رندا كعدي: نجاحي ليس مجرد فقاقيع وتجاعيدي عدة شغلي

استحقت الفنانة رندا كعدي ان تكون نجمة رمضان 2017 بإمتياز، بعدما نجحت بتقمص الشخصيتين اللتين قدمتهما في مسلسليّ "لآخر نفس" و"أدهم بيك"، وإستحقت لقب "أيقونة الدراما اللبنانية"، رغم أنها أيقونتها منذ سنوات طويلة، إلى ان أتت الفرصة لتضيء على ممثلة من طراز رفيع، قادرة على تجسيد كل الشخصيات، على تحدي نفسها من خلال تقديم الكوميديا لأول مرة في تاريخها الفني الكبير.

رنددة كعدي التي خاضت تجربة الكوميديا لاول مرة من خلال مسلسل "لآخر نفس"، تحدثت بداية عن إمكانية تكرار هذه التجربة وقالت "عرض علي عمل، ولكنني سوف ابوح بسر. انا بصراحة سبق ووعدت المخرج اسد فولدكارالذي سبق ان تعاملت معه في مشهد واحد في فيلم " بالحلال" أن أتعامل معه في عمله الجديد. لعبة التمثيل تقوم على الثقة المتبادلة بين الكاتب  مع المخرج من ناحية وبين الممثل مع الكاتب والمخرج من ناحية أخرى. أسد منحني هذه الثقة وساهم بنجاحي وأنا ايضا، فنجحت انا وهو وكارين رزق الله، وانا ارغب باستغلاله أكثر. حاليا انا اقرأ نصوصاً ولكنني بانتظار عودته من مصر، حيث يصور مسلسلات هناك، وانا قلت له لن اعمل إلى حين عودتك وانا انتظره".

ولأنه بإمكانها أن تتعامل معه ومع غيره من المخرجين، أجابت "عندما تذوقت طعم الكوميديا ورود فعل النقاد والصحافيين والجمهور، صار عندي رهبة ولا اجرؤ أن أعطي أقل. أريد ان اشبع من إدارة اسد للكوميديا  التي يقدمها. مهما كان الحصان ممتازاً، فإنه يحتاج إلى خيّال بارع لكي يقوده، وإلا لن يربح السباق. بما ان الكل  صنّفي، والشهر الفضيل أكرمني، وقال لي ربنا بوركت جهودك بعد كل هذا التعب أشعر أن العمل الذي سوف اقدمه مستقبلا، يجب أن  يكون فيه الكثير من الخبرة والثقة. أنا لا اريد أن اقع، لأنه من الصعب عندما نكون فوق أن ننظر الى الاسفل ونسقط".

وتابعت "النجاح مسؤولية، ونجاحي ليس مجرد "شوية فقاقيع" وما وصلت اليه يجعلني اكثر دقة في اختياراتي. في  السابق كان عشقي يدفعني للقبول بالأدوار التي تعرض علي، واليوم  تغير الوضع وأي عمل أدخل فيه أقل من المستوى الذي وضعني فيه النقاد، يمكن ان يؤثر علي. الممثل يعيل افراد عائلته من مردود تعبه، وربما قد يقال في حال  رفضت اعمالا كثيرة "كبرت الخسة براسها". أنا في موقف لا أحسد عليه. في الماضي كنت اقبل بالأدوار التي تعجبني وأبني الشخصية  في شكل صحيح و"الباقي على الله"، اما اليوم، فصرت أكثر حرصاً في التعامل مع اسم المنتج والمخرج والكاتب. الناس يصفقون بسرعة ولكن عندما يحصل الفشل "عاش الملك مات الملك". عندما يصل الممثل الى هذه المرحلة يشعر بالخوف، والوضع يختلف بالنسبة للواتي نصبن نجمات من بداية ظهورهن، " يا جمل يا بوبعة بيمشي الحال" ، لأنهن نجمات من الأساس، مهما كانت الاعمال التي يخترنها، وهن مهما لوّنّ في الآداء والشخصيات، فأن الجمهور  يتقبلهن ويفرح بهن. بينما من  يصل بعد تعب وجهد لا يمكن أن يرضى باي شيء. نجوميتي ليست لقمة سهلة، بل أنا تعبت 30 سنة وأنا أحفر".

