آخر إطلالة للموسيقار ملحم بركات، كانت على المسرح خلال إحيائه لمهرجان قرطبا في 4 أيلول الماضي، وآخر إطلالاته كانت بالأمس، وهو محمولاً على الاكف داخل نعش قبل دفنه في مثواه الاخير في بلدته كفرشيما.

بالأمس ودع اللبنانيون أبو مجد، وكان له تشييع مهيب يليق بهامته وفنه وإبداعه، هو الذي عرف كيف يكون الشغل الشاغل للناس في اعماله كما في مواقفه السياسية والفنية.

لم يكن يوارب ولا "يمثل" بل كان ملحم بركات الفنان الحقيقي، الذي يجيد لعبة الغناء والتلحين والوقف على المسرح، تماماً كما كان يجيد لعبة "المناكفة" بمواقفة الشفافة وآرائه الصريحة والجرئية والواضحة وضوح الشمس.

في مشواره الأخير في هذه الدنيا، ودّع الكثيرون أبو مجد في كنيسة مار نقولا للروم الأرثوذكس في منطقة الأشرفية .

سياسيون وفنانون وشخصيات إجتماعية ومواطنون،إحتشدوا في الكنيسة، لتقديم واجب العزاء بالراحل الكبير، حيث تمت الصلاة على روحه، وكانت لافتة القصيدة التي قدمها الشاعر نزار فرنسيس في رثائه، والتي أبكته قبل أن تبكي عائلته ومعظم الحاضرين.

قبل الدفن، حُمل نعش ملحم بركات على أكف أهل البلدة وجالوا به في شوارعها، قبل أن يوارى الثرى في مدافن العائلة.