إيطاليا بلاد الحياة الحلوة اللذيذة

أرض "لا دولتشي فيتا"، أو الحياة الحلوة. ليس مستغرباً أن يكون هذا البلد من أشهر الوجهات السياحية في العالم. فإيطاليا هي حاضنة ثلثي الإرث الفني التاريخي في العالم، مع زادها الثقافي، ومطبخها، وتصاميمها الآخاذة، وملذاتها، لتجسّد بكل بساطة، فن الاسترخاء والتمتع بالأجواء الحلوة. إذ انها حاضرة لهواة التمتع بملذات الحياة.

فزيارة إيطاليا تشكل في حد ذاتها درساً في فن العيش. أسواق الخضار والفاكهة في الهواء الطلق، مخابز الأحياء القديمة والأجبان الطازجة المصنوعة يومياً، هي من سمات الحياة الإيطالية التي لم تتخلَّ يوماً عن تراثها وتقاليدها، فالجيران ما زالوا يلتقون يومياً في الساحة للدردشة حول أمورهم اليومية، وما زال الغسيل يُنشر بكل بساطة على الحبال حتى في المدن الكبيرة، والنزهات المسائية لأكل المثلجات هي جزء لا يتجزأ من البرنامج اليومي، فمن الجبال إلى السواحل عنوان واحد: البساطة والجودة.

إيطاليا في سطور

تقع إيطاليا في جنوب أوروبا وتتكوّن من ثلاثة أجزاء أساسية: الأرض المتصلة بأوروبا وجزيرتي صقلية وسردينيا، وجزر أخرى. وداخل الأراضي الإيطالية دولتان مستقلتان هما الفاتيكان وسان مورينو. وتحتضن إيطاليا كنوزاً سياحية عدة، طبيعية وتاريخية، من سلاسل جبالها الشاهقة والثلوج التي تتوّج قمم الألب في الشمال، وتلالها الزاهية وبحيراتها الزرقاء الصافية وجزرها المتنوعة إلى المناظر الخلابة لحقولها الخضراء والمباني الفريدة في مدنها الرائعة وقراها التقليدية.

وتعتبر إيطاليا بمتاحفها وكنائسها وقصورها المزخرفة بأروع التحف والابتكارات التاريخية، من أبرز الوجهات السياحية في العالم، حيث يحلم الزوار بالتعرف إلى آثار روما القديمة، وإلى أجمل ما خلّد الفن العالمي. ومن لا يتوق إلى التجول بقارب صغير في ممرات البندقية المائية، والإطلاع على أحدث ابتكارات الموضة في ميلانو، والتمتع برونق نابولي وحيويتها، واختبار التنوع الثقافي في جنوى وغيرها من المواقع الفريدة، والتمتع، كل يوم، بتذوّق المطبخ الإيطالي؟

أما في فصل الصيف، فتشكل الشواطئ الإيطالية الساحرة ملاذاً لترطيب الأجواء الحارة، ومساحاتٍ ذهبية لقاصدي الاسترخاء والاستجمام والتمتع بأشعة الشمس.

روما، مدينة الروائع الفنية

إن الحديث عن روما وحدها، قد يطول إلى ما لا نهاية، فمدينة روما هي مقرّ رئاسة الجمهورية والمحكمة العليا إضافة إلى دولة الفاتيكان. ومن الأماكن التي تستحقّ الزيارة فيها: ساحة الإيسكويلينو التي تحتضن مسرح الكولوسيو الدائري الذي افتتح عام 80 م. وروما مدينة النوافير دون منازع ومن أجملها نافورة تريفي المميزة بتماثيلها المرمرية.

ولعلّ أحد أبرز المعالم الأثرية والتاريخية في روما الكولوسيو، الذي كان ولا يزال رمزاً لها، وإحدى التحف الهندسية القديمة المتبقية من آثار روما التاريخية. بدأ العمل في بناء الكولوسيو عام 72م.، في الموقع نفسه الذي كانت فيه بحيرة قصر نيرون، وتمّ افتتاحه عام 80 م. . كان الكولوسيو في ظل حكم تيتو مخصصاً لحفلات القتال بين المصارعين والأسود، التي استمرت على مدى مئة يوم متواصلة بمناسبة افتتاح الكولوسيو، قبل أن تتوقف مشاركة البشر في هذه العروض مطلع القرن الخامس. والكولوسيو مصمّم على شكل أقواس من الخارج، ويتألف من أربع طبقات بارتفاع 57 متراً. وكان الكولوسيو يتسع لسبعين ألف متفرج، كانوا يجلسون على المدرج بحسب مكانتهم الاجتماعية.
أما فوري إمبريالي فكانت مركزاً للنشاطات المختلفة، الدينية والتجارية والسياسية في العصر الإمبراطوري. وفي العام 113 م.، شُيّد العمود الترياني، وهو قائم حتى يومنا هذا، ويبلغ ارتفاعه 38 متراً، ويعتبر هذا العمود من أهم تماثيل الفوري إمبريالي لكثرة النقوش التي تزيّنه، والتي تمثل صور المعارك التي خاضها الإمبراطور تريانو خلال القرن الميلادي الأول.
وتعتبر قلعة سانت أنجيلو التي شيّدت العام 130 م. من أهم الأضرحة في العالم، واليوم، يجد السائح في القلعة متحفاً يضم أنواعاً كثيرة من الأسلحة التي تعود إلى حقب زمنية مختلفة بدءاً بالعصور الحجرية وصولاً إلى زمننا الراهن ومنحوتات كثيرة.

