ريتّا حرب:«مجال الإعلام يُقلقنـا والأســـــود لا يليـــق بـــي»

تحدّت ريتّا حرب، الإعلاميّة والممثّلة العصاميّة، نفسها والحاسدين واضعةً نُصب عينَيها هدف النّجاح في كلّ خطوةٍ أو مشروعٍ مهنيّ. فاقتحمت أسواره على الرّغم من مشاعر القلق والخوف من الفشل، لتُثبت أنّها قادرةٌ على السّير بتوازنٍ وبخطًى ثابتةٍ والتّنقّل بين عالم الجم والتّقديم والتّمثيل؛ والدّليل دور البطولة الذي لعبته في مسلسل «حياة سكول».

عارض كثيرون دخول الإعلاميّات وعارضات الأزياء إلى عالم التّمثيل، إلاّ أنّك أثبتِّ جدارتك في عالم الإعلام والتّمثيل في آن. فكيف واجهتِ هذه الضّغوطات؟

أقليّةٌ فقط عارضت ذلك في بادئ الأمر، ولكنّ التّجربة أثبتت لها العكس. بالنّسبة إليّ، حقّقتُ نجاحاً لا بأس به في تجربتي الأولى في سلسلة «الحياة دراما»، وفي مسلسل «مراهقون» حيث أدّيتُ دور بطوليّ متّكلةً على ذاتي، وأعتقد أنّني نجحتُ أيضاً حال دوري في مسلسل «العشق المجنون». أمّا العمل الذي ثبّتني في عالم التّمثيل فكان «عشرة عبيد صغار» الذي عُرض في رمضان 2014، إذ إنّ بعضهم ظنّ أنّني أدخّن فعلاً السّجائر، ممّا يدلّ على نجاحي في تقمّص شخصيّة «لميس». بالنّسبة إلى الضّغوطات، فهناك ضغوطات العمل نفسه وما يترتّب عليه من إرهاقٍ جسديٍّ نتيجة ساعات العمل الطّويلة، وهناك ضغوطاتٌ نفسيّةٌ نتعرّض لها باستمرارٍ من كارهي نجاحنا الذين لا ينفكّون ينتقّدون بسلبيّةٍ كلّ عملٍ ننفّذه، ولكن يبقى هناك دائماً من يشجّعك على العمل ويحثّك على فعل الأفضل، وأقصد الجمهور والعائلة.

عروضٌ مناسبة

وكيف تواجهين هذه الانتقادات السّلبيّة؟

كوني أعمل في قناة «أوربيت»، وفي الوقت نفسه أكون مشغولةً في تصوير عملٍ ما، لا يكون لديّ الوقت لأعير هذه الانتقادات اهتمامي فهي غير بنّاءةٍ أصلاً. وأفضّل أن أقضي وقت فراغي مع العائلة لا في التّفكير فيها.

رفضتِ عروضاً كثيرةً في بداياتك، لكنّك تراجعتِ عن قرارك وخضت التجربة، فما هو الحافز الذي دفعك إلى ذلك؟

الحافز الوحيد هو التّوقيت بالإضافة إلى القناعة طبعاً. ففي بداياتي كمذيعةٍ لم أكن متمرّسةً في الإعلام، وكنت أشارك في أكثر من برنامجٍ في آنٍ واحد، لذلك لم يكن لديّ الوقت الكافي لخوض تجربة التّمثيل، فهذا العالم إنْ كنتَ تجهله فستخشاه. بعد نضوجي مهنيّاً تشجّعت ووافقت على العروض التّمثيليّة المُناسبة.

هل هناك أيّ طقوسٍ تعتمدينها قبل التّصوير؟

بسبب قلقي الدّائم، لا أستطيع النّوم قبل يومَين من بداية التّصوير، لذلك أحد أهمّ طقوسي هي التّحضير نفسيّاً، ثمّ «امتلاك» الدّور، حتّى إنّني أقرأ دوري ودور الآخرين، وأناقش الكاتب حول شخصيّتي وكيف ستتطوّر أثناء الأحداث...

حبٌّ بلا حدود

غامرتِ بأدوارك، ونوّعتِ في الشّخصيّات، ومررتِ أثناء أدائها بأكثر من حالةٍ نفسيّة... من الحبّ والغرام، إلى الانتقام والقتل، والخوف والتّشبّث بالحياة وآخرها المعلّمة الحنونة والمثاليّة. لكنْ أيّ شخصيّةٍ هي الأقرب لشخصيّتكِ؟

كلّ شخصيّةٍ هي جزءٌ من ريتّا حرب. فمثلاً «حياة» (في «حياة سكول») تُكافح ولا تتخلّى عن حقّها بسهولةٍ مثلي تماماً، و«لميس» (في «عشرة عبيد صغار») تتعرّض للخيانة وتفقد الأمل فتُصبح هستيريّة، وهكذا أكون أحياناً، أمّا «جود» (في «العشق المجنون») فكانت حنونةً تُحبّ بلا حدود... وهذه أنا!

