مديحة يسري: رحيل قامة من زمن آخر

عاشت الفنانة المصرية الكبيرة مديحة يسري عمراً طويلاً، عايشت فيه العز والنجومية والعصر الذهبي للسينما المصرية، والحب والجمال، سمراء النيل التي صنفت من بين أجمل عشر نساء في العالم في الأربعينات، عايشت المرّ بأصعب أوجهه، فإلى المرض الذي لازمها في شيخوختها ومن ثم ألزمها المستشفى آخر عامين من السبع والتسعين عاماً التي عاشتها، عانت بطلة فيلم "إني راحلة" أقسى ألم قد يصيب أم، إذ فقدت ابنها الوحيد عمرو محمد فوزي في حادث سيارة، وكان بطلاً رياضياً. وعن هذا الوجع صرّحت مرة "لقد سببت وفاة عمرو لي ألماً اعتزلت بسببه عن العالم لأكثر من عام، كرست الوقت فيه للصلوات والدعاء وقراءة القرآن له، لكن الأصدقاء تمكنوا من مساعدتي على اجتياز المحنة والخروج إلى المجتمع من جديد، إنني لم أنسَه يوماً، وما زلت أحتفظ بصور كثيرة له في منزلي، وأنا أشعر به ينتظرني على باب الجنة لنكون معاً في الآخرة".

انطلقت مسيرة مديحة يسرى، واسمها الحقيقي غنيمة حبيب خليل، الفنية عام 1940، وكان أول أفلامها "ممنوع الحب" مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب.

اكتشفها المخرج الكبير محمد كريم، تزوجت 4 مرات، منها 3 زيجات من الوسط الفني، وكانت أولى زيجاتها من المطرب والملحن محمد أمين، وأسسا معاً شركة إنتاج سينمائي أنتجت خلال سنوات زواجهما الأربع أفلاماً مثل أحلام الحب وغرام بدوية، والجنس اللطيف.
تزوجت بعد ذلك من الفنان أحمد سالم عام 1946، ثم أنفصلت عنه، وبعدها تزوجت من الفنان محمد فوزي، الذي اشتركت معه في بطولة العديد من الأفلام مثل فيلم "فاطمة وماريكا وراشيل " و"آه من الرجالة"، و"بنات حواء" ولطالما كتب عن الحب الكبير الدي كان يحمله لها فوزي وكيف لاحقها لوقت طويل ليعود ويرتبط بها، وأثمر زواجهما عن ابنهما عمرو، أما آخر زيجاتها فكانت من الشيخ إبراهيم سلامة الراضي، شيخ مشايخ الحامدية الشاذلية الصوفية.

وكان آخر ظهور سينمائي لمديحة يسري في فيلم "الإرهابي" مع الفنان عادل إمام عام 1994، وكان آخر أعمالها التلفزيونية مسلسل "هوانم جاردن سيتي" عام 1997، وتم اختيارها عضواً بمجلس الشورى عام 1998 -الذي لم يعد قائما بالوقت الراهن - في أواخر تسعينيات القرن العشرين..

قبل ساعات من صباح اليوم رحلت مديحة يسري وهي بعد سيدة جميلة جميلة رغم أعوامها الـ97، واليوم سيجتمع محبوها لوداعها عند الظهر في مسجد السيدة نفيسة في القاهرة.

مقالات قد تثير اهتمامك