لبنان بعلبكي: Cine Orchestreعمل فني ضخم سيعيد الاعتبار للمهرجانات اللبنانية

لبنان بعلبكي قائد الأوركسترا الفيلارمونية اللبنانية، ذلك "الساحر" الذي يهز بعصاه الصغيرة لتسافر بنا، إلى عالم عذب بعيد، في حديث خاص "للحسناء"، يخبرنا عن مهرجان "إهدنيات" الدولي الذي سيفتتح Cine Orchestre في 29 تموز/يوليو، وعن أهمية هذا الحدث الفني الأول في لبنان والتقنيات المتطورة الموجودة فيه، التي ستشكل مرحلة انتقالية مهمة ونقطة فارقة على ساحة المهرجانات اللبنانية لصيف 2017، وذلك من خلال سهرة فنية ممتعة ستكون جامعة للموسيقى والسينما والمسرح بقيادة المايسترو بعلبكي ومن إخراج جورج خباز.

كيف نشأت الفكرة وتبلورت؟

كان لقاء مع رئيسة مهرجان"إهدنيات" الدّولي السيدة ريما فرنجيه وكنا نتكلم عن أهمية تقديم الموسيقى الحقيقية للناس ولأهل المنطقة واستنتجنا أن موسيقى الأفلام هي امتداد لعنصر أساسي نعيشه يوميا وهي تعد من أرقى الموسيقى الموجودة في عصرنا هذا وانطلاقا من الهدف في تقديم مادة جديدة "دسمة" للجمهور اللبناني تتجلى فيها كل العناصر الراقية توصلنا إلى فكرة تقديم موسيقى أفلام مع مشهدية مرافقة على أن يعمل عليها المخرج والممثل جورج خباز ومن هنا تم التعاون. أما بالنسبة لأغاني الأفلام فقد قصدت أن أختار أشهر الأغاني التي لا تزال حتى يومنا موجودة في الذاكرة مثل “Star Wars”، “Superman”، “Hitchcock”، و”The God Father” و “Romeo & Juliette” وحاولت أن أنوع في الأفلام خصوصا تلك التي لا يزال تأثيرها مدويا في صناعة الأفلام والسينما مثل موسيقى “Star Wars” التي تنعزف بشكل دائم في أوروبا لأن موسيقاها حقيقية قائمة بحد ذاتها.

ماذا عن الأفلام اللبنانية مم استوحيت؟

لم يكن هناك خيارات كبيرة جدا لأن عدد الإنتاجات اللبنانية التي تضمنت موسيقى مع أوركسترا كانت ضئيلة. أحببنا أن نصنع شيئا جديدا من الأفلام الرحبانية القديمة ولكن تعذر علينا بسبب بعض الأمور المتعلقة بحقوق الملكية.. فوضعنا أغاني الأفلام التي كانت رائجة في الفترة الأخيرة من فيلم “Caramel” و"هلأ لوين؟"لنادين لبكي والتي ستقوم بتأدية الأغاني تانيا صالح. ومن فيلم “Singin’ in the Rain” بحيث سيقوم روي خوري بتصميم مشهد راقص وتأديته لذا العمل جامع لمشهديات عدة إن كان في الرقص والغناء والتمثيل وسيكون هنالك شاشة ضخمة بخلفية الأوركسترا بحيث سيتمكن المشاهد من أن يرى ويسمع ويشعر وسيتمكن هذا العمل من أن يتخطى الأبعاد الثلاثية.  

كيف تختلف قيادة الأوركسترا الكلاسيكية عن هذا النوع من الاستعراض؟

ستختلف من ناحية دقة الملاحظة والتتبع للتفاصيل الصغيرة والمترابطة بين مشهد وآخر وإدارة الوقت بشكل محكم خصوصا أنه ستعرض لمدة ساعة ونصف من الوقت. لا يختلف ذلك عن الأعمال السيمفونية الكلاسيكية في قيادة الأوركسترا ولكن ترابط المشاهد مع بعضها البعض والسرعات الموسيقية المتجلية فيها ستشكل تحديا جديدا من نوعه. 