وما تعريفك للحبّ؟

الحبّ ليس له حدود. أنا أتنشّق الحبّ، فهو كلّ شيءٍ بالنّسبة إليّ. إنْ لم أحبّ العمل فلا أستطيع أن أنجح، وحتّى الحبّ بين شخصَين لا ينجح إذا كان من طرفٍ واحد.

يُحكى إنّك كنتِ على وشك الخطوبة؟

تضحك: «زواج ما في اطّمنوا».

التّفاهم هو النّقطة الأساسيّة في العلاقة والنّضوج يُساهم في تقبّل الآخر

نضوجٌ فكريّ

هل مشاكل زواجك السّابق، جعلت اختيار الزّوج المناسب صعباً عليك؟ أم أنّك تخشين من هذه الخطوة خوفاً على ابنتَيك؟

ليس بالضّرورة. «الدّنيا قسمة ونصيب». هذا الموضوع ليس هاجساً بالنّسبة إليّ، لأنّ هدفي الآن هو أن أكون متكيّفةً مع ما أنا عليه الآن، وأن أعيش كلّ يومٍ بيومه.

ما هي مواصفات فارس أحلامك؟

ليس هناك أيّ مواصفاتٍ محدّدة، بل كلّ ما أريده هو أن يجمع الحبّ بيننا، وأن يكون شخصاً يتفهّمني وصريحاً وصادقاً. هذه الأمور لا تنطبق فقط على الحبيب، بل أيضاً على اختياري الأصدقاء، لأنّ ضغوطات العمل اليوميّة، ومسؤوليّات المنزل والعائلة تجعلني أسعى جاهدةً إلى الحصول على وقت راحةٍ إلى جانب أشخاصٍ مناسبين، لا يزيدون من توتّري!

بعد تخطّيك المحطّات الصّعبة في حياتك، هل ترين أنّك الآن أصبحتِ ناضجةً فكريّاً ممّا يخوّلك استيعاب الشّريك، وتفادي الأخطاء، وحلّ المشاكل التي قد تحصل بين الشّريكَين؟

أيّ شخصٍ في مرحلةٍ معيّنةٍ من العمر يُصبح ناضجاً فكريّاً إنْ عرف كيف يستفيد من الخبرات الحياتيّة، وعندها يستطيع امتصاص المشاكل واستيعاب الآخر، وأن يغضّ النّظر عن الأمور التّافهة. التّفاهم هو النّقطة الأساسيّة في العلاقة وليس فقط بين شريكَين، والنّضوج يُساهم في تقبّل الآخر.

نصيحةٌ ثمينة

ما هي الخطّة التي تعتمدينها لفصل حياتك المهنيّة وضغوطات العمل عن حياتك العائليّة؟

في بدايتي أهداني مدير العمل عند استلامي ثلاثة برامجَ في آنٍ واحدٍ نصيحةً ثمينةً لا أزال أعمل بها: «لا تُفكّري أثناء تصوير البرنامج إلاّ في المعطيات التي هي أمامك، ولا تُعطي أهميّةً للبرنامج الذي سيليه، لأنّك إذا فقدتِ تركيزك ستفشلين حتماً». بعد سنوات الخبرة، أصبح الأمر يعتمد على التّحكّم في الفكر.

بعيداً عن الأضواء من هي ريتّا حرب؟

إنسانةٌ طبيعيّةٌ تخشى الشّهرة، وبخاصّةٍ إن كانت ستُبعدني عن عائلتي وأصحابي، فأنا أحبّ الحياة وأحبّ العائلة ولا أفوّت فرصةً تجمعني معها، فالعمر يمرّ بسرعةٍ ويجب استغلال كلّ دقيقةٍ منه.

هل نستطيع القول إنّك: «ستّ بيت بكلّ ما للكلمة من معنى»؟

في النّهاية أنا امرأة، أشتري من المتاجر، وأطبخ، وأغسل الأطباق والملابس، وأقضي وقت فراغي مع أولادي وأصحابي... «فيك تقول ستّ بيت»!

دوري كأمّ

مَن مِن ابنتَيكِ لديها ميولٌ فنّيّ؟

ابنتي الصّغرى متأثّرةٌ بي، وبخاصّةٍ في ما يتعلّق بعالم الشّهرة والـ «modeling» (عرض الأزياء) الذي يُساعدها الدّخول إليه طول قامتها ورشاقة جسمها، ولكنّها تمرّ الآن في فترة ضياعٍ مع تعدّد اهتماماتها.

