"اورويل في الضاحية" للممنوعين من سماع فيروز

رواية تتناول شريحة اجتماعية من المهمّشين بعنوان "اورويل في الضاحية الجنوبية" صدرت حديثاً لفوزي ذبيان عن دار الاداب. مجموعة اسكتشات عن فقراء يعملون في مهن بسيطة (بائع مياه، موزّع اراكيل،...) ومعلّميهم الذين يديرون الاعمال وهم على صلة بالمتنفّذين. ينتقي الكاتب مقاطع من معيش هؤلاء وما يتخلله من هروب بعضهم الى الحشيشة والمخدرات او ترويجها، ومن ملل تخترقه خطابات السيد حسن نصرالله وصور الشهداء. لا يرسم الكاتب تاريخاً لشخصياته كما لا يلجأ الى تحليل نفسي او اجتماعي مكتفياً بالاسكتشات التي تصوّر يوميات اشخاص بلا طموح او امل بدءاً من الشخصية الاساسية "حمّودي". اللافت في الكتاب لغته الشعبية كما تجري في الواقع او على مواقع التواصل الاجتماعي. لغة المنطقة والشارع بلا اي تحويل يجعلها تنتمي الى "الادب الروائي". انه اختيار ذبيان ان يكتب بلغة يصفها النقاد بال"كيتش" (كلمة تدل على الذوق العمومي)، ولكنها منحت عمله مذاقاً واقعياً وطزاجة لعلها تعيد الى الكتب قرّاء هجروها.

يهدي الكاتب روايته الى "الذين تصدوا يوماً لمحاولة منعهم عن سماع فيروز في كافيتيريا كلية الآداب في الجامعة اللبنانية في بيروت، والذين ما زالوا يتصدّون حتى اليوم".

كما يصدّره بعبارة لجورج اورويل (لعلها سبب العنوان: "اورويل في الضاحية...") من رواية الكاتب الانكليزي بعنوان "1984" حول الطغيان: "اذا اردتَ ان ترى صورة المستقبل، تخيّل صورة حذاء ضخم يسحق رأس رجل... والى الابد".

 

مقالات قد تثير اهتمامك