أيمن بعلبكي يحْيي الزمنَ القتيل
أيمن بعلبكي يحْيي الزمنَ القتيل
أيمن بعلبكي يحْيي الزمنَ القتيل
أيمن بعلبكي يحْيي الزمنَ القتيل
أيمن بعلبكي يحْيي الزمنَ القتيل
أيمن بعلبكي يحْيي الزمنَ القتيل
أيمن بعلبكي يحْيي الزمنَ القتيل

أيمن بعلبكي يحْيي الزمنَ القتيل

لا تستطيع ان تعبر سريعاً امام جداريات ايمن بعلبكي في "غاليري صالح بركات" (كليمنصو، بيروت، حتى ٢٢ تشرين الثاني). ثمّة في بعضها ما يشدك لتبقى طويلاً او تعود بعد ان تنتقل الى الجدارية التالية. ذبذبات الوانه تتخلل حواسك وانبهار باحجام الاعمال والمخيّلة اللونية الطَلْقة ولكن ايضاً وخاصة بجمالية الخراب التي تحدث عنها الشعراء مذ وقفوا على اطلال البيوت والمدن. والمدينة هنا بيروت بخاصة ومعها مدن ومطارح رمزية وحيثما كان عنف استوقف الفنان الملتزم في دول مختلفة وازمنة عدة. يأخذ ايمن من الفن المفهومي انكبابه على مرجعية لوحته في زمان ومكان محددَيْن دلالةً على وقائع ومجريات تعنيه ويلتفت اليها. لكنه يفعل ذلك بأدوات فن الرسم المعروفة. ليس مهماً تحديد مدرسة او اكثر ينتمي اليها الفنان، بين واقعية وتعبيرية وتجريد. لنقل انه فنان حديث ومعاصر يصل من تاريخ الرسم مغمّساً لوحته بالفن المفهوميّ من غير ان يتخلى عن القماشة واللون (الاكريليك غالباً او المواد المختلطة، على القماش). بل ويؤكد على جمالية اللوحة مع محاولة انزياح تثبت ملامح خاصة اكثر ما تتبدى في طبقة اللون السميكة وعنفه الفوّار بضربات وحشية كأنما لتوازي رعب خراب الامكنة ومعها الازمنة. كأنه بضربات ألوانه العصابية، الهادرة من مخيلة جامحة، يسترجع زمن الانفجارات التي اختار ان يعيد تثبيتها (نقلاً عن صور فوتوغرافية). اي ان يستعيد المشاهد بحركات ارتجاجية تشبه لحظات التداعي وما لحقه من اهتراء وقحل وفراغ يعشش فيه ليلٌ ليس كالليل. ما يضيفه بعلبكي الى اماكنه المختارة هو املٌ فجْريّ متأتياً من الخيال اللوني وطاقة على الرسم تضمر اصراراً على بناء اللوحة ومعها المكان ونتف من الزمن القتيل. 

يغيب الانسان عن المعرض واعماله لتحتله الأعلام (من اعلام الدول الى داعش) والابنية (سفارات، صالة سينما بيروتية، بناية بركات التي تُركت في السوديكو رمزاً الى حرب لبنان،...). اضافة الى عدد من التجهيزات ترمز الى الحدود وسلطات القمع الامني. عنوان المعرض "بلو باك" كأنه يقصد ارتدادات العنف اللانهائية، سواء صدر عن دول (اميركا) او جماعات. سلسلة من القتل والقتل المضاد يقف الفرد امامها حائراً، مرتعداً، مصاباً. لكنّ فناناً يقظاً، متحفّزاً كبعلبكي، يشهر عينه الثالثة مطلقاً ناراً تسحق الخراب. 

مقالات قد تثير اهتمامك