هل تُتابعان أعمالك؟

أحياناً، بسبب الدّراسة. وعندما نتابع الحلقات معاً أناقشهما في مواضيعَ اجتماعيّة، فألمّح لهما عن أمورٍ حياتيّةٍ قد تحصل معهما في ما بعد، وقد أسلّط الضّوء على بعض القِيَم، وذلك من دون أن أفرض عليهما وجهة نظري أو أن أحرجهما. لو كان لديّ صبيّان لم نكن ربّما سنتفّق كما أتّفق مع ابنتَيّ.

هل أنتِ حزينةٌ لأنّك لا تستطيعين تمضية أغلبيّة وقتك معهما؟

لا أنزعج، فوالدتي تُساعدني في تربيتهما منذ ولادتهما، وأنا أثناء العمل أتّصل بهما وأطمئنّ عليهما. هما تُطلعانني على كلّ شيءٍ وتستشيرانني في كلّ الأمور، ليس لأنّني ديكتاتوريّة بل لأنّه يجب على الأمّ أن تعلم كلّ ما يدور في خاطر أولادها وأن تُساعدهم.

معاييرُ جماليّة!

فزتِ سابقاً بلقبَين، ملكة جمال جبل لبنان وملكة جمال الإعلاميّات في العام 2010. ما هي المعايير الجماليّة التي تعتمدينها للمحافظة على هذه الإطلالة؟

ليس هناك معاييرُ معيّنة، بل دائماً أسعى إلى الاهتمام بمظهري الخارجيّ كالعناية بشعري وببشرتي... عِلماً أنّه لا يتسنّى لي فعل ذلك عندما يكون لديّ تصوير، فالتّعب يسرق ذلك الاهتمام.

هل أثّر الجمال فيك سلباً في يومٍ من الأيّام؟

بالنّسبة إليّ الجمال و«الخلقة الكاملة» هما نعمةٌ من الله، لذا يجب أن نشكره ألف مرّةٍ على ما منحنا إيّاه، ولكن بالطّبع هذه النّعمة تكون أحياناً نقمة.

هل من الممكن أن نراك يوماً بالشّعر الأسود؟
لا أعتقد، لأنّني شقراءُ أساساً والأسود الدّاكن لا يليقُ بي

لديّ مئة قطعة من الأحذية وحقائب اليد ولم أعد أكترث لشراء المجوهرات

ريتّا والموضة

ماذا عن علاقتك بالموضة؟

علاقتي قويّةٌ بجميع الأمور الحياتيّة، ولكنّي أضع لها حدوداً كي لا تصل إلى درجة الهوس.

وأسلوبك؟

أتّبع أكثر من أسلوب، والمُفضّل عندي هو الكلاسيكيّ وأحياناً الـ «sport».

مَن هو المصمّم المفضّل لديك عربيّاً وعالميّاً؟
من بين المصمّمين العالميّين الذين نفتخر بهم إيلي صعب، وجورج حقيبة، وطوني ورد، وزهير مراد...

هل أنت مهووسةٌ بشراء المجوهرات؟

بعد الاحتراف في مهنة التّقديم، كشفتُ أسرار اللّعبة، وعرفتُ أنّ الجمهور يهمّه ستايل الأكسسوارات وليس معدنها، لذلك لم أعد أكترث لشراء المجوهرات عِلماً أنّني لا أهوى جمعها.

هل يمكنك إحصاء عدد الأحذية التي تملكينها؟

لديّ عددٌ هائلٌ من الأحذية وبخاصّةٍ «السّكربينه» وحقائب اليد أيضاً، بحيث يتعدّى عددها المئة قطعة. إذا تبضّعت أثناء سفري فمن الممكن أن أشتري ملابسَ مقلّدة، ولكن من المستحيل أن أفعل ذلك عند شرائي الأحذية وحقائب اليد.

ع السّريع

ما الفرق بين ريتّا قبل الشّهرة وبعدها؟

حتّى الآن أحاول ألاّ أخسر شيئاً، والشّهرة مجدٌ باطل.

ما الحدث الذي آلمك في حياتك؟

مرض والدي ووفاته.

ما الأمور التي تُشعرك بالآمان؟

الاستقرار والاطمئنان لوجود مَن أحبّهم إلى جانبي.

سمّي إحدى عاداتك السّيّئة؟

العصبيّة.

هل لدى ملكة الجمال هاجز التّقدّم بالسّنّ؟

ليس على هذا النّحو، فالتّقدّم في السّنّ يدل على تطوّر الخبرة... ولكنّ مجال الإعلام هو ما يقلقنا، فهو قد يظلم مقدّم البرامج أحياناً.

مقالات قد تثير اهتمامك