هل يعتذر ديلن عن حفل نوبل؟
هل يعتذر ديلن عن حفل نوبل؟

هل يعتذر ديلن عن حفل نوبل؟

حتى يوم الجمعة الفائت لم يخرج عن حائز نوبل للآداب الفنان بوب ديلن (في سابقةِ منحِها لمغنّ وشاعر اغنية) بيان او تصريح يحملان موقفه من منحه ارفع الجوائز العالمية. كما انه ظلّ يرفض الاجابة على هاتفه الى ان اتصل اخيراً بسارة دانيوس، السكرتيرة الدائمة للأكاديمية السويدية، مبلغاً اياها: "إن خبر فوزي بالجائزة جعلني عاجزاً عن الكلام. وأنا أقدّر هذا التشريف كثيراً". وقال الفنان لـ"الدايلي تليغراف" ان الجائزة "مذهلة وأمر لا يصدَّق" لكنه لم يحسم امر مشاركته في حفل تسلّمها في العاشر من كانون الاول/ديسمبر المقبل. ودارت التساؤلات اسبوعين عن احتمال اعتذاره عن قبولها كما فعل من قبله جورج برنارد شو (١٩٢٥) مع ان الكاتب البريطاني لم يرفض التكريم معتبراً انه "وطأ برّ الامان" ولم يعد محتاجاً اليها. ليضيف: "اغفرُ لنوبل أنه اختَرع الديناميت لكني لا اغفر له أنه اخترع الجائزة". او كما فعل الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي رفضها (١٩٦٤) باعتبارها مؤسسة ككل المؤسسات و"قبلة الموت" التي ستمنعه من مواصلة مشروعه الفكري (ليعود و"يطالب العام ١٩٧٥بقيمتها المالية ولكنّ لجنة الجائزة لم تتجاوب"، على ما جاء في مذكرات عضو سابق لاكاديمية العلوم). علماً ان رفض الروائي بوريس باسترناك الجائزة العام ١٩٥٨ كان تحت ضغط النظام السوفياتي ليعود ويتسلمها ابنه العام ١٩٨٩. ويتساءل محبّو الفنان المشاغب وناقد استبلشمنت بلاده ماذا قد يقول عن مشاكل العالم وازماته في كلمته اذا حضر حفل التسليم. وهل يمكن ان يغني مثلاً وهو ما لم تستبعده سكرتيرة الاكاديمية في ردها على احد الصحافيين بعد اعلان فوزه وسط صفير الصحافيين وضحكاتهم المستنكرة. وكما فاجأت الاكاديمية العالم بمنح جائزتها لشاعر اغنية كذلك ترقب الناس معها رد الفنان الذي اعتاد تجاهل الجوائز وحتى الرئيس اوباما الذي منحه "وسام الحرية". وافترض البعض إعطاءه موافقة مسبقة في استمزاجٍ غير مباشر قد يسبق بساعات او ايام اعلان الفوز (تردَّدَ ان استمزاجاً او جسّ نبض لنجيب محفوظ  قام به صديقٌ قبل أسبوع من فوزه، بطلب من اللجنة السويدية) لكن تبيّن عدم صحة ذلك. بل ان احد اعضائها وصف صمته بـ"الوقح وغير المهذب". يبقى على الفائز، سواء حضر او لم يحضر "اسبوع نوبل" ذا الأبهة والفخامة، تقديم محاضرة في امر فوزه خلال ستة اشهر وإلا خسر قيمة الجائزة البالغة نحو مليون دولار.

مقالات قد تثير اهتمامك