النائب عناية عزالدين: كفاءة المرأة هي المعيار الأساسي والوحيد للمساواة في السياسة

 بعدما تخصصت في الطب المخبري وعلوم الأمراض، قررت الدكتورة عناية عزالدين أن تخوض غمار السياسة عن قناعة خصوصا بعدما دفعها وآمن بقدراتها الجبارة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري فاختارها وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية. وبعدما أثبتت نفسها طوال هذه الفترة وبرهنت أن المشاركة السياسية تتطلب نساء فاعلات وقادرات على إحداث التغيير، وها هي اليوم تنتخب من قبل الشعب اللبناني لتمثيله في البرلمان النيابي. فما هي خططها المستقبلية وكيف ستكون علامة فارقة في مجلس العام 2018؟

ماذا يعني لك انتخابك من قبل اللبنانيين لتمثيلهم في المجلس النيابي؟

ان حصول اي شخص على وكالة الشعب هو مسألة في غاية الاهمية، لانه يمنح قوة كبيرة للشخصية المنتخبة ويمنحه شرعية شعبية التي تعتبر من اهم الشرعيات في الانظمة الديمقراطية . لذلك كان انتخابي مصدر اعتزاز وفخر لكنه في نفس الوقت يدفعني للاحساس بمسؤولية كبيرة تجاه من منحني ثقته . كما هو معلوم ان النظرة الى وظيفة النائب والى طبيعة عمله تحتاج لتطوير في لبنان . واتمنى ان استطيع تقديم نموذج لعمل نيابي جدي وناجح يقوم على التشريع والرقابة بما يحدث فرق في حياة اللبنانيين .

الى اي مدى انت راضية عن عدد النساء في مجلس 2018؟

طبعا العدد قليل ولا يتناسب مع حضور المراة في المجتمع اللبناني سواء اجتماعيا او اقتصاديا او مهنيا او حتى من حيث التاثير السياسي . فالمراة اللبنانية قوية وفاعلة وحاضرة في الكثير من المجالات والقطاعات ولديها مقومات وامكانيات يفترض ان تنعكس عددا اكبر للسيدات في المجلس النيابي . لذلك نطالب بالكوتا كاجراء مؤقت يعطي النساء فرصة لاخذ حجمهن الطبيعي في مواقع القرار السياسي . كما اني اركز على اهمية ان تبادر الاحزاب الى انصاف النساء داخل الهيكيلة التنظيمية للاحزاب وهذا يشكل خطوة تساعد في وصول السيدات الى مواقع القرار الوزاري والنيابي .

كيف كانت تجربتك كامرأة وزيرة وسط هذا الكم من الوزراء الرجال؟

عندما نجتمع داخل المجلس لا يوجد فرق بين امرأة ورجل بل كلنا وزراء، منخرطين في معالجة الشأن العام والقضايا والملفات المرتبطة بحياة اللبنانيين وكل واحد منا يحمل ملفه ويدرسه ويعطي  رأيه فيه وأعتقد أن المعيار لكل هذا هو الكفاءة. وحدها الكفاءة تلعب دورا هاما في الحكم على الشخص والمجتمع اللبناني معتاد على الاختلاط ولا يوجد هناك مشكلة في الموضوع.

تظهرين اليوم بصورة امرأة محجبة.. ولاتزال في بعض الأحيان المرأة في الطائفة الشيعية لا تأخذ حقها بالكامل.. كيف تمكنت اليوم من خرق هذا الجدار؟

أولا، أنا ضد أن نضع قضية تهميش المرأة  في إطار مذهبي او "شيعي" لأنه إذا كان هناك من غبن فهو موجود في حياة المرأة اللبنانية عامة نتيجة الثقافة الذكورية الحاصلة..  اما أن نقول أن المرأة الشيعية غير مواكبة فهذا غير صحيح. المرأة الشيعية سواء ملتزمة أو غير ملتزمة هي قادرة متفوقة في كل الميادين العلمية والاجتماعية والمهنية وأثبتت نجاحها بالرغم من عدم وجودها سياسيا. أفتخر اليوم أنني أول امرأة شيعية جنوبية دخلت الندوة البرلمانية وتنظيمي السياسي هو الذي رشحني بارادته وبإيمانه وبثقته بي للوصول اليوم إلى هذا المركز. 

