17 رواية جديدة لدار هاشيت أنطوان/نوفل في معرض بيروت الدولي للكتاب

أصدرت دار هاشيت أنطوان/ نوفل، 17 رواية جديدة في الفترة الأخيرة، تحضيراً لمعرض بيروت الدولي للكتاب 2017، الذي يفتتح في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. ومن الكتّاب الذين صدرت لهم روايات جهاد بزي وزينب حفني ومحمد وشاكر خزعل ومازن عرفة وإياد الجلاد ونازل سابا يارد.

خلال الأيام المقبلة يصدر عن الدار ترجمة عربية لرواية "ليست لهافانا ربّ يحميها" للكاتب الجزائري ياسمينة خضرا"، وأخرى لرواية "أوتيل مهرجان" للفرنسي روبير سولي.

وتقدم الدار تحية الى الشاعر والمترجم اللبناني الراحل بسام حجار الذي سيصدر له في معرض بيروت ترجمة عربية عن رواية "أزاهير الخراب" للكاتب الفرنسي الحائز جائزة نوبل للآداب 2014. وحجار الذي ترجم حوالى 90 كتاباً الى العربية، ترك هذه الترجمة كنص مخطوط بخط يده قبل وفاته بعدما عمل عليه للمتعة الشخصية. فهو شغوف بالادب والشعر والترجمة. "تحية الى بسام حجار" تقام الخميس 7 كانون الاول (ديسمبر) من الرابعة عصراً الى السادسة مساء. ويتحدث فيها أصدقاء الراحل، الكتاب عباس بيضون وحسن داوود ويوسف بزي وفادي طفيلي، وتقدم لها وتديرها رنا نجار.  

وفيما يلي نبذة عن بعض هذه الروايات الجديدة:

"ليس لهافانا ربّ يحميها" لياسمينة خضرا

ليس لهافانا ربّ يحميها — نظام كاسترو يتقهقر، ودون فويغو لا يزال يغنّي في كباريهات هافانا. لطالما ألهب صوته الذهبيّ الجماهير وغذّى شعلة الأمل في القلوب. لكنّ كلّ شيء من حوله تغيّر. لقد آن الأوان لينحني سيّد الرومبا أمام تبدّلات الزمن... في عزلته الباردة، يلتقي دون فويغو صهباء ساحرة دافئة كاللّهب، ماينسي اليافعة، حبّ حياته. لكنّ الغموض الذي يحيط بتلك الفاتنة يهدّد عشقهما شبه المستحيل. الزمن... هذا ما يُغرق خضرا في تأمّله – نوستالجيا السنوات الضائعة، الشباب الهارب، الأيّام التي تمضي من غير عودة – وتعويذتنا لمواجهته: تلك البهجة حين نغنّي، حين نرقص، وحين نؤمن بسعادة ستأتي لا محال. «ليس لهافانا ربّ يحميها» هي رحلة كلّ الرحلات إلى بلاد التناقضات والمفارقات والأحلام والوعود. هي أنشودةٌ مهداة إلى كلّ مصيرٍ واعدٍ ولو عاندته الأقدار، وإلى كلّ حبٍّ خالد ولو عاش في الذكريات.

ياسمينة خضرا — كاتب وروائي جزائري تُرجمت أعماله إلى أكثر من 42 لغة واقتُبس العديد منها للسينما والمسرح. من أبرز مؤلّفاته «سنونوات كابول» (2002)، «الصدمة» (2005)، «أشباح الجحيم» (2006)، «ما يدين به النهار للّيل» (2008) و«ليلة الريّس الأخيرة» (2015).

 

"المحجبة" لجهاد بزي

(التوقيع في معرض بيروت الاحد 3 كانون الاول، من الخامسة الى الثامنة مساء)

المحجّبة — أنا أنتظر. حياتي مرتّبة تماماً، كبيتٍ لا يعيش فيه أحد. أنتظر الليل كي أنام وأنتظر الصباح كي أذهب إلى المعتقل. أنتظر الساعة الخامسة حتّى أقوم عن مكتبي، ثمّ أعود فأنتظر الليل، فالصباح. أنتظر فرصة عمل أخرى. أنتظر نهاية الأسبوع كي أذهب إلى الضيعة وأنتظر مساء الأحد كي أعود منها. أنتظر حسن كي يقرّر ما يشاء من علاقتنا وأنتظره كي ينفصل عنّي ويختفي. أنتظر رجلاً جديداً لأبدأ علاقة جديدة. أنتظر في السيّارة. أنتظر في الحياة. أنتظر سرطان الثدي كي أستأصل ثديي وأنتظر سرطان الرحم كي أستأصل رحمي. أنتظر مرور الأيّام كي أستأصل عمري. إنّني أنتظر. ما دمت هنا، فالحياة آمنة، ولا قلق فيها. لا شيء سيحدث في قاعة الانتظار، وها أنا أنتظر. في القاعة شاشة تعرض فيلماً عن حياتي. أراني في الفيلم جالسة في قاعة انتظار أتفرّج على فيلم يعرض قصّة حياتي. أراني فيه جالسة في قاعة انتظار أتفرّج على فيلم عن قصّة حياتي... إنّني، في الأفلام المتداخلة إلى ما لا نهاية، أدرك كم هو مملّ هذا الفيلم. مع ذلك نبقى كلّنا حيث نحن. نتكرّر في الانتظار. لا نريد أن نخاف وأن نقلق. سنبقى هنا، جالسات في مقاعدنا، نتفرّج على تكرارنا في المرآة. ليس في الخارج ما يستحقّ قلقنا. قد يكون هذا أفضل ما سيحصل لنا في الحياة، لماذا نغامر؟ لماذا أغامر؟ سأبقى هنا. أفضل ما يحدث في الحياة هو ألّا تحدث، تقول المنتظرات.

