الاميركيّون غير مهيَّئين لترئيس امرأة؟
الاميركيّون غير مهيَّئين لترئيس امرأة؟

الاميركيّون غير مهيَّئين لترئيس امرأة؟

بخسارة هيلاري كلينتون سباق الرئاسة الاميركية يبدو الاميركيون غير مستعدين لتقبّل امرأةٍ رئيسةً للبيت الابيض وربما للعالم. بل ان الفائز مرشّح ذكوري في لغته اليومية تجاه المرأة لا يتورّع عن استعمال كلمات زقاقية في وصف العلاقة مع الجنس الآخر (وكم يشبه في هذا الرجال بعامّة). بالتأكيد لم تخسر كلينتون لمجرد انها امرأة، ولكن لا يمكن التغاضي عن العمق الذكوري للناس، رجالاً ونساء، بحيث يبدو الرجل في لاوعيهم "اكثر اتزاناً" و"رجاحة عقل" لانخاذ القرارت وإبعاد العاطفة ولو عنت هذه نفحةً انسانيةً اكبر وقرارات اقل عدائية وسفكاً للدماء. بل ان ترامب نفسه وصف منافسته بأنها "ستنحدر بأميركا" الى الضعف (علماً انها قد تكون اكثر "فحولية" منه في دعم النظام المصرفي الذي ينهش الاميركيين، ولطالما فعلتْ، وحتى في قرارات الحرب والسلم).

فازت هيلاري على خصمها في المناظرات التلفزيونية واستطلاعات الرأي وعناوين صحف اليوم وتغطية cnn (التي وصفها البعض بالصحّاف، وزير الدعاية العراقي في عهد صدام حسين) وخسرت في الواقع. فهل هذا نتيجة حنكة ترامب، وحملته الانتخابية، ووعوده للاميركي الابيض من الطبقتين الوسطى المتداعية والفقيرة، و"قرف" الشعب من ثماني سنوات حكمَ خلالها الديمقراطيون رغم عدم اقتناع كامل بالمرشح (فالرئيس) الجمهوري؟ هل للجندر، اي لكونه رجلاً، أثرٌ في انتصاره على وزيرة الخارجية السابقة، ام كان لتلك الوعود الشعبوية والحنكة السياسية والاعلامية وحتى توظيف "الخسارة" المتوقعة في استطلاعات الرأي، الاثر الاكبر والاكثر حسماً في انتصار "ذكر" طالما وُصف ب"الخطِر" و"المتهوّر" في السياسة و"البذيء" "الفحولي" تجاه النساء؟ هل فضّل الاميركيون، ختاماً، رجلاً "فجّاً"، "نزقاً"، غريباً عن الطبقة السياسية واسلوبها المتذاكي، على امرأة براغماتية وذات ماض في الحكم والكونغرس (ليس بالضرورة مجيداً) سبق ان "سامحت" زوجها على خيانتها طمعاً (ربما)في العودة معه ولكن بالمقلوب الى البيت الابيض؟

مقالات قد تثير اهتمامك