سمبوزيوم "البنّيه" تجربةٌ واعدة

من 16 تموز إلى 4 آب، التقى خمسة نحاتين في ساحة قرية البنّيه قضاء عاليه، نحتوا حجراً وأطلقوا سمبوزيوم برعاية البلدية ، وطموحهم أن يتحول هذا الفضاء التجريبي للنحت إلى لقاء سنوي، يجمع في عاميه الأولين فنانين لبنانيين، ويبدأ في سنته الثالثة باستقبال نحاتين من أنحاء العالم. البنّيه التي تبعد عن العاصمة بيروت مسافة نصف ساعة، عاشت هذا الصيف تجربة فنية متميزة مع تجمّع الأهالي حول النحاتين الخمسة، تابعوا تطور المنحوتات ليلة بعد أخرى، وتحاوروا  معهم حول اعمالهم وافكارهم.

انطلاقة السمبوزيوم كانت في "يوم الضيعة" وهو نشاط تراثي سنوي يلتقي فيه ابناء البنّيه مع بعضهم البعض الآخر في احتفال استقبال الصيف، وقد أطلقت البلدية  هذا التجريب الفني بالتعاون مع محترف راغد وريما شمس الدين، حيث قاما بتنظيم العمل والتحضير له عبر تجهيز العدّة والصخور، وقد قدمت البلدية المعادات اللازمة وكلفة العمل.

خمسة فنانين، هم راغد شمس الدين، ناجي الحلبي، زاهر ملاعب، جهاد يحيى، وريما شمس الدين، نحتوا الحجر المتميز المستقدم من شمال لبنان، على مدى ثلاثة أسابيع، باسلوب حديث من الفن التعبيري والتجريدي، بجدية ونظافة وروحية جميلة.

ونفذ راغد شمس الدين، خريج معهد الفنون في الجامعة اللبنانية، والذي سبقت له مشاركات متعددة بأعماله في عاليه، جونيه، زوق مصبح ،عكار ،عبيه، نصباً يحكي الشهادة وحمل عنوان "عنفوان".  

ناجي الحلبي، الذي تزين أعماله مناطق لبنانية عدة، عمل في السمبوزيوم على منحونة تجريبية حملت اسم تكوين.

ريما شمس الدين خريجة معهد الفنون في الجامعة اللبنانية لديها  مشاركات عدة  في سيمبوزيوم عاليه، ومنيارة عكار عزفت على الحجر نحتاً مع نصب "عازف التشللو" .

أما زاهر ملاعب فنحت "طائر يبحث عن النور"ويُذكر انه له أيضاً عدة نصب في عدة مناطق لبنانية.

وجهاد يحيى ترك محترفه أياماً وعمل في السبموزيوم على منحوتة "تكوين".

وقد أكد الفنان راغد شمس الدين لموقع "الحسناء" إلى اهمية هذا العمل في اطار تطوير الانسان فكريا وفنيا وثقافيا. "فمن يصنع الإنسان يصنع التاريخ." وأشار بأن هذه التجربة الفنية الرائدة شجعها أيضاً رئيس بلدية عاليه وجدي مراد مقدماً للسنة المقبلة صخرة للعمل عليها كهدية للفنانة ريما شمس الدين.

إلى ذلك اطلقت بلدية البنّيه ايضاً دورة مجانية مع الفنانة ريما شمس الدين لتعليم اصول الرسم والتلوين فيها 75 تلميذاً، قدمت البلدية لهم المواد المطلوبة مجاناً.

ومن جهته أكد رئيس بلدية البنّيه المهندس شادي يحيى لموقع الحسناء:"انطلاقاً من كوننا في بيوتنا نولي أهمية قصوى لتعليم أولادنا، ولا نتنازل في ذلك مطلقاً، وان ضاقت المداخيل، فإننا في البنّيه قررنا كمجلس بلدي إيلاء الأهمية للإنسان وتقديم ما يغنيه ثقافياً، فقمنا برعاية السمبوزيوم رعاية كاملة، وبالتوازي كانت هنالك مدرسة رسم لأولاد القرية، ومن ظهرت لديه موهبة سنتبناها ونعمل على مساعدته لتطويرها، وللمسرح أيضاً حصة ففي 21 آب ستكون أمسية تعرض فيها  مسرحية غنائية كل المشاركين فيها من أبناء البنّية، وكذلك  في الليلة التالية أي في 21 آب ستقام حفلة غنائية يغني فيها أبناء البنيه من أصحاب المواهب، وأشار رئيس البلدية ان الاهتمام الثقافي يطال أيضاً الكتب ففي 23 آب ستوقع السيدة حكمت حسن الضاروب ابنة البلدة كتاباً صدر لها."

وإلى الثقافة والفنون ستنعم البنّيه بمزيد من الأشجار، إذ سيتم تشجير ما بين 30 إلى 50 ألف متر من الصموبر المثمر، وثمّة عمل على انشاء حديقة عامة وملعب لكرة القدم. واشار المهندس يحيى أخيراً أن الانطلاقة والأهمية للانسان وبعد ذلك يأتي الاهتمام بالحجر.

مساء  21 آب سيزاح الستار عن أعمال السمبوزيوم، وستكون البنّيه على شوق لموعد جديد مع النحت في السنة المقبلة.

مقالات قد تثير اهتمامك