فيلم هادي زكاك عن كمال جنبلاط افضل وثائقي من الفرنكوفونية للسينما

سيطرت الافلام ذات المواضيع السياسية والاجتماعية على حفل توزيع "الجوائز الفرنكوفونية للسينما" الذي اقيم مساء السبت في كازينو لبنان في مدينة جونيه اللبنانية شمال بيروت.

ووزعت الجوائز في تسع فئات، وكوفئت أفلام تتركز حول الحروب والقضايا الاجتماعية خصوصاً قضايا المرأة في الشرق الاوسط وافريقيا، بحضور ممثل للامينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية ميكاييل جان.

كانت جائزة افضل فيلم من نصيب لفيلم التونسي "على حلة عيني" للمخرجة ليلى بو زيد، وهو يروي قصة شابة تقبل على الحياة في عائلة محافظة ومجتمع مغلق.

كما فاز بجائزة افضل فيلم وثائقي فيلم المخرج اللبناني هادي زكاك "كمال جنبلاط، الشاهد والشهادة"، عن سيرة مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني كمال جنبلاط من طفولته وحتى لحظة اغتياله.

وقال زكاك عند تسلم جائزته "تفاجات بالحصول على هذه الجائزة لاني اعتبر ان الفيلم عربي ولبناني. لكن الامر الايجابي هو ان نكتشف ان السينما يمكن ان تتخطى الحدود  في عالم يغرق أكثر فأكثر بالتعصب".

واضاف "انا مسرور لحصولي على هذه الجائزة في بيروت، هذه المدينة المعقدة (...)، التي تحيا في محيط مريض، يخضع لاثار الاستعمار والظلامية والاحتلال الاسرائيلي وديكتاتوريات يتحول فيها الرجال الى الهة، او ديكتاتوريات باسم الله".

يذكر  أن فيلم ”كمال جنبلاط الشاهد والشهادة" (90 د)، كان عُرض الربيع الماضي في الصالات اللبنانية، فيه أعاد المخرج هادي زكاك  تجميع أجزاء سيرة الشهيد كمال جنبلاط (1917 - 1977). تناول حياة لشخصية ملفتة بصلابتها ومواقفها وغنى معارفها واهتماماتها،  دون أن تكون الأولوية للشق السياسي على حساب الجانب الإنساني. وقد روى تفاصيل حياة جنبلاط عبر عدد ضخم من صور الأرشيف والمقابلات المصورة التي جمعها المخرج. أما السرد، فتولاه الممثل رفعت طربيه في المقاطع الأخرى، وأعاد زكاك تشكيل سيرة الزعيم الدرزي سينمائياً، عبر الصورة بجماليتها الفنية التي يطرح عبرها تساؤلاته. مثلاً، يعيد المخرج بناء مشهد اغتيال كمال جنبلاط عبر لقطات تفصيلية.

وهنأ رئيس جمعية "الجوائز الفرنكوفونية للسينما" المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو في كلمة ألقاها جميع المرشحين للجوائز، مثنيا على "ازدهار السينما اللبنانية الشابة"، وملاحظا أنها "تنتج ما معدله عشرة افلام سنويا رغم كل الصعوبات".

ونالت المغربية لبنى ابيضار جائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم "الزين اللي فيك" من اخراج المغربي نبيل عيوش عن اربع نساء يمتهن الدعارة في مدينة مراكش.

وقالت متأثرة "طردت من بلدي بسبب هذا الفيلم لكني وجدت الكثير من الحب في بلدان عدة"، وتوجهت الى الصحافة في بلدها قائلة "ارجوكم انا لست مومسا، بل انا ممثلة".

ونال البلجيكي بنوا بولفورد جائزة افضل ممثل عن دوره في فيلم "العهد الجديد تماما" تسلمها عنه كاتب سيناريو الفيلم توماس غونزيغ الذي نال كذلك جائزة افضل سيناريو. ويتطرق الفيلم الذي شارك ايضا في كتابة قصته مخرجه جاكو فون دورميل، إلى مفهوم الله وعلاقته بعائلته ومصائر البشر.

اما جائزة افضل مخرج فكانت من نصيب المخرج كريستوف فاغنر من لوكسمبورغ، وتدور حوادثه في العام 1945 حين يعود شاب الى دياره بعدما شارك في الحرب ويكتشف ان خطيبته قتلت مع عائلة من المزارعين الالمان كانت تعمل عندهم وينطلق في التحقيق في الحادثة.

وامل فاغنر في "ان تكون هذه الجائزة خطوة لتشجيع سينما لوكسمبورغ المجهولة والشابة جدا".

ومنحت جائزة افضل ممثل ثانوي للممثل الفرنسي سيمون ابكاريان عن فيلم "قصة مجنون". وقال في رسالة فيديو مسجلة "انا مسرور جدا بهذه الجائزة وامل ان يستمر لبنان بصنع افلام بالفرنسية والعربية". ونالت الجزائرية رشيدة براكني "جائزة افضل ممثلة في دور ثانوي" عن فيلم "حكاية الليالي السود" للمخرج الجزائري سالم الابراهيمي.

وحصل على "جائزة افضل فيلم قصير" فيلم "كونغو طبيب لانقاذ النساء" للمخرجة السنغالية انجيل ديابانغ.

وقالت ان الفضل في هذه الجائزة يعود الى "صدق النساء اللواتي شاركن في الفيلم"، واهدتها الى "كل النساء اللواتي يعانين عنفا جسديا ونفسيا" وإلى الطبيب الجراح دنيس موكويغي "وعمله الجبار في معالجة هؤلاء النساء ضحايا العنف الجنسي من اجل قارة افريقية قوية ومزدهرة".

 ودعت المجتمع الدولي الى ان "يتحرك حيال الاغتصاب الذي تتعرض له النساء في الكونغو".

وكرمت خلال الاحتفال المخرجة اللبنانية جوسلين صعب، التي تنشط في مجال السينما منذ سبعينيات القرن الفائت، وفي رصيدها اربعة افلام روائية طويلة وعشرات الافلام الوثائقية.

وكانت جمعية "جوائز الفرنكوفونية للسينما" المنظمة لهذا الحدث تلقت 63 فيلما طويلا و20 فيلما قصيرا، وبنتيجة التصويت الأول لمجلس الجمعية تم اختيار 30 فيلما تمثل 17 دولة فرنكوفونية، 25 شريطا طويلا (بينها ستة افلام وثائقية) وخمسة افلام قصيرة.

وكانت النسخة الأولى من "جوائز الفرنكوفونية للسينما" أقيمت في داكار، والثانية في باريس، والثالثة في أبيدجان.

مقالات قد تثير اهتمامك