ما هو البلد الأفضل لتعيش فيه الفتيات؟

أعلنت الأمم المتحدة في 11 تشرين الأول/أكتوبر العام 2011، عن "اليوم العالمي للفتاة". وذلك من أجل حثّ الشباب على الدفاع عن الفتيات وتأمين حياة أفضل لهن، بهدف تعزيز مهارات القيادة لديهن من أجل تحقيق أهدافهن الكاملة. إنه يوم يجمع الجماعات الناشطة تحت هدف واحد للمناقشة وتسليط الضوء واتخاذ القرارات لتعزيز الحقوق والفرص للفتيات في كل مكان.

وقد نشر موقع صحيفة Telegraph دراسة أجريت على 144 بلدا حول الأمور التي تؤثر بالفتيات والنساء، وعن أكثر البلدان المناسبة لهن، تصدرت السويد اللائحة وحلت نيجيريا في المرتبة الأخيرة. المؤشر الجديد الذي أعدته جمعية Save the Children for the International Day of the Girl، صنف البلدان بحسب عدة مؤشرات ومنها: تعليم الفتيات، معدل زواج الأطفال، الحمل في سن المراهقة، معدل وفيات الأمهات، ونسبة النساء اللواتي تشاركن في البرلمان.

وقد وجد التقرير أنه في جميع أنحاء العالم فتاة واحدة من أصل 15 تتزوج كل سبع ثواني خصوصا في بلدان كأفغانستان، اليمن، الهند والصومال. في المجمل، كل سنة تتزوج 15 مليون فتاة قبل بلوغها سن الـ18 أي سن الرشد وخصوصاً في البلدان النامية حيث فتاة واحدة من أصل ثلاث فتيات يتزوجن قبل الـ18 وواحدة من أصل تسع فتيات تتزوج قبل بلوغها الـ15 سنة من عمرها.

وهذا الأمر له تداعيات سلبية من حيث يكثر عدد المراهقات الحوامل مما يزيد نسبة الوفيات لدى هؤلاء الأمهات الصغار، إضافة إلى توقفهن عن تلقي الدراسة.

وقد تراجعت بريطانيا في التصنيف بسبب ارتفاع معدل الحمل في سن المراهقة بنسبة 15,3 من أصل 1000 مولود، إضافة إلى خفض نسبة التمثيل النسائي في البرلمان بنسبة 29.4% وهذا أمر تعانيه عدة بلدان، رغم الثروة التي يتمتعون بها مثل كندا واليابان. كذلك أثر على تصنيف أوستراليا، فرغم أنها حلّت في المرتبة الثانية في مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلا أنها اليوم مصنفة في المرتبة الـ21.

ارتفاع عدد وفيات الأمهات في الولايات الأميركية المتحدة

بعد الانتحار، يأتي معدل الوفيات المرتبط بالحمل كالسبب الثاني لازدياد نسبة الوفيات لدى الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين الـ15-19 سنة. فتعلو نسبة الخطر 50% في موت الجنين داخل الرحم أو بالوفاة عند الولادة مقارنة مع الرضع الذين يولدون من نساء في عمر ال20-35.

ورغم أن الولايات المتحدة الأميركية تتمتع بأكبر إقتصاد في العالم، إلا أنها صنفت في المرتبة الـ32 بعد الجزائر وكازاخستان. ويعود السبب إلى ارتفاع معدل الحمل في سن المراهقة ووفيات الأمهات مقارنة مع باقي الدول. فقد توفيت 14 امرأة مقارنة مع مئة ألف مولود في الولايات المتحدة الأميركية العام 2015، مقارنة مع معدل الأورغواي ولبنان وبولندا واليونان وفنلندا بحيث سجلت نسبة 3 من أصل مئة ألف من معدل وفيات الأمهات.

الزواج في سن مبكر هو أمر بالغ الأهمية والخطورة. فقد تعهدت دول عدة على وقف هذه الظاهرة عند حلول العام 2030 رغم أنها اليوم في ارتفاع. وأسوأ الحالات في نيجيريا بحيث يبلغ معدل الفتيات المتزوجات قبل بلوغهن سن الرشد هو 76.3% مما يؤدي إلى ارتفاع معدل سن المراهقة الذي هو بنسبة 203.6 من 1000 مولود ونسبة وفيات الأمهات هي 503 من أصل كل مئة ألف شخص.

وقد اعتبر المدير التنفيذي لجمعية Save the Children  كيفين واتكينز أن "زواج الأطفال هو عنف ضد الفتيات وليس تمييز، إذ أن إجبارهن على الزواج في سن مبكرة يسلب منهن حقوقهن الأساسية ،ومنها الحرية وفي أسوأ يصلن الى العبودية الجنسية. فبدلا من أن يدخلن المدارس ويتسلحن بالعلم، تتعرض الفتيات المتزوجات للعنف الأسري، والاستغلال والإغتصاب. وفكرة أنهن يتحملن وجود جنين في أجسادهن الصغيرة يعرضهن للخطر والموت المحتم".

مقالات قد تثير اهتمامك