أنطاليا وإسطنبول: رومانسيةٌ وجماليّـةٌ فـي كـلِّ الفصـول

تركيا كنزٌ من المعالم التّاريخيّة تشملُ مساجدَ مهيبةً وقصوراً عظيمةً ترسمُ على شواطىء البوسفور في المدينة منظراً خلاّباً. بلدٌ يجمع ما بين أوروبّا ونفحة الشّرق والعالم الإسلاميّ؛ إنّه أرضُ الطّبيعة الخلاّبة، الشّمس، البحر، الرّمال الذّهبية، والمسلسلات التي غزت مؤخراً شاشاتنا العربيّة. وأكثر ما يميّزها هو التّراث الثّقافي العريق نتيجة الخليط الرّائع من حضاراتٍ وثقافاتٍ تعاقبت عليها لتجعلها جنّةً من جنّات الأرض وأفضل وجهةٍ لقضاء عطلة أعياد رأس السّنة، فزيارة تركيا تستغرق ثلاث ساعاتٍ ولا تتطلَّب تأشيرة دخولٍ للّبنانيين. ومن الأماكن السّياحيّة المفضّلة في تركيا، أنطاليا وإسطنبول، يقصدهما المولعون بالبحر والشّمس للتّمتُّع بطبيعتهما السّاحرة، شواطئهما النّظيفة، وفنادقهما الفخمة.
الحسناء لبَّت دعوة فندق ريكسوس Rixos وشركة رواج Rawaj International وزارت المدينتَين للاطّلاع عليهما عن قربٍ والإقامة في أفخر فندقَين فيهما، ريكسوس داون تاون أنطاليا Rixos Down Town Antalia و ريكسوس إليسيوم سويتس تكسيم Rixos Elysium Suites Taksim.

أنطــاليـا أو «الــرّيفييـرا التّركية» السّاحرة

تقع أنطاليا عاصمة السّياحة التّركية جنوب غرب تركيا على البحر الأبيض المتوسّط، تبعد عن إسطنبول حوالي 300 كيلومترٍ، ومطار أنطاليا هو أكثر المطارات ازدحاماً في منطقة الشّرق الأوسط. تُزنِّر المدينة مناظرُ طبيعيةٌ خلاّبةٌ تحتضن شواطىءَ نظيفةً ممتدّةً على ساحل البحر الأبيض المتوسّط بطول 600 كيلومترٍ، لذلكَ أُطلقَ عليها لقب “الرّيفييرا التّركية”.
تتميّز المدينة بمناخٍ معتدلٍ طيلة أيّام السّنة يميل إلى البرودة بعض الشّيء، جوّها مريحٌ وشمسها دافئةٌ، تحيطها جبال طوروس المكسوّة بغابات الصّنوبر وتنحدر هذه الجبال في انحناءاتٍ رشيقةٍ نحو مياه البحر الصّافية المتلألئة لتشكِّل في النّهاية خطاً ساحليّاً متعرّجاً يمتاز بألسنته الدّاخلة في البحر. وهناك أيضاً جبال «بي داغلاري» المكسوَّة قممها بالثّلوج حتّى في أشهر الصّيف؛ يمكن زيارتها بواسطة «التّلفريك».
 إن كنتم من محبّي الرّومانسية والتّمتّع بجماليّة الانسجام السّاحر بين الطّبيعة والتّاريخ، والبحر الأزرق وأشعّة الشّمس السّاطعة ثلاثمائة يومٍ حتّى في أواسط فصل الشّتاء، والغابات الخضراء والحياة اللّيلية الصّاخبة في المقاهي والنّوادي والطّعام المتنوّع المميَّز، عليكم زيارة أنطاليا. فسكّانها معروفون بكرم الضّيافة والحفاوة، سيجعلون رحلتكم ممتعةً بالإضافة إلى متعة التّجوّل في القوارب، الإبحار، ممارسة رياضات الطّبيعة، ركوب الخيل، الغولف، التّزلّج، الجولات الثّقافية، وزيارة متحف أنطاليا ومتحف كاليتشي.

جولةٌ في وسط المدينة وكاليتشي

عندَ زيارتكَ أنطاليا، المنتجع الرّئيسيّ للعطلات في تركيا، تشعرُ بعبقِ التّاريخ وجمال الطّبيعة. مرسى السّفن فيها هو الأجمل في تركيا ناهيك عن الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليها: الرّومانيّة، البيزنطيّة، السّلجوقيّة، والعثمانيّة، ما أكسبها إرثاً تاريخيّاً هامّاً، هذا إضافةً إلى شواطئها ومنها كونيالتي، لارا، وكاربوزكادان التي يوجد عليها المدن والموانىء الأثريّة والمقابر والخلجان الصّغيرة والرّمال والغابات الخضراء والأنهار والجداول المائيّة. يوجد فيها أيضاً عددٌ كبيرٌ من المساجد والكنائس والمدارس الدّينيّة والحمّامات والمنتزهات. أثناء التّجوّل في وسط المدينة، يلفتكَ منتزه «أتاتورك» ومنتزه «قاره علي أوغلو» حيث الزّهور والورود الغريبة النّادرة والغنيّة بألوانها الحيويّة. هناكَ أيضاً برج السّاعة، بوابة هادريان التي بناها الرّومان، كيسك منارة (المئذنة المكسورة) التي كانت كنيسةً بيزنطيةً ثمَّ حُوِّلت إلى مسجدٍ، مسجد يفليف منارة (المئذنة المزيّنة) الذي بناهُ السّلاجقة والمزيَّن ببلاطٍ أزرقَ داكنٍ وفيروزٍ، مسجد تكيلي محمد باشا، مسجد عثمان أفندي وغيرها...شوارعُ أنطاليا عريضةٌ، تزيّنها على الجانبَين أشجار النّخيل المتراصّة في خطوطٍ طوليةٍ متناسقةٍ تبدو كمظلّةٍ تغطّي هذه الشّوارع. وتتميّز أيضاً بموقعها في الحيّ القديم الأثريّ الرّائع في قلا إيجي الذي يصوّر لنا الأحياء القديمة بشوارعها الضّيّقة ومساكنها الخشبيّة التي تعبق بالماضي العتيق.
كاليتشي هي أقدم جزءٍ في وسط المدينة، شوارعها ضيّقةٌ مرصوفةٌ بالحصى والبيوت التّركية واليونانية التّاريخيّة. أصبحت كاليتشي إضافةً إلى مركزها التّاريخيّ، مركزاً سياحيّاً فيه فنادقُ، حاناتٌ، نوادٍ، مطاعمُ، وأسواقٌ وقد حصلت على جائزة التّفاحة الذّهبيّة للسّياحة بعد ترميمها.

