الدّراما اللّبنانيّة والكلب ران تان تان!

كيف ينظر أهل الفنّ والصّحافة إلى الدّراما اللّبنانيّة سواءٌ الرّمضانيّة منها وما سبقها من مسلسلات؟ هل يرونَ فيها الشّروط الفنّية التي تؤهّلها للمنافسة والتّعبيرعن مجتمعها الذي يغلي بشتّى التّناقضات؟

«الحسناء» اختارت مخرجين وفنّانين وإعلاميّين للإجابة عن هذه الأسئلة وهذه آراؤهم:

جوليا قصّار:المنافسة تحسّن النّوعيّة

الممثّلة جوليا قصّار رأت تحسّناً طفيفاً في الدّراما «ربّما لانشغالي هذا الشّهر بتصوير الفيلم السّينمائيّ «محبس» للمخرجة صوفي بطرس» تقول ضاحكة. لكنّ انصرافها عن الفرجة اللّيليّة لا يُلغي متابعتها مشاهدَ وحتّى حلقاتٍ متفرّقة ممّا يُشاهده الأهل مساء الأيّام الرّمضانيّة. تُبدي والدة صباح في مسلسل «الشّحرورة» إعجابها بالرّوعة التي يؤدّي بها نقولا دانيال دوره في مسلسل «قلبي دقّ» مع كارين رزق الله. وتقول إنّها وعدت المخرج سمير حبشي بمتابعة مسلسله «أحمد وكريستينا» ولكنّ عودتها متأخّرةً وتعِبةً من التّصوير لا تسمح لها بالإيفاء بالوعد. جوليا ابنة المسرح ونجمته قليلة المشاركات التّلفزيونيّة. وترى أنّ شرط الجودة هو تزايد المنتجين كما يحصل اليوم، فـ «المنافسة في ما بينهم ستدفعهم إلى البحث عن عناصرَ فضلى ومواضيعَ من واقعنا». وهل يتحقّق الأفضل مع طغيان عارضات الأزياء وملكات الجمال على الممثّلات خرّيجات معاهد التّمثيل؟ تضحك مجدّداً وتُجيب: «إنّي دائمة التّفاؤل».

هل هي مستعدّةٌ للتّمثيل مجدّداً في إنتاجٍ محلّيٍّ ومشتركٍ؟ «نعم، إذا توفّر دورٌ معقول» تقول، لأنّ مشاركاتها القليلة سابقاً «كانت مخيّب».

جورج دياب:حركةٌ فأين البرَكة؟

تردّد الممثّل جورج دياب في إبداء رأيه لكنّه عاد ليقول: «الدّراما عندنا حركة بلا بركة». ويردّ الممثّل الكوميديّ اللاّمع السّبب «لا إلى الإنتاج إذ إنّه أحياناً سخيّ، بل إلى غياب الخلفيّات الثّقافيّة والإنسانيّة عن هذه الأعمال». ويشرح قصده بالقول: «عندما تنهار الدّولة وتنهار فكرة الوطن، لا يعود ثمّة كادر، أيْ إطار، تنهض عليه البلاد ومِثلها الدّراما». دياب الذي يُشارك في مسلسل «تشيللو»، يصفه بالهادئ والمميّز الأسلوب والكاستينغ ( اختيار الممثّلين) ولكنّه لا يُرضيه «إلاّ جزئيّاً«.

مازن معضّم:صحافتنا لاتدافع عنّا

«وضعتْ زوجتي مولودتنا ميرفا أوّل أيّام شهر رمضان فأمضينا أيّاماً في المستشفى وحلّت الفرحة بها مكان الفرحة بالأعمال الدّراميّة. وهي بالمناسبة لم تكن لبنانيّةً تماماً». بهذا بادَرَني الممثّل مازن معضّم ليضيف: «لا أعترض على الإنتاج المشترك إلاّ حين يُحرم الممثّل اللّبنانيّ من أدوار البطولة ويتقاضى النّجوم العرب أضعاف ما يتقاضاه نجومنا في المسلسل نفسه». ويسأل معضّم الصّحافة اللّبنانيّة: لماذا لا تردّ على الصّحافة السّوريّة حين تُهاجم، على حدّ تعبيره، الممثّل اللّبنانيّ في الوقت الذي «تنفخ» فيه صحافتنا نجوماً عرباً أقلّ منّا موهبة؟ وعن وجود ملكة جمالٍ وعارضاتٍ بطلاتٍ لمسلسلاتنا وهو ما تخلو منه الأعمال العربيّة، يؤكّد أنّ نادين نسيب نجيم وسيرين عبد النّور أثبتتا موهبةً في الدّراما. ونسأله هل تقنعه الدّراما المحلّيّة علماً أنّه أحد نجومها البارزين، فيردّ بالإيجاب ويدلّ على كُتّابٍ كشكري أنيس فاخوري، وكلوديا مرشيليان، ومنى طايع. وبينما يشير إلى أصداءٍ إيجابيّةٍ كثيرةٍ وصلته عن «أحمد وكريستينا» يكشف عن كاتبةٍ وسيناريست شابة، نادين جابر، يُشارك في مسلسلها «قصّة حبّ» الذي سيُبثّ الشّتاء المقبل.

