مقامات للرقص المعاصر تكرّم عبد الحليم كركلا بدرع إنجازات مدى الحياة

مساء السبت 22 نيسان/ ابريل الحالي، مع غياب شمس بيروت على نوافذ متحف سرسق، كرّمت"مقامات للرقص المعاصر" عبد الحليم كركلا من خلال ملتقى ليمون بدورته السادسة،الذي يُنظّم بالتوازي مع "بايبود" وبرعاية دولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري وحضوره، عبد الحليم كركلا  الذي قال فيه المنظمون أننا ندين له بإدخال الرقص إلى عالمنا العربي وترسيخه وتطويره وتأسيس حالة فنية ثقافية لم نشهد مثيلاً لها.

وقد حضر حفل التكريم كل من وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، الوزير السابق الدكتور طارق متري، عميد السلك القنصلي جوزيف حبيس، وشخصيات ثقافية وفنية.

في كلمته اعتبر الرئيس الحريري، ان الفنان عبد الحليم كركلا وفرقته "وضعا إسم بيروت على الخريطة العالمية للرقص المعاصر، وانه أضاف عموداً تاسعاً إلى أعمدة قلعة بعلبك".

كما أشار الحريري أنه:"عندما طلبت مني لجنة المهرجان، أن أشارك في تكريم الفنان عبد الحليم كركلا، استغربت أن يكون تكريمه قد تأخر إلى هذه الدرجة! لأنه برأيي، كل مرة ينعقد فيها هذا المهرجان في بيروت يكون بحد ذاته تكريماً لعبد الحليم كركلا، ولفرقة كركلا ولإسم كركلا. ليس فقط لأنه لولا عبد الحليم كركلا، لما تحول هذا المهرجان إلى موعد سنوي عربي وعالمي في بيروت، ولكن أيضا لأنه وفرقته وضعا إسم بيروت على الخريطة العالمية للرقص المعاصر، عندما وضع أسس هذا الفن في لبنان والعالم العربي".

أضاف: "مساهمة عبد الحليم كركلا لا تنحصر بالرقص، بل هي مساهمة بالثقافة والفن عموماً، وبدورها لتطوير بلدنا ومجتمعنا".

وختم: "لكل هذه الأسباب، يشرفني أن أشارك معكم في تكريم الفنان عبد الحليم كركلا، لأنه بذلك نكرم بلدنا، وكل هذه الطاقات الفريدة، التي رغم الصعوبات، ما زالت تقول للعالم، إن لبنان يشبه كركلا، خلطة سحرية من المحلي والعالمي، من العلم والفن، من الذوق والثقافة، خلطة قادرة أن تجدد نفسها كل يوم، وتعطينا دليلا إضافياً أن هذا البلد، باق مكانا للجمال والسلام والعمل والإنتاج".

قدم الحفل الإعلامي يزبك وهبي، وبعد كانت كلمة لراجح قال فيها:"أطلقنا عربون شكر وتقدير لإنجازات مدى الحياة، ذلك لأننا نؤمن بهذا الوطن وناسه وننظر إلى مستقبل أفضل في ترسيخ الماضي وتطويره. لهذا السبب أطلقت مقامات أضخم مشروع لها منذ 2002 وبادرنا وغامرنا في بناء "سيتيرن بيروت"، ليكون في بيروت ولبيروت مسرحا فريدا من نوعه يعكس أفكار هذه المدينة وناسها، ليصرخ أحلامهم وتطلعاتهم. مكانا للبحث والفن، مكانا للقاء والعمل، لتكريس أسس حياة ومنطق متجدد ومتجذر مبني على الانفتاح والتواصل والابتكار".

أضاف: "فلنجعله ممكنا ولنطمح مثل عبد الحليم كركلا في القفز بعيدا والتطوير المستمر ونستلهم ونتمثل برموز كبيرة طورت وبنت، وأسست مداميك راسخة ومتجذرة في عالمنا الثقافي والاجتماعي والسياسي".

كما أشاد راجح "بالفنان عبد الحليم كركلا بإدخال الرقص إلى عالمنا العربي وترسيخه وتطويره وتأسيس حالة فنية ثقافية لم نشهد مثيلا لها. ندين له بزرع الإنسان فينا بقيمه وثقافته وإبداعه".

بعدها قدم تقريراً مصوراً استعرض مسيرة مسرح كركلا وجولاته العالمية، تلاها كلمة ألقاها الشاعر طلال حيدر في المناسبة شدد فيها على "الإرث الحضاري والثقافي والإبداع الفني الراقص الذي استطاع أن يوصله مسرح كركلا إلى العالم".

ثم ألقى المحتفى به كلمة قال فيها: "اليوم نشهد مغامرة فريدة تحرّض على المسيرة الإبداعية بطلها عمر راجح وزميلته في الإبداع والنشاط الثقافي ميا حبيس. أنا فخور بك يا عمر. كنت مميزاً بين زملائك ولكنني لم أكن أعلم أن هناك جمالا آخر يكمن في ذاتك وطموحك. لغتك الفنية قد شقت الطريق في بحر الرقص المعاصر الذي هو جزء لا يتجزأ من مسيرة الحضارة واستمرارها".

ثم قدم كل من الحريري وراجح للفنان كركلا درعاً تكريمية للفنان عربون شكر وتقدير لدوره الكبير في الإبداع والذي يشكل اليوم إرثا ثقافيا هاما للوطن.

مقالات قد تثير اهتمامك