إسطنبول النّابضة بعراقة السّلاطين العثمانيِّين

لا يكمنُ جمال إسطنبول، العاصمة الثّانية لتركيا في معالمها التّاريخيّة التي تشتهرُ بها من مساجدَ وكنائسَ ومتاحفَ أثريّةٍ فقط، بل لاحتوائها على أجمل القصور وأرقى المطاعم والنّوادي. إنّها المدينة الوحيدة في العالم التي بُنيت في قارّتَين على شاطىء مضيق إسطنبول، حيث تختلط مياه البحر الأسود بمياه بحر مرمرة.
يوجد في إسطنبول عدَّة معالمَ تاريخيّةٍ، قمنا بزيارة البعض منها:

  • آيا صوفيا: شُيِّدَ بالأساس ليكون كاتدرائيّة البطريركيّة الأورتوذوكسيّة لكنّهُ تحوَّلَ إلى مسجدٍ سنة 1453، ولدى إعلان تركيا دولةً علمانيّةً، تحوَّلَ إلى متحفٍ ولا يزال.
  • مسجد السّلطان أحمد: هو أحد الأمثلة المذهلة على روعة العمارة العثمانيّة. يقعُ قبالة كنيسة آيا صوفيا، يُعرف أيضاً بـِ «المسجد الأزرق» نظراً للّون الأزرق الذي يطغى عليه، يحتوي على المخطوطات المغربيّة الطّابع المخطوطة بماء الذّهب. يُقال أنَّ السّلطان أحمد من شدَّة إعجابه بالكنيسة العريقة، أمرَ بإنشاء مسجدٍ يحمل اسمه عام 1609. يحوي الجامع، قبر السّلطان ومدرسةً وتكيَّةً.
  • وهناكَ معالمُ تاريخيّةٌ أخرى: المسجد الجديد، مسلّة تحتموس الثّالث، قصر الباب العالي TOPKAPI، مسجد فتحيّة، متحف تشورا، جسر البوسفور، برج غلطة، قصر السّلاطين، مسجد أورطاكوي، قلعة روملي حصار، جسر السّلطان محمد الفاتح، قناة الصّقر الرّماديّ، قصر يلدز، قصر سيد الأسياد، وقصر كجكسو.
    طرقات إسطنبول واسعةٌ ونادراً ما تشهد فيها زحمة سيرٍ؛ فالتّسوّق فيها متعةٌ حقيقيّةٌ بخاصّةٍ في سوق الذّهب  Kapaliçarşi والبازار الكبير حيث توجد الحليّ والأساور الغريبة، الحقائب، الفوانيس، فناجين القهوة، النّراجيل الملوّنة، السّجاد والتّذكارات، إضافةً إلى التّوابل وحلوى اللّوكوم.
جولةٌ بحريّةٌ في مضيق البوسفور

لا تكتملُ زيارة إسطنبول من دون القيام بجولةٍ سياحيّةٍ لمضيق البوسفور أو البوغاز باللّغة التّركيّة الذي يمتدّ بتعرّجٍ، فاصلاً قارّتَي آسيا وأوروبّا.
انطلقت الباخرة التي أقلّتنا من منطقة أمينونو في ميناء البوغاز، BOGAZ ISKELEZI EMINONU حيث يكثرُ الصّيادون الأتراك بملابسهم التّقليديّة التّركيّة. استغرقت رحلتنا البحريّة حوالي السّاعتَين، شاهدنا خلالها أهمّ معالم المدينة التي تُقسم إلى قسمين القسم الآسيويّ والقسم الأوروبيّ.
إسطنبول الآسيويّة معروفةٌ كمدينةٍ سكنيّةٍ، تنتشرُ فيها غالبيّة مساكن أهل العاصمة وهي مساكنُ رائعةٌ ذات سقوفٍ من القرميد ومطلّةٌ على بحر مرمرة، وهي أرقى للسّكن من إسطنبول الأوروبيّة، التي هي مدينة عملٍ ومقرّ غالبيّة المصارف والشّركات. هناك أيضاً الجسران المعلقان اللّذان يربطان آسيا بأوروبّا، جسر البوسفور، وجسر السّلطان محمد الفاتح الذي يبلغ طول كلّ واحدٍ منهما 1510 أمتارٍ وعرض كلّ واحدٍ 39 متراً، أمّا ارتفاعهما فيبلغ 105 أمتارٍ. يمكن مشاهدة قصر دولما باهتشه، تلّة الأميرات، الحصن الرّومانيّ المنيع، والكثير من الغابات والتّلال الخضراء التي تقع على جانبَي المضيق.
محطّتنا الأخيرة كانت في رينا Reina حيث تناولنا طعام العشاء الفاخر وسط عروض الغناء التّركيّ والمناظر الخلاّبة.

مقالات قد تثير اهتمامك