إيلي خليفة:هيّا إلى «الويب تيفي»

حاول المخرج السّينمائيّ إيلي خليفة («يا نوسك»، «يلا عاقبالكن») إخراج الدّراما التّلفزيونيّة بعدما تلقّى عرضَين لذلك، ولكن شروط الإنتاج في الحالَين دفعته إلى الاعتذار. فهي لم تُتِح له الاشتغال على الممثّلين أو التّحضير مع الفريق التّقنيّ. خليفة قال إنّه استبدل مشاهدة التّلفزيون بحضور الأفلام إلاّ عند مشاركة ممثّلين يهتمّ لأمرهم في أحد المسلسلات. ويقول إنّه اليوم أكثر حماسة، بعد السّينما، للـ «ويب تيفي» حيث الحرّيّة أوسع والقدرة على الجنون أكبر. ويتوقّع أن ينجح مشروعٌ أو أكثر، عَرَضَها على منتجي هذا النّوع الدّراميّ حيث لا تتجاوز الحلقة 5 دقائقَ إلى 10 بكلفةٍ أدنى من الحلقة التّلفزيونيّة.

شادي حنّا: لا أمل

منتج «لول» و«أثقل شي» (الأوّل) ومخرجهما شادي حنّا يُجيب أنّ لا أمل لديه منذ زمانٍ في دراما محلّيّة. بالرّغم من ذلك شاهد لدى أصدقاءَ بضع حلقاتٍ من «تشيللو» لم تكن بالسّيّئة ولكنّها تبقى الدّراما البلديّة التي تُحاكي التّركيّة في كلّ عناصرها من الكاستينغ إلى التّمثيل والتّصوير والقصّة والسّيناريو. ويقول حنّا «الشّرّ المطلق والخير المُطلق لا بدّ من أن يتجسّدا في شخصَين ضمن العائلة، ووجود الزّوج المُخادع أو المرأة الخائنة، إضافةً إلى حادثة وفاةٍ مفاجئة، وسوى هذا ممّا يصعّد التّشويق ويغذّي الإثارة ولكنّه لا يغذّي عناصر الدّراما الفنّيّة».

هوفيك حبشيان:افتعالٌ وسطحيّة

جواب الزّميل النّاقد السّينمائيّ في "النّهار» هوفيك حبشيان أتى قاطعاً ولو مصحوباً بابتسامة: «لا أشاهد الدّراما المحلّيّة منذ زمنٍ ولي منها موقفٌ حادّ». ليضيف: «لكنّ وجودي في البيت العائليّ يفرض عليَّ مشاهداتٍ تؤكّد موقفي هذا وتقوّيه، آخرها ما عُرض هذا الشّهر من مسلسلات. وهي لا تعدو أن تكون مواقفَ مُفتعلةً في قصصٍ غير مُقْنِعةٍ بتمثيلٍ سطحيٍّ وإخراجٍ لا يمتّ إلى الذّوق بصلة».

حبيب يونس:الكلب أصدق؟

الزّميل الشّاعر والإعلاميّ حبيب يونس قال إنّه منقطعٌ عن المسلسل المحلّيّ انقطاعاً شبه تامّ. فليس فيه ما يشدّه إلى الشّاشة كما فعل «ليالي الحلميّة». ليضيف: «بين ممثّلي لبنان وممثّلاته لا أستسيغ سوى ليلى نمري لأنّها لا تُمثّل، ومِثلُها فيرا هيدموس العريقة في «قلبي دَق». وقال إنّه لا يحبّ مثلاً تمثيل أنطوان كرباج ونضال الأشقر في التلفزيون. ويزيد إعجابه بريمون جبارة الممثّل في مسرحيّاتٍ عالميّةٍ عرضها تلفزيون لبنان في السّتينيّات. ويتذكّر يونس كلام أحد أصدقائه «إنّ الكلب ران تان تان أصدق أداءً من كثير من ممثّلينا وممثّلاتنا»!

جوزيفين حبشي:دراما لبنانيّةٌ أحياناً

لفتت الزّميلة في «دليل النّهار» جوزيفين حبشي إلى أنّ أغلب مسلسلات رمضان على شاشاتنا هي إنتاجٌ عربيٌّ مشتركٌ باستثناء «أحمد وكريستينا» و«قلبي دقّ» علماً أنّ هذا اقتباس فيلم «Fools Rush In» وإنْ لم يذكر الكاتب ذلك. وتصف حلقات «تشيللو» و«24 قيراط» بالمُضجرة. لكنّ حبشي لا تنفي وجود دراما محلّيّةٍ تُراكم كُتّابها ونجومها ومنتجيها وطبعاً مُخرجيها وفي طليعتهم سمير حبشي وفيليب أسمر.

مقالات قد تثير اهتمامك