خيوط سرد كارول منصور تطرز القضية الفلسطينية !

كارول منصور، مخرجة لبنانية من أصل فلسطيني. عملت على عدة أفلام وثائقية تناولت الصراعات، معاناة الشعوب والهوية الفلسطينية. ها هي اليوم تخبرنا عن تجربتها في فيلمها الوثائقي الجديد ”خيوط السرد“ أو “Stitching Palestine” الذي نجح في إيصال فكرة الهوية بطريقة ذكية محبكة بأسلوب رائع.

كيف أتت فكرة الفيلم ولم ”التطريز“ بالذات؟

جاءت الفكرة من جمعية “انعاش” التي صنعت فيديوهات لاثنتي عشرة امرأة فلسطينية يعملن في التطريز وقد أحب المشرفون على العمل  عرض أعمالهم على شكل لوحات بحيث كان كل فيديو يرافق كل لوحة. ومن هذا المنطلق اقترحنا فكرة دمج تلك القصص على شكل فيلم وثائقي يتمحور حول الهوية الفلسطينية.

هل واجهتم أي صعوبة للتواصل معهن؟

أبدا، فنحن نعطيهن الفرصة لكي يتكلمن ويعبرن عن خلجات قلوبهن. وهؤلاء النساء يعرفن كيف يخبرن القصص بشكل جيد وبأسلوب رائع مؤثر وقد اخترناهن على هذا الأساس، إضافة الى كونهن من مختلف الأعمار والمجتمعات فمنهن يعيش في لبنان، ومنهن من يعشن في الأردن.

القصة التي أثرت فيك من القصص الـ١٢؟

لا أفرق لأنني اكتشفت أن كل تلك النساء يكملن بعضهن تحت راية ”فلسطين“.

كيف يختلف هذا الوثائقي عن أفلامك الأخرى وماذا أضاف لمسيرتك؟

بالتأكيد صناعة الأفلام تجبر المخرج على تطوير ذاته بالإضافة الى اكتشاف أشياء لم تخطر عالبال وتلمس أحاسيس جديدة. أمل هذا الوثائقي فقد استغرق وقتا من ناحية اجراء البحث والتعمق في الأشياء التي لها بعدا رمزيا.

هل التطريز يعيد إحياء شيئا خاصا بتجربتك؟

نعم، هو رمز فلسطين وهويتها.

ما الرسالة الاجتماعية التي أحببت أن توصليها؟

أحببت أن أوصل رسالة للغرب وأن أؤكد لهم أن هؤلاء النساء لسن أشخاصا نمطيين أي لسن من فئة اجتماعية معينة يناضلن للقضية فهناك الأثرياء والطبقة المتوسطة والفقراء كلهن متمسكات بتلك القضية.

نراك متحمسة جدا لحقوق الإنسان. برأيك هل هناك حل لها؟

اذا كنت تعيشين في مكان يجتاحه الظلم ولديك سلاح للدفاع عن نفسك فاستخدميه لأننا بحاجة للتغيير والنهوض بهذا المجتمع. أما إذا سكتِ فذلك يعني أنك مشاركة في الظلم أكثر من غيرك. ولست متفائلة أبدا بحل قريب.

الى أي مدى الجيل الجديد مهتم بالسينما عموما والأفلام الوثائقية خصوصا؟

هناك طاقات كبيرة ولكن اليوم بظل الأوضاع المتردية يريدون أن يخرجوا عن هذا الإطار المشحون بالدراما والمأساة.

ماذا يجذبك بالسينما؟

أعشق السينما كثيرا فهي المكان الذي أسافر فيه. تجذبني القصة وصلب الموضوع أكثر من الصورة والسمع لأننا بتنا قادرين على تحقيق أفضل جودة من خلال التقنيات الجديدة.

ما مشاريعك المستقبلية؟

اليوم نعمل على ارسال “Stitching Palestine” الى كل العالم بحيث نعمل على ترجمته الى الانكليزية، الإيطالية، الاسبانية، الفرنسية.

ضمن إطار

مؤسسة التعاون في سطور:

تعتبر مؤسسة ”التعاون“ التي دعمت فيلم خيوط السرد لـ كارول منصور ومولته اليوم واحدة من أكبر المؤسسات العاملة في فلسطين ومخيمات الشتات في لبنان، ويلامس عملها حياة اكثر من مليون فلسطيني سنوياً، حيث استثمرت ما قيمته 660 مليون دولار في مجالات: التعليم، ورعاية الأيتام، والثقافة وإعمار البلدات القديمة، وتمكين الشباب، والتنمية المجتمعية، بما فيها الصحة والزراعة والمساعدات الانسانية الطارئة.

أما عن دعمها للنشاطات الثقافية، فهي تلك التي تتمحور بشكل دائم عن القضية الفلسطينية ككل (كالتراث، اللجوء…) والتركيز على السينما لما تحمله من قيمة ثقافية عالمية وكأداة فعالة للتحدث وإيصال الرسالة بطريقة مؤثرة وسلسة تتقبلها مختلف الفئات.

مقالات قد تثير اهتمامك