ورداً على سؤال حول النجمة التي تلفتها بأدائها، علّقت "كل وحدة تقدم الاداء بحسب قناعة المخرج. كلن عفاهن"، في بعض الاعمال هن قدمن أداء جيداً وفي أعمال أخرى كررن الشخصيات ولكن تحت إسم مسلسل آخر".

ولأنها بدت وكأنها توافق على ما قالته عايدة صبرا حول رأيها بالنجمات اللبنانيات، أجابت "هي محقة. هي استاذة في التمثيل ولكنني لا أنتقدهن، أين هو المخرج؟ ألم يرى الأداء؟ الجمهور اعتاد على مشاهدة شكل جميل ولكن المخرج يتحمل مسؤولية إظهار حركة كاميرا، او حركة أداء الفنان أو الفنانة".

وهل سنراها بطلة مسلسل خلال الفترة المقبلة؟ ردّت " هذا السؤال يجب أن يوجه إلى المنتجين. نحن لسنا في مصر أو في سوريا  أو في الغرب. في مصر هناك أعمالاً تنتج خصيصاً لـ يسرا التي تكبرني بعدة سنوات، وأنا فتحت عيوني وانا اشاهدها على الشاشة.  انا نجمة جديدة ، فمن هو المنتج الذي يمكن أن يضحي بماله من أجلي وأي تلفزيون يمكن أن يسوّق لهذه النجمة العجوز!!"

رندا كعدت أشارت إلى أنها في الـ  57 من العمر، ولكنها ترفض فكرة اللجوء الى القليل من البوتوكس لحلّ مشكلة العمر، وتقول" لا أريد. عندما بدأت بالتمثيل، كنت في العشرينات وقدمت أدوار الأم، والآن هل أعود صبية بعدما أصبحت أماً. لن يصدقني أحد".

 ولأن الكثيرات يلعبن دور الامهات مع بوتوكس، علقت "وهل أفعل مثلهن! لست  ضد التجميل ومن يجملن أنفسهن. ولكني ممثلة وإحتاج إلى كل تجعيدة في وجهي لأنها "عدة الشغل". كيف يمكن أن يصدقني المشاهد اذا بكيت ولم تظهر "العبسة" في جبيني".

هل ترى ان تجربتها تتقاطع مع تجربة تقلا  شمعون من حيث النجومية المتأخرة؟ تجيب" تقلا شمعون زميلة ونحن كنا معاً على مقاعد الدراسة في الجامعة، وأنا أحترمها وأقدّرها. المسألة ترتبط بالحظ. انا شاركت في "روبي" ولم أبرز لأنهم اعطوني دور عمة مساعد الطبيب العرجاء. مع أنني إشتغلت على الدور بكل إيمان وصدق، ولكن لم تتم الإضاءة عليه ولم أزعل، بل فرحت لتقلا وإتصلت بها وقلت لها ألف مبروك".

عما إذا كانت تحضر لأعمال مسرحية جديدة، أجابت "في العام الماضي قدمت "القفص" مع لينا أبيض وكتابة جمانة حداد، التي إستمر عرضها 4 أشهر، وخلالها شاركت ولينا أبيض في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس مسرح المدينة. ولقد قدمت  في هذه المسرحية عملا مونودراميا للشاعر الفرنسي جان كوكتو ، ترجمته لينا أبيض تحت عنوان "صوته". هذا العمل أشبعني وأنا أنتظر أن أجوع مجددا. المسرح يحتاج إلى جوع ولا يمكن التواجد على الخشبة يوميا".

مقالات قد تثير اهتمامك