سارة بيضون تطرز رسائل فنية مبدعة على حقائبها من أجل تمكين المرأة

سارة بيضون امرأة مبدعة من لبنان حوّلت آلام المرأة اللبنانية السجينة وشقائها الى فن محترف يجول اليوم البلاد العربية والعالم أجمع. المصممة والرائدة الاجتماعية، صاحبة حقيبة ”المنقوشة“ و”البونجوس“ التي استطاعت أن تحكي صباح لبنان وثقافته وحضارته وهويته باتت تصاميمها بمثابة تأشيرة دخول للبناني أينما وجد في العالم.

وفي حديث خاص ”للحسناء“، أخبرتنا بيضون عن آخر تصاميمها ومجموعتها في صناعة الحقائب التي حظيت باهتمام أرقى النساء أبرزهن الملكة المتألقة رانيا العبدالله.

من أين تجيئين بهذا الالهام الذي نراه في تصاميمك المبدعة؟

بعد ١٧ سنة من الخبرة والتعاون المستمر بشكل يومي مع فريقي المميز، بتنا اليوم مهووسين بعملنا عموما وبالحقائب خصوصا. أما الالهام الذي أستمده، عادة ما يأتي عن طريق الرحلات خارج البلاد والعطلات التي أمضيها في الخارج بحيث أعمل على التقاط الكثير من الصور أو ربما من طفولتي التي لا تزال منطبعة في ذهني وأستوحي كثيرا من التصاميم ذات الطابع التراثي التي أعشقها.

كيف تجرأت على صنع ”المنقوشة“ وسواها من التصاميم الجريئة التي تتميز بطابع الـPop Art؟

من أول تأسيسنا لـSarah’s Bag أردنا تقديم الحقائب الفنية الجميلة وفي الوقت عينه أردنا أن تتميز بالمعنى التراثي والثقافي مما يشجع على ارتدائها. كان التحدي أن نثبت أنفسنا كعلامة تجارية ناجحة ومن ثم بدأ التركيز على الجودة العالية لتصدير القطع الى الخارج والعمل على تطويرها.

ما هي أبرز التحديات الأخرى التي واجهتها في عملك؟

أن نكبر ونظل متمسكين بالمشروع الذي بدأنا عليه والذي يحمل طابعًا اجتماعيًا هو التحدي الأكبر. فعندما نكبر خارج لبنان والعالم العربي هناك تحدٍ بطريقة النسج والتصدير الى الخارج واحترام وقت الانتهاء. كما يرتبط عملنا بشكل مباشر بالأوضاع الأمنية التي هي شبه متقلبة في لبنان الأمر الذي يشكل عائقا كبيرا. إضافة الى أننا كفريق عمل كبير حاولنا بطريقة محترفة أن نؤمن العمل للنساء والفتيات اللواتي يعانين من مشاكل نفسية داخل سجن طرابلس وهو تحد آخر لينطلقن في عملهن كأفراد.

كيف تعرفين عن امرأة Sarah’s Bag؟

هي سيدة تعشق الأشياء الفاتنة والتي تحمل طابعا انسانيا في الوقت عينه. زبائننا اليوم نساء مثقفات يعين كيف يصرفن أموالهن لخدمة المجتمع بشكل أفضل والمساهمة بالدعم والمساعدة لنساء أخريات وانتشالهن من وضعهن المعيشي المأساوي. بالنهاية، نحن مؤسسة تحمل طابعا اجتماعيا فكل قطعة تصنعها الفتيات السجينات يتم تحويلها في ما بعد عند مصمم محترف لتتحول الى حقيبة يد أنيقة.

ما هي المعايير لاختيار تلك الفتيات؟

في سجن طرابلس تستطيع جميع النساء الاشتراك ونختار المميزات فيما بعد اللواتي يبرهن عن قدراتهن الاحترافية. وفور خروج أولئك الفتيات من السجن يعدن الى قراهن، لينشرن المعرفة ويعلمن نساء أخريات من قراهن. بهذه الطريقة، نعزز للمرأة الثقة  بنفسها لتشعر بأنها منتجة وعاملة محترفة وبالتالي تغيير نظرة المجتمع لها.

