حين تخبرنا المصممة ميليا مارون عن ابتكارها للـ"كيماباية"!

ميليا مارون، مصممة ازياء لبنانية – عالمية ومؤسسة الفرع الاول لمعهد Esmod لتصميم الأزياء في الشرق الأوسط.  بعد ان اكتسبت خبرة طويلة في تصميم الأزياء والتعليم في المجال نفسه، باتت تصاميمها تعرض حالياً في معهد العالم العربي في باريس.

وفي مقابلة اجريناها مع المصممة، اخبرتنا كيف وصلت تصاميمها الى معهد العالم العربي، بفضل ابتكارها لفكرة جديدة في عالم الازياء، هي الـ"كيماباية"Kimabaya.

متى بدات في مجال تصميم الأزياء؟

بدأت في مجال التصميم اول ما انهيت دراستي. عملت في شركة في باريس تصمم الملابس الداخلية ، بالاخص علامة Variance&Nafnaf. بعدها، عدت الى بيروت لفترة قصيرة ثم ايضاً علّمت لفترة قصيرة واسست معهد Esmod في سوريا. تلك المرحلة لم تكن طويلة لكنها كانت مهمة في تأسيس عملي. في حينها، لم تكن هناك مدارس لتصميم الملابس الجاهزة في كل العالم العربي وعملت في البداية مع خريجي هذا المعهد لتأسيس عملي.

متى كان تأسيس علامتك التجارية الأولى وما كان الخط والأسلوب اللذين ارتكزت عليهما تصاميمك حين بدأت؟

العام 2000، اسست اول مجموعة ازياء Milia M وكان هذا اسم العلامة. الاسلوب كان مختلفاً وجديداً بالنسبة للعالم العربي في وقتها. وبما انه ابتدأ من لبنان، كان له المجال في الانتشار من لبنان  - بيروت الى العالم العربي. كان اسلوب Urban–Contemporary مديني عصري مخصص للمرأة العصرية العاملة التي تهتم بانتقاء ملابسها بشكل يومي. الاسلوب كان مميزاً بالنسبة للموضة في العالم العربي Épuré – مستوحى من التصاميم اليابانية. بالاخص بالطريقة التي كانت تعبّر فيها القصّات عن طريقة النظر الى جسم المرأة.

هل مفهوم الكيماباية،هو كما فهمنا من هذه العبارة، دمج بين الكيمونو والعباية؟ هل انت اول من قام بهذه الفكرة؟ ومتى؟

الكيماباية هي دمج، من ناحية القصّة، بين الكيمونو والعباية. فكرة انا ابتكرتها لعلامةMilia M. بدأت بطلب من قبل القيمين على المتحف الوطني في بيروت، لمصممي ازياء في بيروت بين عامي 2002 و 2003 ليبتكروا ازياء ليتم عرضها في المتحف الوطني. وفي الواقع خطرت الفكرة خلال رحلةٍ لي الى اليابان، فكرت خلالها ان اقوم بهذا المعطف الذي هو  عبارة عن لباس مخصص للخارج "لباس خارجي" يدمج بين ثقافتي الشرق الاوسط والشرق الاقصى. فاتت مع التصميم، عبارة sois soie التي تعني بالعربية والانكليزية، "كن حريراً – Be silk. هذه هي التسمية التي اطلقتها على اول لباس خارجي. الذي تم تصميمه وتنفيذه للمتحف الوطني. هذه الفكرة، اعجب بها الزبائن كثيراً بعد عرضها. فقررنا ان نستمر بتصنيعه وبيعه في Boutique Milia M في بيروت. واصبح مع الوقت من اول المبيعات. واصبحنا نبيع منه كثيراً. هو عبارة عن لباس واحد، قصة واحدة، ما يختلف بين قطعة واخرى هو اللون والتطريز الذي يدخل فيه، لان sois soie كان لديه تطريز من الأمام. العام 2008، عرضت علي غاليري في بلجيكا – بروكسيل pop-up ان اعرض هذا اللباس لأنه يحمل قصة، قصة ثقافية تعجب الكثيرين، تحمل الناس الى ان يحلموا ويفكروا بالشعر وبطريق الحرير. وطلبوا مني ان اعرضه انما ضمن مجموعة عصرية أكثر، فانتقلت الى فكرة الكيماباية.

