مع بدء فلفشة أوراق روزنامة الـ 2018 نبدأ نحشد في رؤوسنا مجموعة من القرارات الجيدة نعدّ أنفسنا بتطبيقها على مدار الـ365 يوماً الآتية، نبتهج ونتفاءل بطلة العام الجديد، وقبل أن يصل نفكر ما الذي ننوي القيام به لجعل هذا العام مختلفاً؟ ما هي الأهداف التي سنحددها لأنفسنا؟ أترانا لم نتخذ القرارات نفسها في السنة الماضية؟ والسنة التي سبقتها؟ كيف يمكننا أن نمنع رغباتنا من أن تصبح أهدافا موقتة؟ ربما علينا مع انطلاقة هذه السنة التصرف بشكل مختلف. ربما علينا ان نترك أحلامنا ترشدنا. وقد يكون ربما مفيداً أن نتخلى عن كل تلك القرارات الجيدة مع استثناء قرار جيد وحيد إلا وهو استئصال الطاقة السلبية من محطينا لترسل الحياة بركاتها علينا من كل جانب.

فلنقرر ولننفذ خلال العام الجديد، ستكون لدينا الشجاعة والإرادة لإزالة كل مصدر من مصادر السلبية في حياتنا، وبالطبع سيكون هناك دائماً سلبيات جديدة ستظهر، ولكننا من خلال رفضنا لها سنشعر بالسلام، وفي الوقت نفسه، ستكبر ثقتنا بأنفسنا، وسنكون أقوياء، حاضرين للمواجهة الإيجابية لكل صعوبة.

قرار محو الطاقة السلبية من حياتنا يجعلنا ممتنين للخير والسوء وفخورين بخطواتنا في أرض الاكتشافات الجديدة.

الكثير من الأقنعة ستسقط خلال الأشهر المقبلة، وقد يتبين لنا انها ليست كلها سيئة، إذ قد يكشف البعض لنا عن وجه حقيقي ملؤه الحب والاهتمام الحقيقي، وبأن قناعه لم يكن سوى حماية له من قساوة الدنيا!

كم رائع ان تظل الحياة تدهشنا! أن تبقى تلهمنا باستمرار حتى عندما تضع في طريقنا بعض الناس الذين هم على استعداد للقيام بأي شيء فقط لإيذاء الآخرين فقط لإنهم يريدون لفت الأنظار إليهم! جميل عندما تتركنا الحياة نراهم، فندرك اننا لا نشبههم وبإننا نشفق عليهم.

نعم فلنقرر مع بداية هذا العام أن نحيط أنفسنا بالطاقة الإيجابية، وبأن نقوم بكل ما يلزم للوصول إلى مستويات أعلى من التخلي عن مشاعر وعن أشياء كثيرة، فنشعر بأننا أكثر حرية، وبالتالي نعيش في فرح، نسعد بلحظات الحب وبركاته في حياتنا.

بالأمس طوى الروائي وفيلسوف الحياة الفرنسي جان دورميسون صفحة حياته عن 92 عاماً ولكنه ظل حتى النفس الأخير يفرح بكل شيء وعنوان أحد كتبه الذي صدر في العام 2016 قد يدلنا على القيمة الفعلية لإحاطة أنفسنا بالطاقة الإيجابية " "سأقول رغم كل شيء أن هذه الحياة كانت جميلة"

عام جميل تتمناه الحسناء لكم!

 (افتتاحية"الحسناء" عدد كانون الأول2017-كانون الثاني 2018)