كايثي شلهوب والطريق إلى ريادة الأعمال: إذا لم نفشل يعني أننا لم نحاول!

ليس من السهل الحديث عن نساء رائدات أعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فالأمر ليس شائعاً، ولكن ثمّة نساء في المنطقة كسرن التقليد الشائع بإنشاء الشركات والمشاريع الاقتصادية، الدكتورة كايثي شلهوب تمتهن التدريب التنموي إضافة إلى  تعليم  ريادة الأعمال الهندسية في قسم الهندسة الصناعية والهندسة الإدارية في الجامعة الأميركية في بيروت. الدكتورة شلهوب واثقة أن دعم أولئك الذين يتطلعون إلى الابتكار وبناء المؤسسات وتمكينهم هو أمر مهم جداً وضروري.

تؤكد الدكتورة شلهوب أن الدعم والتمكين يجب أن يبدأا في ألمنزل. وإن دور الأمهات الاسمى يجب إن يكون تشجيع وخلق مهارات تنظيم المشاريع في أطفالهن، وتشير أن على الأهل دعم أطفالهم بخاصةٍ عندما يأتون بأفكار إبداعية وجديدة. هذا الأمر ضروري ومهم كون النظام التعليمي الحالي في لبنان قديم وغير مجهز لتطوير قدرات الأطفال على الإبداع، عندما يتعلق الموضوع في التعبير عن أفكارهم وانجاز مشاريع جديدة. كما أن هيكلية النظام التعليمي وبنيته في لبنان جامدة، وتمنح أهمية كبيرة للعلامات المدرسية بدل الابتكار والتفكير الإبداعي. على الأهل إن يعوا أن التعليم هو مشاركة المعارف والأفكار، تعلم كيفية التعامل مع التحديات، والاهم من كل هذا إضافة القيمة والابتكار.

إلى ذلك تؤكد الدكتورة شلهوب أنه كلما كانت المرأة معرضة لبيئة العمل كلما زادت ثقافة، ينبغي علينا تشجيع المرأة للعمل فهذا يساهم في تطورها. وأن على المرأة التغلب على الكثير من الصعوبات عندما نتحدث عن بيئة العمل، أولاً لا تملك المرأة نفوذ في العمل، وتواجه الكثير من التمييز عندما يتعلق الأمر بالراتب، إجازة الأمومة، والقضايا المتعلقة بالأسرة. إلى ذالك يٌفرض عليها طاعة للرجل وقبول ما يعرض عليها لا أكثر. يميل أرباب العمل إلى الابتعاد عن توظيف النساء المتزوجات، وهذا يقلل من فرصها في الحصول على وظيفة مرموقة.  تعتقد الشركات أن النساء المتزوجات اقل التزاماً بوظائفهن وبالتالي أقل إنتاجية.

وفقاً لشلهوب، النساء اللواتي يعملن ولديهن عائلات لا يستطعن تحقيق التوازن بين حياة العائلة وحياة العمل، والتوازن في حد ذاته مصطلح مضلل. ومع ذالك أثبتت المرأة أنها قادرة على القيام بمهمات عدة، وتحديد الأولويات وفقا للضرورة.

تعترف الدكتورة شلهوب انه من الصعب جدا للمرأة الوصول إلى المستويات الإدارية وكسر السقف الزجاجي، إلا إذا كانت تعمل لدى مالك منفتح،أو أنها تخلت عن حياتها العائلية أو الشخصية، لقاء حياتها المهنية. وتضيف "لا يمكن تحقيق التوازن بين الاثنين، لذلك تمكين المرأة وتشجيعها على بناء مشاريع خاصة بها هي من الأولويات". واحدة من الوسائل التي تستخدمها الدكتورة شلهوب لدعم المرأة هي تدريبها على تأكيد دورها في قطاع الأعمال، مع الحفاظ على طبيعتها الأنثوية الخاصة بها.

أما بالنسبة لمفهوم القيادة، تعتقد شلهوب انه أمر مهم بلا شك ولكن ليس الكل قادر على القيادة، الأهم من ذلك هو القدرة على حشد الفِرَق وهذا فن لا يمكن تدريسه.

وفي الختام تصِر شلهوب أن روح المبادرة مدفونة داخل كل فرد، وتضيف "كل ما علينا القيام به هو البحث عنها. يجب علينا تكوين صداقات مع الخوف لأنه دائما يرافقنا، علينا الإعتراف به والتعايش معه، فإذا لم تفشل هذا يعني انك لم تحاول، الفشل قي خلاصته ايجابي. شخصياً أنا أكره الفشل، من يحب ذلك؟ هو أمر مزعج لأنه يضرب الثقة بالقدرات. لقد فشلت كثيراً، فشلت في شهادة البروفيه، في التصفيات المؤهلة للدكتوراه، وفي الحب، ولكن من كل هذا الفشل تعلمت التفاني والمثابرة وعرفت ما أريده حقا في الحياة".

يمكنكم التعرف إلى الدكتورة كايثي شلهوب في ملتقى رائدات الأعمال في 23 شباط/ فبراير 2017 في بيروت. ستكون سعيدة جداً في الإجابة على أسئلتكم وإعطائكم النصائح حول القيادة، خلق القيمة، وتطوير الذات.

مقالات قد تثير اهتمامك