نيكول سابا: دوري في"الهيبة" يشبهني

استطاعت الفنانة نيكول سابا ان تثبت انها رقم صعب في الدراما اللبنانية كما في الدراما المصرية  والعربية بعد ترشيحها لبطولة الجزء الثاني من مسلسل "الهيبة" الذي سيعرض تحت عنوان "الهيبة- العودة".

نيكول سابا التي بدأت مشوارها الفني في مصر من خلال السينما، تؤكد أن الشاشة الكبيرة هو هدفها الاول والاخير، واكدت انها تنتظر العمل المناسب مع المنتج والنص المناسبين خصوصاً وأن بدايتها كانت مع عادل إمام في فيلم "التجربة الدانماركية"، الذي صنع نجوميتها في مصر.

أثبتِ حضوراً لافتاً في العام الماضي، وكان اسمك من بين الأسماء الفنية الاكثر تداولاً في لبنان ومصر، فهل تشعرين ان سنة 2017 كانت سنة نيكول سابا فنياً؟

أنا تعبت واشتغلت واجتهدت، وما وصلت اليه وما انا عليه هو نتيجة لما زرعته خلال السنوات الماضية. لا يمكن لأحد أن يحصل على مثل هذه النتيجة إذا جلس في بيته واسترخى، خصوصاً وأنني إشتغلت على نطاق بلدين وليس بلد واحد، فأنا إشتغلت على نطاق لبنان والـ "بان آراب" وفي الوقت نفسه في بلد كبير كمصر. كل هذه الامور تمت على حساب وقتي وأعصابي، لكن الحمد لله النتيجة التي حصدتها، جعلتني أنسى تعبي.

استثنيتِ تجربتك السورية مع أنك شاركت في المسلسل السوري "مذكرات عشيقة سابقة"؟

عندما أقول "بان آراب" فكلامي يشمل الدراما اللبنانية والسورية والخليجية. كانت لي حصة في المشاركة في مسلسل سوري، ولكنه للأسف لم يأخذ نصيبه من العرض، وكنت أتمنى لو أنه حقق إنتشاراً أكبر على مستوى المشاهدة وليس على مستوى السوشيال ميديا فقط.

ولا شك أن الإشكالات التي حصلت حوله مع عدد من الفنانين السوريين ساهمت بإنتشاره على السوشيال ميديا أيضاً؟

مثل هذه الامور لا تهمني، بل يعنيني الأهم وهو المجهود الذي بذلته فيه لانني كنت صورت 70 حلقة في مصر، وأتى هذا العمل معه، وكان من أكثر الاعمال التي بذلت فيها مجهوداً في التمثيل والشغل. دوري في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة" كان مركّباً، ولم يكن سطحياً أو خفيفاً على الإطلاق، والشخصية أتعبتني وكنت أحب لو أن الناس شاهدوا هذا المجهود والتعب وأبعاد الشخصية. الفنان يزعل عندما لا ينتشر عمله، لأنه يعمل من اجل انتشار "هذا الطفل" الذي أتى به إلى الحياة، وهو يتضايق إذا لم يتحقق ذلك. الممثل لا يفكر فقط  أنه تقاضى مالاً، ثم يرمي العمل وراء ظهره بمجرد الإنتهاء من تصويره، بل هو يحب ان يشاهده الناس وأنه يتحدثوا عنه، وهذا الامر يعود إلى  شطارة الموزع والمنتج، لانهما المسؤولان عن تحقيق العمل لأكبر نسبة إنتشار.

هل يمكن القول ان العمل الذي لا ينتشر لا يضيف إلى رصيد الفنان؟

 الناس صاروا يعرفون أن لا علاقة للممثل، عندما يكون هناك سوء توزيع للعمل. المسلسل عُرض على قناة مشفرة هي osn، ولكن بمجرد أن ينشر أحد من "الفانز" تعليقاً عنه أو أن ينشر مقطع فيديو منه، على إحدى صفحاتي على مواقع التواصل الإجتماعي، ثم أقوم بـ "ريتويت"، عندها يعرف الناس أن هناك عمل يُعرض لي، وأنني أديت فيه دوراً صعبا، ويكوّنون فكرة عنه، وإن لم يشاهدوه، وبذلك  لا يمر مرور الكرام.

هذا يعني أنه يضيف إلى رصيدك الفني؟

طبعاً. ميزة مواقع التواصل الإجتماعي، أنه بفضلها يصبح الخبر خلال ثانية واحدة في هونولولو. هناك اعمال لبعض الفنانين تمرًّ مرور الكرام على هذه المواقع وأعمال أخرى تترك صدى ويتم تداولها بشكل مكثف وكل الناس يتحدثون عنها.