كم أنت فخورة اليوم بارتداء الملكة رانيا العبدالله إحدى حقائبك؟ 

لا زلت أذكر العام ٢٠٠٤ المفاجأة على قناة Euronews بحيث رأيت جلالتها وهي ترتدي احدى الحقائب التي صممتها. سررت جدا بهذه الخطوة فالملكة رانيا تشجعنا من سنوات عدة ونفتخر عندما نراها تختار احدى تصاميمنا فهي جميلة بإطلالاتها كلها كما أنها مثال يحتذى به خصوصا أنها تعمل على قضايا المرأة العربية وأنا أحبها أن تكون هي ممثلتنا، ممثلة نساء العالم العربي لأنها قدوة في كل ما للكلمة من معنى.

النصيحة التي توجهينها للمرأة اللبنانية والعربية؟

أؤمن جدا بتمكين المرأة في العمل وأننا كنساء لبنانيات وعربيات نستطيع أن ننتج ونعطي لعملنا كما نعطي في منزلنا. أشعر أنه عصر المرأة العربية لأن تنهض وتتبلور فأنا أراها في المستقبل القريب من النساء الناجحات والرائدات في أعمالهن.

أخبرينا عن آخر الاكتشافات في صناعة الحقائب

كل يوم يحثنا على اكتشاف الأشياء الجديدة ولأنني لم أتعلم التصميم في المدرسة، استطعت من خلال المهنة أن أعي أهمية الأشغال اليدوية التي بحاجة ماسة اليوم الينا لنطورها. عن طريق الصدفة، اتضح لي أنني أستخدم كثيرا التطريز لصناعة منتج جديد ومتطور لأقدم الحرفة بطريقة جديدة. ولاحظت أيضا أننا أغنياء في منطقتنا بالحرف اليدوية التي هي اليوم بمثابة جزء من تراثنا وثقافتنا وهويتنا وهي من مسؤوليتنا في إبقائها وتطويرها.

ماذا عن مجموعتك لخريف وشتاء 2017/2018؟

آخر مجموعة لخريف وشتاء 2017/2018 ، تتمحور حول المرأة والتي أطلقت عليها اسم الأغنية الشهيرة “Who Runs The World?” أي ”من يقود العالم؟“ وهي مستوحاة من التظاهرة التي أقيمت مؤخرا في واشنطن بحيث رفعت اليافطات والشعارات التي تطالب بالمساواة مع الرجل، ونحن نؤمن بذلك لذا شعرنا أن هذا الحدث يحاكينا أيضا كنساء عربيات الأمر الذي استدعى ادخال بعض تلك الشعارات وتطريزها على الحقائب.

 ماذا تحضرين اليوم؟

أجدد شيء أقوم به اليوم هو التحضير لمجموعة من القفاطين وملابس المخصصة للبحر بحيث عملنا على تطوير هذه المهنة بالتعاون مع مصممين مبتدئين مبدعين مثل أندريا وازن التي صممنا معها مجموعة مخصصة للأحذية النسائية، إضافة الى جيسيكا قهواتي المسؤولة عن الثياب. فقد شعرنا أن هذا التعاون ضروري لخلق روح جديدة مبدعة وبلمسة جديدة مبتكرة.

نصيحتك لتمكين المرأة؟

أكبر نجاح للمرأة هو أن تتعلم وتعمل وتنتج فقد رأيت من خلال تجربتي الخاصة أن المرأة التي لا تملك تلك الأشياء بغض النظر عن كونها فاحشة الغنى أو فقيرة حالتها مأساوية هي بحاجة لأن تتعلم وتعمل لكي تبدع وتستقل وتصبح أكثر نفوذا وقوة. 

مقالات قد تثير اهتمامك