عزباء، سمينة، مومس، مثليّة ومنقّبة: خمس نساء في "قفص"!

تنطلق هذا المساء، على خشبة مسرح "مترو المدينة"، الحمرا، بيروت، عروض مسرحية "قفص"، التي كانت صدرت كتاباً العام 2014 عن"دار نوفل"(هاشيت أنطوان).المسرحية من كتابة جمانة حداد، إعداد لينا أبيض وإخراجها، وإنتاج نور معتوق، وتستمر العروض لغاية 31 تشرين الأول/اكتوبر، مساء كل أحد واثنين، نحن في عيادة طبيب نسائي. خمس نساء يفضفضن بحرية وفجاجة و"وقاحة"، ويتشاركن قصصهنّ الحميمة مع شخصية الطبيب، الحاضرة/ الغائبة، حتى لتصير هذه الشخصية إناء لأوجاعهنّ، ولكن أيضاً لنكاتهنّ وسخريتهنّ السوداء. قصصهنّ طالعة من أرحامهنّ، مكمن "القصاص"، تلك الأرحام التي تصير أفواهاً تحكي وتصرخ وتضحك وتئنّ. تتداخل الاصوات والقصص حتى لا نعود نفرّق بينها أحياناً: مَن مِن النساء تتحسّر على خسارة نعيم "اللقطة"؟ مَن منهنّ اكتشفت مورد رزقها عندما كانت في السادسة عشرة من العمر؟ مَن التي تشعر أنها invisible woman؟

نسمع تارة صرخات لمى العزباء، أو "العانس"، كما يصنّفها المجتمع، وطوراً غضب زينة "المنقبة" التي أجبرت منذ سن الحادية عشرة على العيش في "تابوت" كما تقول، ونصغي أيضاً الى اعترافات هبة "المومس"، ويارا "المثلية"، وعبير "السمينة"... "حلّوا عنّا بقى! بدنا نعيش ونحبّ ع ذوقنا مش ع ذوقكن!". بطلات "قفص" الخمس، هنّ ضحايا الخبث والجهل والجبن والمعايير المزدوجة التي تنخر الكثيرين والكثيرات من أبناء مجتمعاتنا، وتنخر معها الكثير من البنى العقلية والمؤسسية والنقدية. ليس ثمة حاجة للبحث عميقاً لكي نجد قفص المرأة العربية: إنه بين فخذيها، يتكّ كمثل قنبلة موقوتة. أما المجتمع المفصوم فيختصرها به ويسجنها فيه ويعاقبها عليه.

تؤدي المسرحية نخبة من الممثلات والممثلين من لبنان والعالم العربي، هنّ رندة كعدي، مارسيل ابو شقرا، دارين شمس الدين، ديما الأنصاري وميرا صيداوي.

مقالات قد تثير اهتمامك