لا شك انك رقم صعب في الدراما المصرية، فهل تطمحين لأن تكوني كذلك في الدراما اللبنانية من خلال مسلسل "الهيبة"، أم أن كونك نجمة في مصر يعني تلقائياً أنك رقم صعب في الدراما العربية وأيضاً في الدراما اللبنانية؟

ليس مهماً كي أحسبها، بل المهم كيف يحسبها صناع الدراما. يجب ان أكون واقعية في التعاطي مع هذا الموضوع. صحيح انه يرضيني وأجد أنه من المهم أن أكون ممثلة لبنانية ولكن أحُسب كنجمة في الدراما مصرية، وهذا الامر لا يجب ألا يغفل في اي عمل أشارك فيه، ولكن الواقع يقول انه يجب أن أنجح أيضاً في العمل العربي الذي اشارك فيه في حال كنت أشارك في عمل "بان آراب" وأن أثبت نفسي وأن "يضرب" العمل على القنوات غير المصرية التي يعرض فيها، حتى لو كنت محسوبة على الدراما المصرية. يجب ان أكون واعية و"الخسة مش كبرانة براسي" هذا في حال كنت واقعية.

أشرت في وقت سابق أن دورك في مسلسل "الهيبة"يشبهك. كيف ذلك؟

من سوف يشاهد المسلسل سوف يقول نيكول يناسبها تقديم هذه الشخصية. ولن يُقال هذا الدور لا يليق بها. الدور يشبهني بمعنى ان الناس سيقولون أنني احسنت الأختيار وبأن الدور يليق عليها وانها عرفت كيف تعطيه حقه.

تقصدين  أن الدور لا يشبهك على المستوى الإنساني؟

لا يوجد دور يشبهني دائماً على المستوى الشخصي. من يعرف نيكول الفنانة ومن يتابع أعمالها سوف يقول ان الدور يليق عليها وسوف يقول أنها عرفت أن تعطيه حقه.   

البعض يتساءل لماذا لا يدخل زوجك الممثل الخال مصر، خصوصاً وانك نجمة هناك؟

كل فنان له خطة خاصة تتعلق به شخصيا ترتبط باستراتجيه ورؤيته وموقفه من العروض بصرف الظرف عن اننا متزوجان،  لكن نحن ايضا فنانين وكل واحد منا له خريطة وتخطيته. يوسف ادرى بالموضوع ومن الافضل أن يجيب هو على هذا السؤال، ولكن فمن جهتي اؤكد أنه تصله عروض من مصر،ولكن لديه مخطط على اساسه يدرس من خلاله العروض ويدرسها بالشكل الذي يتيح له دخول مصر بالشكل الذي  يلائم اسمه ونجوميته.

هل يوجد نية العمل في السينما خصوصا وان السينما تحقق إيرادات عالية قي مصر في الفترة الاخيرة؟

السينما طالما كانت هدفي الأول والأخير والمكان الذي إنطلقت منه مع نجم بحجم عادل إمام. تبقى السينما شغفي الاساسي ولأنها كذلك ولأنها تخلّد الفنان، لا يمكن أن استخف بإختياراتي، بل أفضل ان أغيب عنها على ان اتواجد فيها وكأني غير موجودة او موجودة ولكن اخطىء في اختيارتي لكي اتواجد لمجرد التواجد. الاختيار السينمائي يجب ان يكون مدروساً جداً، وهذا ما تعلمته من عادل إمام. لطالما كنت انتقائية ولا مانع من أن يكون الكمّ قليل ولكن الجودة أعلى وأكبر، وهذا ما احافظ عليه خلال مسيرتي الفنية. النوم سينمائياً والغياب سنوات على فيلم حقق نجاحا كبيراً وايرادات كبيرة افضل من التواجد في فيلم دون المستوى "و"فوت بالحيط". السينما لها قيمتها ونجوميتها والناس يدفعون المال لمشاهدتنا، ويجب ان نكون على قدر المسؤولية وان نعرف على اي اساس نحن ندعوهم لحضور اعمالنا، الورق هو العامل الاول والأخير الذي على اساسه احدد اختياراتي، والنجم  الذي سيشاركني العمل والمخرج الذي اتعامل معه، لأن السينما لها تركيبة واستراتجية خاصة ومختلفة، ولذلك افضل ان انتظر العمل والدور والانتاج الضخم الذي يواكب هذا العمل، فذلك افضل من التواجد في فيلم  دون المستوى، تكون نتيجته اللوم وان يقال لي "ليتك لم تقدميه وبقيت نائمة على عمل قديم". أحب الأفلام "الأكشن" التي يقدمها أحمد عز والتي تحقق ايرادات عالية، وافلام احمد السقا في "هروب اضطراري" والخلية"، واللذين حققا ايرادات وقدما مستوى عالٍ وانتاج ضخم، وأحب أن أشارك في نوعية مماثلة من الافلام التي تخلّد وايضا فيلم كفيلم "الكنز" للمخرج شريف عرفة الذي ضم كمّ من النجوم، مع ان الأدوار كانت مشتركة والبطولة جماعية. مثل هذه الافلام تخلّد الفنان ولها قيمة فنية ويشرفني ان اشارك فيها حتى لو من خلال بطولة جماعية وليس في بطولة مطلقة، لأنني اعرف انني في المكان الصحيح مع المخرج المناسب والمنتج المناسب.

(هذه المقابلة نُشرت في مجلة الحسناء- العدد 1891)

مقالات قد تثير اهتمامك