فيديو الطفل السوري "مفبرك"؟

بعدما هزّ فيديو الطفل الحلبيّ الناجي والصامت رغم الدماء والغبار على وجهه، عمران دقنيش، ما بقي حيّاً من ضمائر العالم، ظهرَ على مواقع التواصل الاجتماعي من "يشكك" في صحة الفيديو قائلاً انه "مفبرك ليخدم المعارضة" السورية وكأن عشرات بل مئات المشاهد المماثلة لأطفال ناجين او ضحايا كانت بدورها "مركّبة" و"مفبركة". وهم اصيبوا او قُتلوا سواء بنيران النظام وحلفائه او المعارضة بل "المعارضات" السورية. من حملة التشكيك تغريدة محرر احدى القنوات اللبنانية على حسابه في تويتر متسائلاً: "طفل مصاب أخرج من تحت الركام كيف قعد على الكرسي وكيف تركوه وكيف مكسّر جسمه ومجروح بس ما عميبكي، عجيب". ومن الردود عليه: "انه لا يبكي ايها الاحمق لانه لم يعرف بعد انك موجود". او: "بيكون بعد ما فاق من الصدمة ولما يكبر يمكن يصبح ارهابي ويجي يقتل ولادك يا معلّق السطل".

هكذا باتت صور الموت والضحايا المتتالية منذ اعوام اشبه بمعرض او متحف لوحاتٍ وجثث حقبة "غابرة" من التاريخ تكاد لا تحرّك الناظر اليها سواء لتوالي ظهورها، او طريقة تقديمها في الاعلام، او لما تتركه من خوف وذنب يدفع المتلقي الى غض الطرف وتبلّد المشاعر ازاءها. لكن ان يتحوّل بعض الصور الى محلِّ تشكيكٍ في وقائع الحرب ومآسيها، فهو مما يوحي باضمحلال الامل ب"يقظة" لدى فرقاء الحرب وجمهورهم او "البيئة الحاضنة" كل فريق، وبأن ادنى احترام للمعاهدات الدولية التي تمنع قتل المدنيين، بات وسيظلّ اثراً بعد عين.

مقالات قد تثير اهتمامك