من هي المرأة التي ألهمت مسيرتك؟

كل امرأة استطاعت أن تحقق حلمها، هي ملهمة بالنسبة لي. يمكنها أن تكون بغاية البساطة، إلا أنها ملهمة واستطاعت أن تخلق لنفسها موقعا. اما تاريخيا فملهمتي الصالحة لكل زمان ومكان فهي السيدة زينب (ابنة علي بن أبي طالب). المرأة التي اِئتُمِنَت منذ 1400 عام على حمل الرسالة واكمال مسيرة الثورة والاصلاح التي بشّربها الامام الحسين . ان هذا الامر يستوقفني دائما وهو بالنسبة لي مؤشر على الاحترام الكبير الذي يعطيه الاسلام للمرأة وعلى الدور الكبير المنوط بها . لذلك انا اعتبر السيدة زينب هي الملهمة والمعلمة.

هل تعتبرين نفسك وصلت بكفاءتك للمشاركة السياسية أم أن وجودك على لائحة قوية هو الذي ساهم في إيصالك الى النيابة؟

المرأة التي تترشح عن طريق حزب سياسي لديها فرص أكثر من المرأة التي تترشح بشكل مستقل واذا اختار التنظيم صاحبات الكفاءة فهذا سيعطي الحزب مصداقية وسيرفع فرص نجاح المرشحات.  عندما رشحتني "حركة أمل" كان ذلك بناء على كفاءتي التي  ظهرت خلال عملي الوزاري، اعتقد ان الناس  لاحظوا جدّيتي في التعاطي مع الملفات وأتمنى أن أقدم عملًا نموذجيًا ناجحًا على المستوى النيابي .

ما هو الشيء الجديد الذي ستضيفينه لتفعيل دور المرأة في العمل السياسي؟

اعتقد ان الاهم هو تقديم نموذج نسائي ناجح في العمل السياسي بشكل عام والنيابي بشكل خاص . اذا نجحنا في هذا الامر نكون كمن يعبد الطريق امام وصول النساء . المطلوب الجدية والابتكار ومتابعة الملفات لكي نكسب من خلالها  ثقة الرأي العام مثل الملفات التي تعنى بشؤون المرأة والتي تساهم بتحسين معيشة اللبنانيين عموما. أهم عمل اليوم هو وضع الانسان اللبناني في صلب أولوياتنا.

ما هي القوانين التي ترغبين في وضعها والاسراع بتنفيذها؟

قانون اعطاء  المراة اللبنانية الجنسية لأولادها، والقوانين التي تساهم في تحسين الاوضاع الاقتصادية ما يسمح بتأمين فرص العمل. االقوانين الني تساهم في مكافحة الفساد والقوانين المتعلقة بمشروع التحول الرقمي . في بلد مليء بالأزمات من الصعب أن نذكرها كلها ولكن ما ذكرته هو على رأس سلم الأولويات.

ما هي البصمة التي تودين أن تتركيها بعد انقضاء الأعوام الأربعة؟

بصمة نجاح وعمل جدي ونظيف وشفاف وقريب من هموم اللبنانيين واللبنانيات 

لم تكن حياتك الخاصة سهلة، فقد انفصلت عن زوجك.. كيف تمكنت من قيادة سفينة عائلتك بمفردك؟

بفضل الله، عائلتي وذاتي. بالإضافة الى سيدات قمن بمساعدتي خلال المراحل الصعبة التي واجهتها. إلا أن الإيمان بالله هو الذي ساعدني على تحمل الصعوبات كافة. كل تحدي خضته بصبر وحب. لم أنقم على الحياة عندما كانت ظروفي صعبة بل استقويت وأكملت مسيرتي.

ما هي الكلمة التي توجهينها للرئيس بري ؟

اتوجه بالشكر الى الرئيس نبيه بري الذي وضع كل هذه الثقة بي ووفى بوعده للمرأة. كما أشكر كل الذين يحبوني وفي الانتخابات اكتشفت عددا كبيرا من اللبنانيين واللبنانيات الذين كانوا يواكبوني ووضعوا كامل ثقتهم بي وآمالهم. 

الى ماذا تطمحين بعد؟

أن أحقق كل الامكانات التي وضعها الله بداخلي أن أبرزها وأطبقها كلها.

مقالات قد تثير اهتمامك