احصلي على فرصتك فــي ريــادة الأعمال

«أنا انتصرت، ها هو دوركِ الآن». إنّها «صرخة» سيّداتٍ خضنَ تجربة العمل الفرديّ فحقّقن الرّيادة على الرّغم من التّحدّيات السّياسيّة والاقتصاديّة وأحياناً المجتمعيّة. هذه الصّرخة هي بمثابة إرسال إشاراتٍ من التّفاؤل حول مستقبلٍ يكون فيه للسّيدة دورٌ حيويٌّ في تعزيز النّموّ الاقتصاديّ.

انتفاضةٌ لتحفيز المرأة

فالتّحدّيات التي تواجه المرأة في العالم العربيّ، وأبرزها التّحدّيات الاقتصاديّة، وكيفيّة توفير بيئةٍ ملائمةٍ وداعمةٍ لروّاد الأعمال وبخاصّةٍ السّيّدات، كانت محطّةً تفاعليّةً للمشاركين في الجلسة الأولى من منتدى «المرأة العربيّة والمستقبل NAWF»، انطلاقاً من الحديث عن ضرورة توفير القوانين اللاّزمة  بواسطة إجراءاتٍ مبسّطةٍ تدعم الشّركات النّاشئة الصّغيرة والمتوسّطة، بما يضمن الاستمراريّة. ولأنّ القيّمين على المنتدى يعلمون أنّه ما من نجاحٍ إن لم تقابله الكثير من الخيبات، كانت الجلسة الأولى سبيلاً إلى الانتفاضة على مجموعة العوامل السّلبيّة التي تحدّ من قدرات المرأة، وتحفيزاً للسّير قدماً نحو عالمٍ من المساواة والرّيادة النّسائيّة.

وقد ساهمت جلسة «حقبة تاريخيّة جديدة لرائدات الأعمال العربيّات»، بشفافيتها وعدم خروجها عن الواقع ومقاربتها للتّجارب النّاجحة، في توجيه الدّعوات المفتوحة إلى كلّ السّيّدات في العالم العربيّ ليؤدّين دوراً يستطعن القيام به على الرّغم من كلّ التّحديات، بحيث ستشهد الدّول العربيّة في السّنوات المقبلة حقبةً جديدةً يتنامى فيها دور النّساء المنتجات ورائدات الأعمال.

المرأة تحمل أكثر ممّا يجب عليها ولا يوجد العدد الكافي للنّساء صاحبات الخلفيّة التّقنيّة
قوانينُ مُجحفة

جلس على المنصّة في الجلسة المخصّصة لمناقشة التّحدّيات، شخصيّاتٌ قاربت الواقع، رأت أنّ المشكلة في عدم وصول المرأة لا تكمُن فقط في تمويلها لتنفيذ الاستثمارات بل في مجموعة عواملَ أخرى سياسيّةٍ واجتماعيّةٍ لها علاقةٌ أيضاً ببيئة العمل. وبحسب وزير الماليّة السّابق الدّكتور جهاد أزعور الذي أدار الجلسة، فإنّ الجزء الأساسيّ من الحلول في المنطقة في ظلّ كلّ الظّروف الأمنيّة والسّياسيّة الصّعبة، لا يمرّ إلاّ بإعطاء المرأة دوراً حقيقيّاً. فهذا «التّحدّي هو تحدٍّ اقتصاديٌّ بحت، وخصوصاً في ظلّ وجود طاقاتٍ كثيرةٍ لا تُستخدم، فالمرأة العربيّة نشيطةٌ وقادرة، لذا يجب أن يكون لدورها المساحة الأكبر في المشاركة». في هذا الإطار تُظهر الأرقام أنّ حجم مشاركة المرأة في الأعمال يكون بنسبٍ قريبةٍ عند التّأسيس حال الأعمال التي يقوم بها الرّجال، لكنّه سرعان ما يتقلّص تدريجيّاً مع مراحلَ متقدّمةٍ من الأعمال، بحيث نُصبح أمام قاعدةٍ تقول إنّه في مقابل كلّ أربع شركاتٍ يُديرها رجلٌ هناك شركةٌ واحدةٌ تديرها سيّدة. هذا مردّه إلى العوامل التي تحدّث عنها المشاركون وتشمل أوّلاً البيئة الاجتماعيّة للنّساء وتالياً ضعف الإمكانات الماديّة والقوانين المُجحفة التي تتناول عمل المرأة.

