سوينجون ترك عن اختيار مشروعها Tactils لحماية المرأة من بين 66 مشروعاً

تخرجت سوينجون ترك (SwinJune Turk) من جامعة الألبا في بيروت، وقررت أن تتابع شهادة الماجيستير في الـInteraction Design  في ميلانو. اختارت هذا الاختصاص، لأنها أحبت أن تتعمق أكثر في التصميم الذي يخدم المجتمع والمساحات العامة ويفتح المجال أمام الناس لكي يتفاعلوا مع بعضهم البعض الآخر من خلال ابتكار تصاميم محورها الإنسان. خلال هذه السنة، شاركت في مسابقة “Interaction Design Awards” التي هي جزء من مسابقة تحدي الطلاب في التصميم، بحيث يشارك في هذا المؤتمر الدولي كل عام عدد من المصممين البارعين من كل شركات العالم  Google) Sapient Nitro, Fautrice, IBM وسواها) ليتحدثوا عن تجاربهم في التصميم المتفاعل. وكجزء من المؤتمر، أجريت هذا العام في فنلندا، مسابقة تحدي الطلاب في التصميم وتم اختيار مشروع  سوينجون “Tactils” من أصل 66 مشروعاً منافسا".

وفي حديث للحسناء، أوضحت ترك أن "مهمتنا إنشاء خدمة يمكنها تحسين مستقبلنا الذي نعيش فيه خصوصاً وأن موضوع المسابقة The Future We Deserve تمحّور حول كيفية تحويل الخدمات العامة في المدن والضواحي والمناطق الريفية في المستقبل القريب من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة. ومن هنا جاءت الفكرة".

وأردفت قائلة: "كنت جالسة في إحدى الليالي مع صديقتي الهندية ديباراتي المساهمة معي في المشروع، وبعد بحث وقراءة وجدنا أن لدينا قضايا مشتركة في بلداننا ومنها العنف. عندها، قررنا أن ننطلق بهذا المشروع لتسليط الضوء على هذه الحالة الاجتماعية لنضع حدا لها مما يجعل عملنا نوعا من الرسالة. فاخترعنا وشماً حيويا من التكنولوجيا الحديثة والذكية من ناحية أنها قادرة على كشف الطريقة التي يتم بها الاعتداء واستشعار التغيرات الداخلية كالقلق والخوف من خلال ربطها بأعصاب الإنسان وجمع البيانات وإرسالها إلى شبكة مؤلفة من مراكز الشرطة وأفراد العائلة". مؤكدة أن "الهدف الرئيس هو العمل على خلق مستقبل أفضل للمرأة تعيش فيه بأمان وتزويدها بالثقة بنفسها وبالآخرين كما أنها الحل الأمثل لنظام أمني أكثر فعالية في مجتمعنا".

فكرة هذا المنتج لا تقتصر فقط على حماية المرأة، بل أيضا تعمل على إضفاء الجمال والأناقة الفنية على إطلالتها. أضافت ترك: "Tactils  فريدة من نوعها من حيث ارتدائها إذ أنها مصنوعة من الوشم غير الدائم، ويمكن وضعها كشيء من الزينة الفنية كما يمكن تنسيقها بطرق مختلفة. ولأنني اكتسبت تلك الخلفية الفنية أردت أن أدمج الفن مع التكنولوجيا فأضحت وشما تتزين به المرأة كالإكسسوار أو المجوهرات ويتيح لها التعبير عن نفسها ويلعب دور المنقذ في الأوقات الصعبة".

وككل مشروع يحتاج الى دعم مادي لا تزال ترك وصديقتها تبحثان عن ممولين للمشروع. وأكدت: "نحن واثقتان من الناحية العملية، ويمكن لهذا المشروع أن يكون أفضل لأنه يتمحور حول الإنسان".

وتنصح ترك الأشخاص الذين بدأوا لتوهم أن "لا يخافوا إذا كانوا يشعرون أن لديهم شيئا ما ليقولوه أو فكرة صغيرة في بالهم يمكنها أن تغير الكثير من حياة الناس. أن لا يدعوا أي شيء يوقفهم. وأن يثقوا بأنفسهمم ويقدموا على أحلامهم بملء الإيمان والثقة".

وقد أشارت ترك أنها "المبادرة الأولى للمرأة ولكنني مؤمنة أنه لدينا دور نلعبه في مجتمعنا لتغيير واقع الحال ومن الضروري فعلا إقرار تكافؤ الفرص للمرأة في العمل والتعليم. فبعد بضعة أبحاث قمنا بها وجدنا أن معظم النساء خائفات من الخروج من دوامتهن، الأمر الذي يعيق طموحاتهن مما أعطاني دفعا للمشاركة في ورشة عمل عن المرأة. وقد تم اختياري من بين 7500 شخصاً تقدموا عبر شركة Mckinsey للمشاركة في دورة عمل لمدة ثلاثة أيام عن المرأة القيادية والذي حمل عنوان "قادة الجيل الجديد للمرأة" الذي عقد في أيار/ مايو 2016 في باريس. وكانت تجربة رائعة بحيث أتيحت لي الفرصة لتمثيل بلادي (كما كنت الشابة الوحيدة من لبنان) للقاء 115 امرأة من 30 بلدا مختلفاً وللقاء نساء رائدات في القطاعين العام والخاص".

وعن رؤيتها للمستقبل، تمنت "الاستمرار في العمل على التصميم من أجل الخدمة الاجتماعية ولتحسين معرفتي ونموي كشخص إلى أن أساهم في دفع الناس بكافة الطرق من خلال تلك المشاريع المبتكرة"، وشجعت "الشباب أن لا يخافوا من التجربة، والفشل، والفشل مجددا، فعلينا حتما أن نخاطر وأن نكون حاضرين بشكل فعّال ومساهم لأن بحر الفرص واسع".

وختمت: "أنا واثقة جدا من المستقبل رغم أنني لا أعلم بعد ماذا يخبئ لي. ولكن جلّ ما أعرفه أنني سأعمل على خلق المزيد والمزيد من المشاريع التي يمكنها أن تساعد الناس من حولي".

مقالات قد تثير اهتمامك