سوق باب الذهب والسلام لطرابلس وللمهمشين من أبنائها

في 29 نيسان/إبريل 2017، امتزجت الجموع بالابتسامات في مهرجان "سوق باب الذهب" احتفالا بمبادرة "باب الذهب، يلا نبني سوا" في شارعي سوريا والمهاجرين في منطقتي جبل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس اللبنانية.

تكلل افتتاح "سوق باب الذهب" بيومٍ خالٍ من السيارات، تخلله عدة برامج وحفلات، بالإضافة إلى عدة نشاطات ثقافية وفنية كما تمكن القادمون من خارج طرابلس من التجوّل في المدينة والتعرّف على باب الذهب.

بدعم من السفارة البريطانية في بيروت ومن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنساني، تم إطلاق المبادرة في أواخر العام 2016، واستمرت على مدى أربعة أشهر. إسم "باب الذهب" يعيد إلى الأذهان الاسم القديم للمنطقة خلال أوج عصرها الذهبي. يسعى "باب الذهب" إلى دمج أفراد من المجتمعين في عملٍ مشترك، لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في خدمة منطقتهم التي عانت من انقسامات وسنوات من عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وإنعاش هذين الشارعين التجاريين المهمشيّن. جمع "باب الذهب" أكثر من 120 شابا وشابة من مناطق طرابلس المهمشة للعمل معا على إعادة إعمار أحيائهم ومناطقهم وبالتالي للمساهمة في تعزيز الروابط الاجتماعية وإعادة الإزدهار إلى المناطق التي جاءوا منها. هذه التجربة لا تقتصر على ترميم المحلات المئة، بل هي خطوة انطلاق لمشروعٍ مستدام، وهو استكمال الترميم في الشارع كله لطي صفحة تاريخ طرابلس المملوء بالنزاعات نهائياً.

من قلب شارع سوريا، جرت فعاليات الاحتفال في مقهى "قهوتنا"، خلال الحفل، شكر ممثل السفير البريطاني في لبنان السيد بنجامين ويستناج جميع المشاركين في المشروع على جهودهم، قائلا، "مبادرة باب الذهب هي أيقونة للأمل في طرابلس: أكثر من مئة شاب وشابة من أحياء طرابلس، تخلوا عن فروقاتهم وحملوا الأدوات لبناء سوق باب الذهب، لإنعاش جبل محسن وباب التبانة وطرابلس ككل. [...] تفتخر المملكة المتحدة بوقوفها إلى جانبكم ونتمنى أن تصل أصداء قصص النجاح هذه إلى كل لبنان، قصة نجاحكم كبنائين للمحال، وبنائين للسلام، قصة كيف تحول المقاتلون المتجولون في هذا الشارع، إلى روّاد هذا المقهى (قهوتنا)، واليوم، أفتخر باستثمار جهودنا في مارش لمساندتها في استكمال مشاريعها في طرابلس ولبنان، والتي ستتضمن إعادة ترميم وإصلاح 40 محلاً إضافياً." 

وقد نوّه المنسّق المقيم ومنسّق الشؤون الانسانية فيليب لازاريني بالمبادرات الرامية الى تعزيز السلام والإستقرار في لبنان خصوصاً في المناطق التي شهدت دورات من الإقتتال مثل طرابلس. مؤكدًا في كلامه على أن "الأمم المتحدة ستواصل دعم المجتمعات اللبنانية الضعيفة وتقديم الفرص للشباب خصوصاً في المناطق الفقيرة مثال باب التبانة في طرابلس،" مضيفاً: "لقد عمل الشباب، الذين كانوا في صفوف المقاتلين ولربما ألحقوا الضرر بهذه المنطقة سابقاً، يداً بيد على إعادة إعمارها متخطين سنوات طويلة من الإنقسامات، والأفكار النمطية، والكره، والتراجع الإقتصادي. أليس هذا لبنان الذي نطمح إليه جميعاً؟" 

كما حضر الحفل فعاليات دينية من -الطائفتين الأكبر في- مدينة طرابلس. وقد شكر إمام مسجد خالد بن الوليد في باب التبانة وليد طبّوش  جمعية "مارش" قائلا: "ما قدمته الجمعية قرّب بين باب التبانة وجبل محسن، وبعد المشروع صار شارع سوريا اسمه باب الذهب والعيش المشترك، وأخص بالشكر ليا بارودي وجميع العاملين في الجمعية."

أما نائب رئيس مجلس إفتاء الطائفة العلوية في جبل محسن محمد الضايع  فقد شكر بدوره جمعية "مارش" قائلا: "جبل محسن وباب التبانة عاشت أياماً صعبة، الإخوة الذين كانوا يتقاتلون البارحة على اللاشيء، اليوم متعاونين في بناء المنطقة... ونشكر جميع العاملين الذين ساهموا بإنجاح هذا المشروع."
واختتمت رئيسة جمعية "مارش" السيدة ليا بارودي الحفل شاكرة الجميع على ثقتهم ومساندتهم لنا وأضافت أن "جذور مشاكل طرابلس ليست ايديولوجية بل سببها غياب الفرص وإنعدام الأمل والظلم الذي يعاني منه الشباب. لذا فمن واجبنا وواجب الجميع تسليط الضوء على مشاكلهم وإعطاء فرصة للشباب لتأمين مستقبل أفضل لأنفسهم". كما تمنت بارودي على أهل طرابلس جميعا تشجيع هذه المناطق لإعادة الإزدهار لها.

مقالات قد تثير اهتمامك