الطبعة العربية الأصلية لرواية باولو كويلو "الجاسوسة" في الأسواق

صدر أخيراً عن شركة المطبوعاات للتوزيع والنشرالطبعة العربية الأصلية لرواية الكاتب العالمي باولو كويلو بعنوان "الجاسوسة" عن الجاسوسة الأشهر في التاريخ "ماتا هاري"        

يروي كويلو كيف وصلت ماتا إلى باريس بجيوبٍ فارغة.وكيف أصبحت حديث المجتمع باعتبارها المرأة الأكثر أناقةً في المدينة. 

راقصةٌ أذهلت الجماهير وأدخلت الفرح إلى ق لوبهم، وباتت محطّ أنظارهم، وبيتَ أسرارهم. وثق بها أثرياء تلك الحقبة والنافذون فيها.

وفيما كان جنون الارتياب يفتك بالبلاد التي دارت رحى الحرب فيها، توجّهت أصابع الشك نحو ماتا هاري جرّاء نمط الحياة المريب الذي كانت تعيشه.

وبحلول العام 1917، أُلقيَ القبض عليها في غرفتها بفندقٍ في الشانزليزيه، واتُّهمت بالتجسّس.

ماتا هاري في رسالتها الأخيرة روت قصة الجاسوسة وهي قصةٌ ستظلّ في الذاكرة لامرأةٍ تجرّأت على كسر التقاليد والأعراف ودفعت الثمن.

وفيما يلي مقطع من الرواية:

"اليوم أنت سجينة الشعب الفرنسي. لكن ما إن تشرق الشمس، حتى تكوني حرّة. سيحتاج متّهِموك إلى قوّة متزايدة لجرّ الأصفاد التي كبّلوا بها قدميك لتبرير موتك. لدى الإغريق كلمة محمّلة بالمعاني المتناقضة: ميتانويا. أحيانًا، هي تعني التوبة، والندم، والاعتراف بالخطايا، والوعد بعدم تكرار ما أخطأنا بفعله.

ومن معانيها الأخرى: تخطّي معارفنا، والوقوف وجهًا لوجه أمام المجهول، من دون استعادة أو ذكرى، من دون أن نفهم كيف سيكون اتّخاذ الخطوة التالية. نحن ملزمون بحياتنا، بماضينا، بالقوانين التي نعدُّها صحيحة أو خطأ، وفجأة يتغيّر كلّ شيء. نجوب الشوارع بلا مهابة، ونلقي التحية على جيراننا، لكن بعد لحظات، يكفّون عن كونهم جيراننا، يضعون أسيجة وأسلاكًا شائكة لكي نعجز عن رؤية الأمور كما كانت. وهذا ما سيحدث معي، ومع الألمان، ولاسيّما مع الرجال الذين قرّروا أنّ ترك امرأة بريئة تموت أسهل من الاعتراف بأخطائهم.

من المعيب أنّ ما يحدث اليوم، قد حدث أمس، وسيحدث مجدّدًا في الغد؛ وسيستمر على هذا النحو إلى أبد الدهر أو إلى أن يكتشف الإنسان أنّ ما يُحدّد ماهيّته ليس فكره فحسب، بل شعوره في الغالب. يتعب الجسد بسهولة، لكنّ الروح حرّة أبدًا، وستُعيننا يومًا ما على الخروج من هذه الحلقة الجهنّميّة في تكرار كلّ جيل الأخطاء ذاتها. مع أنّ الأفكار لا تتغيّر، فإن ثـمّة ما يفوقها قوّة، وهذا ما يُسمّى الحب.

فعندما نُحبّ بحقّ، نعرف أنفسنا ونعرف الآخرين معرفة أفضل. ولا نعود في حاجة إلى الكلمات، أو الوثائق، أو المحاضر، أو التصاريح، أو الاتّهامات، أو الدفاعات."

مقالات قد تثير اهتمامك