ملحم بركات موهبة فنية كبيرة جعلت حياتنا احلى. الصوت الفوّار، الورديّ كخدود الحِسان، لم يكن يشبه صاحبه وحسب بل مجتمعاً متحركاً وانساناً لبنانياً دينامياً ووطناً كان درّة حقيقية. الفنان الذي ظهر مع رفيق عمره عصام رجي في برنامج للهواة على شاشة تلفزيون لبنان عرفناه في "فخر الدين" و"يعيش يعيش" و"الشخص" قبل ان يغادر مسرح الاخوين رحباني ويقول انه "لم يأخذ منهما الا عادة التدخين". في ما بعد اعطياه في "الربيع السابع" اثنتين من اجمل اغانيه: "شبّاك حبيبي" و"قولك صحيح". غنى ولحّن بركات في مسرحيات روميو لحود واصفاً عمله معه بـ"المشبع حريةً". لكنه استقل مطرباً وملحناً صنعَ حالة غنائية على حدة بين اقرانه المغنين. تأثر بمحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش وابن مسقط رأسه كفرشيما فيلمون وهبي الذي رافقه ملحم الشاب اربع سنوات كسائق سيارة. جملته اللحنية مزيج من الطربين المصري والشعبيّ اللباني. حفرت اغانيه في الذائقة ووجدان الكثيرين: "سلّم عليها يا هوا"، "حمامة بيضا"، "العذاب يا حبيبي"، "حبيبي انت"، "ولا مرة كنا سوا"، "يا عين صبّي دمع"، "بدك مليون سنة"، "تعا ننسى"، "جيت بوقتك" وسواها. لحّن وأدى بطولة المسرحية الغنائية "ومشيت بطريقي" مع الفنانة داني بسترس. وشارك في اكثر من فيلم سينمائي مطلقاً اغنيات مثل:"عيدك يا الإنت العيد" و"يا حبي اللي غاب". كما لحّن لوليد توفيق "ابوك مين يا صبية"، لغسان صليبا "يا حلوة شعرك داريه" ولماجدة الرومي "اعتزلت الغرام".

شاباً يرحل ملحم بركات رغم اعوامه ال٧٤. شابّ الصوت والاطلالة والعصب. وربما شاب القلب ايضاً هو من عرف قصص حبّ تخللت زواجه الاول من رندة عازار التي ظلّ يعود الى حضنها كلما ادلهمّ ليل العاشق. وكانت حكايته مع العارضة مي حريري اشهر قصص حبه التى انتهت بالزواج فالطلاق.