كيف يشكل هذا النشاط الفني إضافة للثقافة والإرث الفني اللبناني؟

افتتاح مهرجان كبير هدفه جمع الناس حول الموسيقى الكلاسيكية ذات القيمة العالية بقالب معاصر ترفيهي هو إضافة فريدة من نوعها للفن اللبناني.

ماذا أضاف لتجربتك الموسيقية كقائد أوركسترا؟

الخروج من كلاسيكية الصورة لكن دون الابتعاد عنها وخلق جسر بين المستمع اللبناني والجيل الصاعد الجديد الذي أنا أمثله لجذب هذه الشريحة من الشباب من خلال الأسلوب العصري والترفيهي المتبع وبالتالي نلفت أنظارهم للاستماع للموسيقى الكلاسيكية. إضافة إلى ذلك لا يزال هذا النوع من الموسيقى المقتبسة من الأفلام في لبنان حديث الولادة وهو خطوة مهمة للناس والمهرجانات التي باتت اليوم تكرر نفسها من خلال الاكتفاء بتقديم النجوم والابتعاد عن تقديم الأفكار التي تحاكي الواقع بطريقة عصرية متجددة متعطش لها العالم اليوم أكثر من قبل.

مم استلهمت؟

انها ليست بفكرة جدبدة ففي أوروبا رائجة جدا وقد طرحت هذه الفكرة اليوم لأننا في زمن "الصورة" فالإبهار النظري أصبح أمرا أساسيا خصوصا أن ترابط المشاهد مع الموسيقى بات يجسد بطريقة حية ويمتع بذلك ناظري وحواس المشاهد، وهذا الأمر لا يزال جديدا في لبنان لذا أعتبرها خطوة متقدمة ومتطورة لمشاريع عدة ستتبلور في عدة قوالب مختلفة في المستقبل القريب.

ما أهمية هذا العمل؟

أهمية هذا العمل هو البعد الثقافي والترفيهي فهو يجمع عناصر عدة ولكنه يخرج عن المألوف خصوصا عما عهدته المهرجانات بتقديم النجوم بشكل متكرر لذا سيشكل مرحلة انتقالية ونقطة فارقة على ساحة المهرجانات لهذا الصيف لأن الناس اليوم متعطشون ليروا الموسيقى تجسد بطريقة جديدة وأكثر حياة ليسافروا بها إلى عالم بعيد عن حياتهم اليومية وليتلمسوها بطريقة مغايرة.

أخبرنا عن تعاونك مع الممثل جورج خباز؟

 من أول لقاء جرى بيننا أحب جورج فورا الفكرة ومن هناك نشأت علاقة صداقة حقيقية عميقة نتج عنها عمل فني مبدع خصوصا أن إمكانيات هذا المشروع ضخمة جدا إلا أنه بالرغم من كل العوائق المحتملة أصرينا أن يبصر هذا المشروع النور شرط أن يكون نابعا من القلب وأن نستمتع به من دون أن نعتبره مشروعا مقتصرا فقط على المهنة إنما إنجازه عن حب وشغف.

هل فكرة التمثيل مطروحة؟                                                                   

تنتابني الحشرية والحماسة لخوض هذه التجربة واذا سنحت لي الفرصة لن أتردد في خوضها لأنني أحب التمثيل وأعشق السينما فأنا هاو للأفلام وأتابعها باستمرار إلا أنه لم يكن يوما أحد طموحاتي التي أسعى إلى تحقيقها.

مشاريع مستقبلية بعد مهرجان إهدن؟

 أشارك اليوم في "السيرك السياسي" الذي سيعرض في بيت الدين والذي سيستمر ثلاثة ليال، وبعد ذلك هناك حفلة لماجدة الرومي في 12 آب/أغسطس وسيكون هنالك عدة مفاجآت وأعمال جديدة لم تغنَ ولا مرة على المسرح مع أوركسترا كبيرة جدا راقية وجميلة ستكون حتما من الحفلات التاريخية التي ستقدم في المهرجانات.

مقالات قد تثير اهتمامك