روجيه عساف عن "حرب طروادة": إله السلام يختبئ في قلب كل منا

يعيد المخرج المسرحي  روجيه عساف عرض«حرب طروادة»، من 1 إلى 6 شباط/فبراير المقبل، طروادة المسرحي المخضرم عكست ظلال الحرب الإغريقية بنزاعاتها وصراعاتها الدينية والعرقية والثقافية على زماننا، فمعاناة الإنسان واحدة منذ ذاك التاريخ إلى اليوم.

في لقاء مع "الحسناء" يخبرنا كل من روجيه عساف ومساعده في الإخراج ومصمم الأزياء والديكور بشارة عطالله عن تجربتهما في عرض المسرحية ويكشفان عن كواليس عرض "حرب طروادة"وأسرارها.

 

روجيه عساف

لماذا اخترت حرب طروادة والى أي مدى كان صعبا عليك العمل في واقت واحد على ثلاثة نصوص تراجيدية؟

نشأت الفكرة من خلال اللقاءات والنقاشات المتواصلة مع الممثلين أثناء العمل على عدة مشاهد يونانية. وقد اخترت "حرب طروادة" لأن هذه الحرب تتشابه مع سائر الحروب التي شهدها التاريخ في كافة أنحاء العالم. كما أن هناك عدة مسرحيات نشأت تعبيرا عن المعاناة خلال تلك الفترة. وهي غنية في رموزها لذا لا أعتقد أن هناك مادة أفضل للتعبير عن الفكرة.

العمل على ثلاثة نصوص مسرحية..

هذا أمر عادي عند المؤلفين في درامالوجيا المسرحية. فحتى شكسبير كان يستوحي من عدة مسرحيات وينشئ مسرحيته الخاصة به. اليونانيون أيضا يقتبسون عدة مسرحيات. هذا الأمر مفقود اليوم ظنا بأن التأليف هو الأمر الأساسي، ولكن في الواقع أهم المسرحيات الكبيرة ليست تأليفا فشكسبير لم يؤلف بل أخذ مادة موجودة في القصص أو الروايات أو المسرحيات التي كتبت.

الى أي مدى نحن كلبنانيين نعيش اليأس؟

الرموز التي شهدناها في المسرحية هي الرموز التي نراها كل يوم. هناك شباب يلعبون أدوارا في المسرحية للتعبير عن واقعنا اليوم. لا تقتصر فقط على اللبنانيين بل أيضا في سوريا، العراق، اليمن، أفغانستان وهي لغة عالمية.

هل سيكون هناك إلها للسلام؟

هو موجود ولكنه مخبأ في قلوب الناس. ولكن هذه القوى السياسية والدينية الطاغية تقمعه. كل الناس باستثناء الأشخاص المتواجدين في السلطة وأصحاب المال والنفوذ والسلاح ولكنهم أقلية في العالم.

الى أي مدى مات إله السلام نهائيا؟

هو موجود. ففي عز الحرب في لبنان والاعتداءات الإسرائيلية كان المجال واسعا ومفتوحا للحب والمودة والتضامن بين الناس.

كيف تلخص تجربتك؟

هي مجموعة من الشباب من كافة الطوائف عملوا كفريق عمل واحد ليتجاوزوا كل الاختلافات وهي نموذج عن المجتمع الذي نود أن نعيش فيه.

 

بشارة عطالله

كيف كانت تجربتك بالمسرحية؟

"تجربتي كانت غنية لأنها امتدت على فترة طويلة وكان فيها عدة قراءات للمسرحية الأساسية بالإضافة الى الكتابة التي عمل عليها الكاتب والمخرج روجيه عساف والتي كانت مبنية على ثلاث مسرحيات ومنهم نشأ نصا جديدا لروجيه لذا كانت التجربة جدا ناجحة فهي تغني الممثل والشخص الذي يعمل في هذا العرض خصوصا مشاركتي مع شخص مثل روجيه عساف. أما بالنسبة لي فأجمل مقطع هو الشق الإبداعي لأنه يمكنني أن أضع لمستي الخاصة في تنفيذ الأفكار.

في السينوغرافيا كيف جاءت فكرة عربات السوبرماركت للملوك؟ وما الرسالة التي أردت إيصالها؟

بالسينوغرافيا عملت مع روجيه جنبا الى جنب على طرح الأفكار وتطويرها وخضنا عدة مراحل. أحببنا أن نوصل رسالة أن كل شيء يتحول الى سلعة في النهاية: فالكلام الذي يصدر عن كبار السياسيين هو سلعة، أو وجودهم يتحول الى سلعة أو نظرة الرجل الى المرأة هي سلعة وسط مجتمع ذكوري...

كيف عملت على تصميمم الملابس مم استوحيت؟

أما بالنسبة للأفكار الثانية، فالدرج والحبال المعلقين وشكلها يوحي بمدخل أو مخرج للممثلين. أما بالنسبة للثياب فقد عملت عليهم بصعوبة لأنه لا يوجد إمكانية مالية للسينوغلرافيا وكحان يجب أن نجد طريقة ذكية جدا لكي نصنع الملابس لذا عملت بحثا مطولا عن الحضارة اليونانية والإغريقية وعلى هذا الأساس صممت الملابس من أقمشة محلات وردة واستمتعت بالعمل فيها لأن نسيجها ونوعيتها رائعة وذات جودة عالية جدا والملابس هي قسم أساسي من السينوغرافيا وتعاونت مع روجيه على تنسيق ألوان الملابس في السينوغرافيا من أجل خدمة العرض.

أكثر زي أحببته؟

ليس لدي ثوبا مفضلا واحدا لأنه في العرض نرى مجموعة من الناس الذين يرتدون الملابس وهذا التناغم أغنى مشاهد العرض.  

 

مقالات قد تثير اهتمامك