صور وأفكار خفية تُشعِلُ الرغبة واللذة

الهوام الجنسي، أو الخيال الجنسي هو عنصر مهم وأساسي في خلق الشخصية الجنسية وصيرورتها واستمراريتها، وفي تحديد السلوك الجنسي للفرد. فهو الذي يتحكّم وبشكل أساسي بالمستوى النوعي للّذة، وللرغبة، وللمتعة، وللنشوة الجنسية عند الإنسان.

من هنا فالهوام هو تلك الصور، أو الأفكار الخفية، الثابتة أو المتحرّكة، أو الأحلام (أحلام اليقظة)، أو الذكريات التي تراود الإنسان، حتى إذا استحضرها خلقت عنده الرغبة بممارسة الجنس، أو زادت من لذته ومستوى نشوته أثناء العمل الجنسي، أو دفعت به آنياً إلى ممارسة العادة السرية.

آلية الهوام ووظيفته

الهوام والخيالات الإثارية تسكن دائماً في الحياة الجنسية للمراهق، بل من الممكن أن تولد مع البلوغ وتبقى مستمرة مع الإنسان في كل مراحل عمره، ولكن بمستويات مختلفة حسب الظروف الذاتية للشخص، والموضوعية التي تحيط به.

نستطيع أن نسمّي الهوام أو أن نشبّهه بمسرحية، أبطالها خياليون أو واقعيون، ويستطيعون أن يغيّروا أدوارهم، إنما فقط بمشيئة الحالم صاحب الهوام.

لذلك فالهوام يفسّر التركيب العميق للشخصية الإنسانية، ويرجع دائماً إلى الخيال لكي يخلق جسراً فعّالاً بينه وبين حاجة الإنسان إلى الإبداع والخلق والتجدد...

وعادة ما يُستوحى الهوام عند الشخص من حياته الطفولية بكل تفاصيلها وحيثياتها الشذوذية المختلفة، وهذا ما يفسر الشعور بالذنب عند الشخص والرغبة في التستر وعدم الإفصاح عن خيالاته الجنسية، فتبقى عنده سراً يراوده مدى الحياة.

أنواع الهوام الجنسي

مبدئياً تقسّم أنواع الهوام الجنسي والتي تنشط الرغبة الجنسية إلى ثلاثة:

1.  الثلاثي

2. السادي - الماسوشي

3. المثلي

الهوام الثلاثي

هنا يستذكرني القول المشهور: «كل ممنوع مرغوب»، إذ كثيراً ما نصادف رجالاً متزوجين أو مخطوبين مثلاً ولا يرغبون في زوجاتهم إلا إذا شعروا ورأوا بأنهن مرغوبات عند غيرهم من الرجال. وهذا ما يخلق عندهم الهوام الثلاثي. يعني في هذه الحالة نراهم ينجذبون أكثر إلى زوجاتهم ويرغبون بهن اكثر، ومن جديد، لأن هذا الهوام الثلاثي يخلق عندهم خوفاً على زوجاتهم (المرغوبات من الآخرين) من أن ينجرفن مع التيار فيخسرونهم ويصبحن بعيدات المنال. هذا الشعور يخلق عند الأزواج ارتفاعاً بالرغبة الجنسية.

وما يقال عن الرجال في هذا المجال يقال كذلك عن النساء. فالهوام الثلاثي يؤثر كثيراً في الشخصية الجنسية للإنسان، وهذا ما يفسر بعض السلوكيات الجنسية الخاصة والخارجة عن المألوف، مثل حالة بعض الرجال أو النساء الذين يُستثارون من خلال ممارسة أو مشاهدة العلاقات الجنسية متعددة الأشخاص.

ولا بد من طرح سؤال مهم في هذا الإطار: هل أن مرض السيدا وتداعياته المتزايدة في المجتمع المعاصر، يمكن أن يحدّا من الهوام أو يؤثرا عليه عند هؤلاء الأشخاص فيقلّل بالتالي من رغبتهم ويغيّر من سلوكهم الجنسي؟

المعروف أن الهوام الثلاثي قد يدخل إلى الأسرة ويؤثّر على الحياة الزوجية عند الشريكين، وذلك حين يسعى الزوجان، أو أحدهما، إلى كسر الروتين الزوجي، وذلك بإقامة علاقة ثلاثية كاملة، أو حين يحاول أن يضع شريكه في إطار يصبح من خلاله محطاً لأنظار الآخرين، وكل هذا حتى يجد هذا الزوج أو هذه الزوجة شعوراً أكبر بالرغبة الجنسية تجاه الآخر، ما ينعكس سلباً في بعض الأحيان على الحياة الزوجية برمّتها. وطالما أن الرجل والمرأة في حالة الهوام الثلاثي يكونان عاجزين عن التمتع بوجود شخص ثالث ينازع أحدهما شريكه، فمن الممكن إذن، وانطلاقاً من هذه الحالة، إيجاد تفسير لبعض نواحي الشخصية الجنسية في ظاهرة «دونجوان». فالشخص يحلم بأن يحصل على شريكة تجذبه في وقت من الأوقات، ولكنه سرعان ما يملّ منها، وتحلو بعينه غيرها عندما تكون في أحضان غيره، فيبدأ سباقاً لا يتوقف للحصول عليها، ويبقى على هذه الحال، ممضياً قسماً مهماً من حياته بالتنقّل من حبيبة إلى أخرى...

(يتبع)

مقالات قد تثير اهتمامك