بكل بساطة اخذت شكل اللباس الخارجي نفسه، انما صنعت منه لباس يمكن ارتداؤه في جميع الاوقات. يلبس من الجهتين. اصبحت الكيماباية لباس حديث وعصري. تلبس الكيماباية على الجهتين، جهة تبدو ثقافية وchic، الجهة الثانية urban، عملية وتلبس بسهولة. بالنسبة للألوان، ما من لون معين، اذ ان تنفيذ الكيماباية يرتكز على التنسيق بين الالوان التي تفرض نفسها.

اخبرينا عن التصميم الصديق للبيئة Green Kimabaya، ما هي الرسالة التي يحملها؟

قررت القيام بتصميم الـGreen Kimabaya، حين تعرفت على زينة قرنفل منذ سنة، وهي تعمل على تغليف الابنية بالخضار green walls الجدران المزروعة. وكانت اخبرتني انها اخترعت قماشة يمكن ريها للسماح للشتول ان تنمو فيها وهنا اتت الفكرة ان ندخل في المجموعة، البسة مزروعة. هي في الواقع ليست  مخصصة لنرتديها، انما هي تعبير عن فكرة، ايصال رسالة وهي السعي للحصول على عالم افضل اضافةً الى فكرة الاهتمام باللباس على مثال اهتمامنا بالشتول وريها وعرضها في اماكن محببة لدينا.

كيف بدأ التعاون مع معهد العالم العربي؟

بدأ التعاون حين حضر فيليب كاسترو احد مدراء معهد العالم العربي، الى عرض الكيماباية في آذار الماضي خلال اسبوع الموضة في باريس، جذبته الفكرة واقترح علي ان اعرض الكيماباية في معهد العالم العربي.

من هم المصممون الذين يعرضون تصاميمهم في معهد العالم العربي؟ وما هي المعايير المطلوبة؟

يجب ان يكون المصمم من العالم العربي ويجب ان تكون الحكاية التي تكمن وراء التصميم، جذابة للمتحف. وهذا هو السبب الذي جذبهم الى الكيماباية تحديداً، من خلال الحكاية التي تكمن وراءها. اصل اللباس من الشرق الاوسط او الشرق الاقصىى، هو لباس تاريخي، موجود. حتى في المجموعة المعروضة في معهد العالم العربي، هناك عبايات قديمة، تعود الى القرن السابع عشر والثامن عشر، فبالنسبة الى القيمين على هذا المكان، هذه الحكاية مهمة لانها تروي كيف تطور هذا اللباس واصبح عصرياً.

هل هي المرة الاولى التي تعرضين فيها تصاميمك في معهد العالم العربي؟ مذا يعني لك هذا الأمر؟

هذه هي المرة الاولى التي اعرض فيها تصاميمي في معهد العالم العربي، واهمية هذا الموضوع بالنسبة الي هي ان مجموعتي انتقلت من كونها مجموعة تتوجه الى متابعي الموضة، الى عالم مختلف. وذلك عندما أخذت منها قطع استحقت ان ترتفع الى مستوى متحف، فاصبحت تتوجه الى الاشخاص الذين يهتمون بالتحف. هذا بمثابة اطراء كبير لي ولعملي، كأن عملي كله ارتفع الى مستوى متحف. اضافة الى ان اعمالي انفتحت الى عالم اكبر، الى نوعية جديدة من الناس وهم المهتمون بالتحف، جمهور لم اكن قد تواصلت معه في السابق.

مقالات قد تثير اهتمامك