مواكبة المرأة

من هنا دعا أزعور إلى الوصول إلى معالجةٍ تضمن مواكبة المرأة، بما يساعد على خلق فرص عمل، وزيادة القدرة الإبداعيّة. «فهناك مجموعةٌ من القوانين التي لم تعطِ الحرّيّة الكاملة للحركة الاقتصاديّة للمرأة، والمؤسّسات الاجتماعيّة أيضاً لم توفّر لها تنظيم الوقت لصالحها لكي يكون لديها متّسعٌ من الوقت للقيام بواجباتها في المنزل والعمل» بحسب د. أزعور. ولكنّها ليست صورةً قاتمةً نظراً إلى وجود أطر الدّعم غير الفاصلة بين الرّجل والمرأة، بحيث يجب الاستفادة منها وليس تكبيلها.

فرصٌ للرّيادة!

رنا سلهب، الشّريكة الإقليميّة للمواهب والاتّصالات في ديلويت، لبنان، هي من النّساء اللّواتي نجحن في قطاع الأعمال، لكنّها لا تزال ترى أنّنا لا نزال بعيدين عن النّسب الكبيرة لريادة النّساء، مُعتقدةً أنّ هناك فرصاً للرّيادة وليس ريادة أعمال. «فما يحصل اليوم أنّ السّيّدات اللّواتي يدخلن في معترك الحياة العمليّة، غالباً ما يتركن العمل بعد مدّةٍ نظراً إلى متطلّبات الحياة الكثيرة والضّغوط التي يتعرّضنَ لها» .سلهب انطلقت من فكرةٍ أساسيّةٍ مفادها أنّ أكبر موظِّفٍ للنّساء في العالم العربيّ هي الحكومات أو القطاع العامّ، والأخير اليوم متخمٌ ولا قدرة له على استيعاب كلّ خرّيجي الجامعات، ولا توجد وظائفُ جديدةٌ تُخلق في العالم العربيّ كافيةٌ لاستيعاب العدد الأكبر من الأشخاص بسبب الظّروف الأمنيّة والسّياسيّة الصّعبة، ومن هنا يجب أن يتمّ البحث دوماً عن فرصٍ للرّيادة.

صورة المرأة...

إنّ تدنّي نسبة أعمال السّيدات مقارنةً بالرّجال في البرامج التي لها علاقةٌ بالقرارات الاستثماريّة في مجالات العمل التّقنيّة والعلوم التّطبيقيّة، سببه، بحسب الرّئيس التّنفيذيّ لشركة «Oasis500» الأردن يوسف حميد الدّين، أنّه «لا يوجد العدد الكافي للنّساء صاحبات الخلفيّة التّقنيّة للمساهمة في هذا الجانب. بالإضافة إلى تحدّياتٍ أخرى تتمثّل في قرارات المرأة في ما يتعلّق بحياتها الاجتماعيّة والعائليّة، ما يعني أنّ المرأة تحمل أكثر ممّا يجب عليها»، أضف إلى ذلك النّظرة الاجتماعيّة للمستثمرين إلى صورة المرأة: أهي قادرةٌ على تحمّل المسؤوليّة أو لا؟!.

كيف يُمكن المساعدة في تقديم حلولٍ للدّعم؟

هنا يحضر دور المناهج التّعليميّة أوّلاً ووسائل الإعلام ليأتي لاحقاً دور الاستثمار، بحسب حبيب حدّاد، الرّئيس التّنفيذيّ لـ «ومضة»، مُعتبراً أنّ ذلك كفيلٌ بتحضير المرأة للدّخول في مجال الأعمال.

مقالات قد تثير اهتمامك