وفي روما أيضاً، زيارة معبد بانتيون ضرورية، وقد شُيّد العام 27 قبل الميلاد، وأصبح بعد قرون مدفناً للملوك الإيطاليين، وكذلك معلمي "دوموس أوريا" أو البيت الذهبي.

وتُنسب ساحة أسبانيا إلى السفارة الاسبانية التي تأسست في ذاك الموقع في القرن السابع عشر، وهي تعتبر واحدة من أجمل ساحات العاصمة الإيطالية. ويلفت انتباه زائر ساحة إسبانيا الدرج المرتفع الذي بناه فرانشيسكو دي سانتيكس العام 1726م. وفي وسط الميدان، تجد نافورة ديللا باركاتشا وهي من روائع الفنان بيترو رنيني سنة 1629م.

ومن أبرز المواقع السياحية أيضاً ساحة فنيسيا، وفيها «نصب النصر التذكاري"، وهو عبارة عن بناء ضخم من الكلس الأبيض، يضم تمثال روما، وقبر الجندي المجهول ومعالم وميادين مذهلة أخرى. أما ساحة نافونا، ملتقى الرسامين المحليين والأجانب ففيها ثلاث من أجمل نوافير روما، أشهرها نافورة الفنان برنيني التي تعتبر من أهم روائعه الفنية.

برج بيزا المائل في توسكانا

أما برج بيزا المائل، فهو أحد معالم إيطاليا الشهيرة ويقع في مدينة توسكانا، إنه منشأة معمارية جميلة وفريدة من نوعها، مبني على طراز معماري روماني مصنوع من الرخام الأبيض على شكل أسطواني، ويتكون من ثمانية طوابق. وسبب شهرته تصميمه الرائع ومَيَلانه البارز العائد إلى حدوث هبوط في التربة تحت جزء من قاعدة البرج. وظن كثيرون أن البرج سيقع إلا أنه بقي شامخاً حتى الآن.

والبندقية (فينيسيا)، هي مدينة فريدة يقصدها السياح من كل أنحاء العالم للتنزه بالقوارب التقليدية التي تجوب قنواتها. البندقية عبارة عن أكثر من مئة جزيرة متلاصقة، كانت ولا تزال من الأماكن التي يصعب فيها التنقل عملياً وهندسياً، مترابطة بواسطة القوارب والتي يطلق عليها الـ Gondola أو الجناديل، إضافة إلى بعض الشوارع خارج قلب المدينة. وتعتبر البندقية مثالية من ناحية عدم استخدام السيارات والشاحنات على مستوى أوروبا والعالم، ويمكن الوصول إليها جواً عن طريق مطار ماركو بولو الدولي.

ولا تكتمل زيارة إيطاليا دون التوقف في ميلانو، مدينة الأزياء الحديثة والذوق الرفيع، أما فلورنسا، فلن تختلف كثيراً عن سابقاتها، بطابعها التاريخي الجذاب. 
وصقلية هي الجزيرة الكبرى في البحر الأبيض المتوسط وتضم منتجعات عدة، منها بريا أمار ودي باولا وأمانتي وبيزو وغيرها، تكون خير وجهة لعشاق البحار ومحبي الاسترخاء، إلى الشواطئ الإيطالية الرائعة، الحائزة بغالبيتها على "العلم الأزرق" الأوروبي. وتعتبر سردينيا ثاني أكبر جزيرة بعد صقلية، وتمتاز بشواطئها وخلجانها. وتتمتع المناطق الجبلية أيضاً في كالابريا بجاذبيتها الخاصة حيث يمكن قضاء عطلة صيف هادئة.

مقالات قد تثير اهتمامك