جهاد بَزّي— كاتب وصحافي لبناني يعيش في الولايات المتحدة الأميركية. كتب في صحيفتي «المدن» الإلكترونية و«السفير» ودوريّات ثقافية متعدّدة. صدرت له «ملك اللوتو» (2011) التي تشارك في كتابتها مع الكاتب اللبناني بشير عزّام.

"خيمة مروى" لجان هاشم (التوقيع السبت 9 كانون الاول، الخامسة مساء)

خيمة مروى — راحت تتذكّر كيف كانت (...) تُعنى بشكلها وهندامها، وتتحضّر لعودته. وكيف كانت تصمّم على أن تبدو له، في حال رجوعه، على أفضل حال. كانت تريد أن تعوّض عليه ما يمكن أن يكون تعرَّض له من إهانات أو تعذيب أو حتّى من إذلال السجن وحسب. تتخيّله عائداً بلحية مهملة وشعر طويل لم تُتَح له فرصة العناية بهما في سجنه، وتفترض أنّه سيكون بأمسّ الحاجة إلى الاستحمام، هو الحريص على نظافته وأناقته. ترى نفسها وهي تساعده على ذلك، ثمّ تعدّ له الطعام والكأس، ثمّ عندما يخلو لهما الجوّ، بعد انفضاض مجلس الزوّار المهنّئين بالسلامة، تجلس بقربه، تجعله يستلقي على الكنبة الطويلة في غرفة الجلوس أو على السرير في غرفة النوم، ورأسه في حضنها، تمرّ بيدها على شعره ووجهه وكتفيه وصدره، تأخذ خدّيه وذقنه بجمع كفَّيها، تنحني عليه، تقبّله. تتفحّص جسمه من آثار أيّ أذىً أو تعذيب. تُسمِعه الكلمات الجميلة العذبة تُداوي بها جراحات نفسه العميقة، قبل أن تأوي معه إلى فراشهما وترتمي هي على صدره، باكية من فرحٍ أو من قهرٍ، لا تدري. تُفرّغ من قلبها كلّ ما عانته بدورها من قلق الانتظار.

جان هاشم — كاتب ومترجم لبناني (مواليد زغرتا، عام 1953). عمل في مجال التدريس بعد نيله إجازة في اللغة العربيّة وآدابها والأدب المقارن من جامعة القدّيس يوسف، معهد الآداب الشرقيّة في بيروت. نقل من الفرنسيّة إلى العربيّة عدداً من المؤلّفات لكتّاب فرنسيّين ولبنانيّين، وكتب مقالات نقديّة أدبيّة في بعض الصّحف اللبنانيّة. «خيمة مروى» هي روايته الأولى عن دار نوفل والثانية بعد «تَلّة المَلّاح» (2014).

أزاهير الخراب لباتريك موديانو – ترجمة بسام حجار

أزاهير الخراب — جلستُ على شرفةِ أحد المقاهي قبالة مدرّج «شارليتي»، ورحت أقلِّبُ عددًا من الفرضيّات بشأن فيليب دي باشيكو الذي لم أرَ وجهه حتّى. كنتُ أدوّن بعض الملاحظات، ومن دون أن أُدرك تمامًا ماذا أفعل، شرعتُ في تأليفِ كتابي الأوّل. لم يكن دافعي رسالة حياة اختَرْتها لنفسي ولا موهبة خاصّة حُبيتُ بها، بل كان ببساطة ذلك اللغز المتمثّل بحياة رجل من المؤكّد أنّني لن أعثر عليه، وكلّ تلك الأسئلة المحيطة به والتي لن أعثر على أجوبة لها. خلفي، يبثّ الجوك بوكس أغنية إيطاليّة، ورائحة إطارات مشتعلة تسودُ الأجواء. في فيء أشجار جادّة «جوردان»، شابّة جميلة تشقّ دربها. غرّتها الشقراء، وجنتاها وثوبها الأخضر كانت النسمات المنعشة الوحيدة، ظهيرة ذلك اليوم من أيّام أغسطس. ما الجدوى من السعي خلف ألغاز مُستعصية واقتفاء أثر الأشباح، حين تكون الحياة هنا أمامنا، ببساطتها، تحت الشمس الساطعة؟

«موديانو الملقّب ببروست الأزمنة الحديثة يكتب الرواية ذاتها كلّ مرّة ولكن مع بعض الفروقات». باتريك موديانو — مواليد عام 1945، أحد أشهر كتّاب جيله من الفرنسيّين. حاز على جائزة نوبل في الأدب عام 2014 إضافةً إلى العديد من الجوائز الأخرى. أصدر روايته الأولى La Place de l’Étoile عام 1968. من مؤلّفاته: «شوارع الحزام» (الجائزة الأدبية الفرنسية 1972)، «شارع الحوانيت المعتمة» (جائزة غونكور 1978)، «دفتر العائلة»، «صبية طيّبون»، «سيرك يمرّ»، «دورا بروديه»، «مجهولات»، «حادث ليليّ»، «سلالة»، «مقهى الشباب الضائع»، «الأفق»، «عشب الليالي»، «حتى لا تتيه في الحيّ». 

مقالات قد تثير اهتمامك