ماذا فعل مانوكيان ب"ابي الفولكلور" زكي ناصيف؟
ماذا فعل مانوكيان ب"ابي الفولكلور" زكي ناصيف؟
ماذا فعل مانوكيان ب"ابي الفولكلور" زكي ناصيف؟

ماذا فعل مانوكيان ب"ابي الفولكلور" زكي ناصيف؟

هل حققت ما طمحت اليه سهرة "يا عاشقة الورد"  في "مهرجانات بيت الدين الدولية" ( بالتعاون مع برنامج زكي ناصيف في الجامعة الاميركية في بيروت)؟ اي هل خدم توزيع غي مانوكيان اغاني ناصيف، الشاعر والمؤلف الموسيقي، بما يرفدها بالطاقة الفنية و"التجديد" الذي يحييها وهي الحية في البال والذاكرة والاذاعات؟ خلال اكثر من ساعة ونصف الساعة كنا على مدرّجات بيت الدين في ما يشبه عرس الوجدان الجماعي او الفردي حيث تُستعاد اعمال الفنان الكبير الذي غرف من الفولكلور والاغاني التراثية، تراث لبنان والمنطقة، ليبنيَ خزانته الموسيقية بصوته احياناً واصوات كبرى القامات الصوتية اللبنانية من بينهم صباح وفيروز. وهذه المرة تناوب على تقديم الاغاني المختارة كلٌّ من سميّة بعلبكي، رنين الشعّار، زياد الاحمدية وجوزيف عطية. طبعاً وزّع المشرف على الامسية (والمشارك على البيانو بشغف كبير) غي مانوكيان الاغاني بحسب اصوات المطربين والمطربات. سمعنا اعذب الانغام واسلسها واقواها بأداء حساس وقويّ واحياناً شاعريّ. وتبارى الفنانون في اظهار مواهبهم واحترافهم ولم نخب لحظةً. الا ان السؤال الذي اخترق سهرتنا، سهرةً اجتمع فيها الندى والنار في اغنيات مثل "اهواك بلا امل"، "اشتقنا كتير يا حبايب"، نقّيلي احلى زهرة" وسواها، كان: هل "اضاف" توزيع مانوكيان الموسيقي نكهةً تشبه روح ناصيف الفولكلورية المصفّاة بعلمه الموسيقيّ بما لا يُفقد الفولكلور ترابيته وخصائصه الفنية وبيئته، ام ان بصمات مانوكيان اضفت روحاً مختلفة ليست في الاعمال ولا "تنسجم" واياها؟ هنا تختلف الآراء. لا ريب ان اسلوب الموزّع وبصماته خدمت اغنيات اكثر من اخرى. فإذا كانت العتابا والدبكة وابو الزلف لا تحتمل اضافات على ما صاغه ناصيف، فإن اغنيات قليلة محلية ومن ثقافات شعبية اخرى بدت اكثر انسجاماً مع اشتغال الموزع مع فرقة من اربعين عازفاً بقيادة ايلي العليا. يبقى ان حفل "ابو الفولكلور" المحدث والمصاغ بروح الريف تارة والمدينة تارة، كان من سهرات المهرجان المميزة وإنْ طرحَ على بعضنا هذا السؤال وربما سواه، وهو ما يفترض بأي عمل موسيقيّ ان يفعل.

 

مقالات قد تثير اهتمامك