زياد الرحباني الممثّل امتدادُ فيلمون وهبي؟

فيلمون وهبي من الملحنين اللبنانيين المذهلين الذين لا يسلّط الاعلام الضوء عليهم. لا لانه رحل قبل ثلاثة عقود بل لقلة اكتراثه حيّاً بالبروباغاندا وانصرافه الى العيش وما يهوى كالتلحين والصيد وحتى تقديم الخدمات لقاصديه يطلبها من الساسة بلا حرج. ادخلَ فيلمون الطرب الى اللحن الشعبي المحلي. كتب الكثير من ادواره في المسرحيات والاسكتشات الاذاعية منذ اواخر اربعينات القرن الماضي وتمتّع بكاريزما بالغة. كما اشتُهر كمونولوجيست.اعطى فيروز 28 لحناً، على حدّ قول نجله ربيع، هي بالتأكيد اكثر اغانيها اختراقاً للوجدان اذ تخلو من التصنع و"التأثر" بألحان الآخرين. ومنها: يا مرسال المراسيل، يا كرم العلالي، كتبنا وما كتبنا، ليلية بترجع يا ليل، جاييلي سلام، من عز النوم، على جسر اللوزية، طيري يا طيارة، بكرم اللولو في سلة، اسوارة العروس، يا ريت، ورقو الاصفر، يا رايح صوب مشرِّق (غنتها بعد وفاته واهدتها اليه). في كل مغناة للاخوين رحباني كان له اغنية لفيروز (او لصباح) او اسكتش كامل كممثل. قال لي الصحافي الراحل شفيق نعمه:"كنا بين فصليْ المسرحية نردد من كل الاغاني لحن فيلمون لفيروز لانه الاسرع الى القلب".

ومن اغانيه الـ75 للفنانة الكبيرة صباح: شاب واستحلى، مرحبتين، دخْل عيونك حاكينا، عبده عبيْد عبيدو، يا رب تشتي يا رب، يا إمّي دَوْلبني الهوا، عالعصفورية، شو اسمَك، يا طير الطاير، يدوم عزك، راجعة عاضيعتنا. ومما لحّن لوديع الصافي: حلوة وكذابه، قلتلها يا ريت، تبقو اذكرونا.

وعبّرَ المسرحي والشاعر جورج شحادة عن اعجابه بفيلمون الممثل قائلاً انه "قادر على صناعة اللحظة الكوميدية من دون ان يحرّك ساكناً"، كما يروي عنه الياس الرحباني. 

وقال دريد لحام "تسلقتُ مجده عبر تقمص اعمال له في بداياتي مثل: كاسر مزراب العين، والتران، قبل ان اعمل معه". ويُلمح الشاعر طلال حيدر الى ان زياد الرحباني الممثل الكوميدي هو امتداد لوهبي. (وردت الشهادات المذكورة في برنامج "لبنان يتذكر" الذي بثته محطة "ام تي في")

مقالات قد تثير اهتمامك