ملذّات "العناق" في عرض ندى كنعو
ملذّات "العناق" في عرض ندى كنعو
ملذّات "العناق" في عرض ندى كنعو

ملذّات "العناق" في عرض ندى كنعو

عرض ندى كنعو للرقص المعاصر في "مسرح المدينة" ليل الاثنين من امتع العروض الفنية اللبنانية والعربية هذا العام. بلا تصنّع او ابتداع الغريب غير المتجانس تبني المصممة عرضها (العائد توّاً من باريس) على جسد العاشقَين وحرارة العناق والانفصال، المحبة والكراهية، اللين والغضب، القبلة والنظرة (هل النظرة عكسُ القبلة؟)، الوصال واللامبالاة. "العناق" عنوان العرض مذيَّلا بعبارة سبينوزا "الحبّ لذةٌ مصحوبة بفكرة علّةٍ خارجية"، عصبٌ شرقيّ في قصة حب جسّدها بتقنية ملحوظة كلّ من الراقصين شادي عون وسيندي جرماني ولكن اولاً بحساسية عالية، بلا تبذير، والتماسِ المطلق في كل علاقة. هذا المطلق الذي تكسره يوميات الحبيبين ومتطلبات الحياة وترجح الامزجة، عرفت كنعو كيف تعكسه على مدى كوريغرافيتها الحاضرة، والمتوارية خلف الراقصين كأشعة شمس الخريف، وجداً وهياماً ووصالاً وفراقاً فالتقاء على ذرى الرغبة ونشوة الاجساد. كوريغرافيا تمزج الرقص الحديث بروح الباليه الكلاسيكي ولكن بحيوية يتيحها الرقص المعاصر. الجسد، جسد المرأة كما الرجل، يتحرك امامنا بريئاً وحراً ومجرَّباً او مخمّراً بالشهوة وفيضها احساساً ونزقاً، اشتعالاً وانطفاء فاشتعالاً وهكذا الى ما لا نهاية. عرضٌ (قُدِّم اول مرة العام ٢٠١١ وصمّم الغرافيك الايراني رضا عابديني) لا يدعك تفلت من جاذبيته حيث يظلّ عاليَ الانقشاع، ينمّ عن ثقافة الرغبة واتقان مفاصل الجسد، حركةً وسكوناً، كل هذا موظَّفاً في الكوريغرافيا. اما الراقصة جرماني فكانت كل الليونة والافتتان بالحركة وبرجُلها وحكاية الجمال على خشبة مسرح يحتفل بعشرين عاماً مرّت على تأسيسه.

مقالات قد تثير اهتمامك