظام التعليمي في لبنان

وعن النظام التعليمي اللبناني والمناهج التي لا تعطي أهمية لتطوير الذات وتنمية حس الإبداع لدى الطلاب منذ صغرهم، اعتبر وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي أنه "على النظام التعليمي أن يخصص لطلاب المدارس برامج تعليمية خاصة بالتكنولوجيا الحديثة والبرمجة. كما المساهمة بتعزيز الابتكار وتنمية الحس الإبداعي لديهم التي تسعى بعض المناهج إلى تدميرها"، معتبرا أن "اعتماد مبدأ البحث والتطوير (Research & Development) هو أمر أساسي من أجل النمو بالشركات الناشئة على الطريق الصحيح منذ البدء واستلهام الأفكار الخلاقة والمميزة".

وأكدت شلهوب أن "لدينا طلاب ذوي أفكار مبتكرة، ولكن اللوم الأكبر ينصب على النظام التعليمي في لبنان بحيث يعمل على إحباط هذه العقلية في الفرد عبر التركيز فقط على المهارات وليس على استخراج الإبداع منهم".

لتشجيع الشباب والاستثمار بالطاقات

الاقتصاد العالمي الجديد يعتمد اليوم على الموارد البشرية فالمطلوب اليوم تنمية هذه الموارد وتشجيع الاستثمارات الطويلة الأمد فيها ورفع مستوى مهاراتها لتنتج أفضل ما عندها وتقدم أضل الخدمات الاجتماعية البناءة.ففي كلمة لنبطي قال فيها: "نحن في Altcity أردنا بتنظيم هذا الحدث أن نشجع الأشخاص الذين يحلمون بتأسيس شركاتهم الخاصة وندفعهم الى انشائها في لبنان. كما تطمح مؤسسةTechstars الى دمج روادها في الشرق الأوسط. هذه رحلة لبناء دولة قوية في المنطقة والعالم من خلال تحقيق أفضل ما لدينا وأن لا نتردد في دعم بعضنا البعض فهنا تنشأ قوتنا من خلال تبادل الخبرات والتعلم من أشخاص مختلفين عنا وبناء العلاقات لتضحي شركاتنا  بأعلى المراكز على الصعيد العالمي".

وختم: "فكروا دائماً بمساعدة الآخرين قبل البحث عن كيفية مساعدة أنفسكم. وتأملوا بعدها الأشياء المبهرة التي ستنفجر والأحلام التي ستتحقق".

من ناحيتها، أوضحت مديرة مؤسسة “Nawaya Network” زينة صعب أنه "نبحث عن الشباب المحرومين في لبنان الذين يتمتعون بالموهبة، أو المهارة، أو الشغف ونعمل على إيجاد مصادر لهم لتعزيز أفكارهم والانطلاق بمشاريعهم. لدينا ثلاثة برامج مختلفة: أولا لدينا ما يعرف ببرنامج تنمية المواهب. ثانيا، برنامج كتابة التعليمات البرمجية بحيث نأخذ العاطلين عن العمل ونمرنهم بشكل مكثف لمساعدتهم على إيجاد فرص عمل في قطاع التكنولوجيا. ثالثا، برنامج الريادة والابتكار الذي يستهدف اللبنانيين العاطلين عن العمل واللاجئين الشباب".

وقالت: "نحن يهمنا اليوم هؤلاء الشباب الذين يخضعون إلى برامجنا أن يختبروا هذا الجو وهذا المكان الذي سيمكنهم من أن يستلهموا من غيرهم ويتبادلوا الخبرات لكي يكونوا مثل أولئك المؤسسين اليافعين الناجحين في المستقبل القريب"، معتبرة أن "قمة لونش هي حدث عظيم لنا اليوم. وما أحببته جدا هو أنني رأيت وجوها جديدة مندفعة ومتحمسة لديها طاقات شاسعة تسعى إلى تحقيق أحلامها والوصول إلى أهدافها بشغف كبير".

مقالات قد تثير اهتمامك