الحراك الأخير وحقوق المرأة

ما يُميّز الحراك الأخير في بيروت، أنّه يشهد مشاركة مجموعة كبيرة من الفنّانين والممثّلين والمغنّين والإعلاميّين. رفع الجميع صوتاً واحداً ضدّ الفساد الحاصل، وأجمعوا على بعض المطالب المحقّة، لكنْ هل رفعوا الشعارات المُطالبة بحقوق المرأة وتحسين مستواها الاجتماعيّ والعمليّ والإنسانيّ؟

رابعة الزيّات: هناك مطالب أكثر إلحاحاً

في هذا السّياق، تلفت الإعلاميّة رابعة الزيات في حديثٍ إلى مجلّة «الحسناء» إلى أنّها شاركت في تظاهرتيْن، آخرها كان يوم اعتُقلت فتيات مُشاركات في التحرّكات وألقي القبض عليهنّ. وتقول: «كانت مشاركة المرأة فعّالة وواضحة في التظاهرات، ولكن لم ترفع بعد شعارات تخصّ المرأة وتطالب بحقوقها، بل رُفعت شعارات تُنادي بحقوق الإنسان بعامّة. صحيح أنّ مطالب المرأة على غرار حقّ منح المرأة الجنسيّة لأطفالها، والعُنف ضدّ المرأة، كلّها عناوين عريضة من حقّ المرأة، لكنْ حالياً للأسف هناك مطالب أساسيّة وأكثر إلحاحاً منها التخلص من النفايات».
وتضيف مقدّمة برنامج «بعدنا مع رابعة» (قناة الجديد): «إنّ الحِراك جيّد وله نتائج فعّالة لتحريك المياه الراكدة وتذكير الحكّام بمطالب الشعب، ونأمل أن يتم الاستجابة إلى مطالب المرأة في المرحلة اللاّحقة».

ميشال أبو سليمان: يجب تنفيذ كلّ مطالبها

بالنسبة إلى الممثّل ميشال أبو سليمان، فإنّ «النساء اللّواتي شاركنَ في الحِراك المدني، هنّ من مختلف أطياف المجتمع سواء من الجامعيّات أو الممثّلات أو المثقفات، وكلهنّ طالبن بحقوقهن». وعن العُنف الذي تعرّضت له النساء من فرقة مكافحة الشغب، يُجيب أبو سليمان: «النساء في تلك الفرقة هنّ مأمورات بالتعنيف، وهذا التصرّف ليس لائقاً لأنّه يجب عدم إهانة المرأة أبداً». ويتابع:  «يكفي المرأة تعنيفاً من المجتمع الذكوريّ الذي يُسيطر على حياتنا اليوميّة. إنّ المرأة اللبنانيّة مُسانِدة في كلّ التحرّكات الفعّالة على الأرض. واللاّفت في التظاهرات الأخيرة أنّها رفعت رايات تُطالب بحقوق المرأة، وكل هذا كي تذكّر المواطن بأنّها جزء أساسيّ من المجتمع ويجب تنفيذ كلّ مطالبها».

تانيا صالح: الأولويّة لمجلس انتخابيّ جديد

عندما تسأل الفنّانة تانيا صالح عن رأيها بمشاركة المرأة في التحرّكات الأخيرة والمطالبة بحقوقها، تُجيب: «للأسف، إنّ التحركات المطالبة بحقوق المرأة كانت ضعيفة مقارنةً مع التظاهرات التي شهدتها العواصم الأخرى حيث تنتشر الجالية اللّبنانيّة». وتُشير الفنّانة إلى «أنّنا بحاجة إلى نظامٍ علمانيّ يضمن حقوق المرأة والرجل معاً في المجتمع. وإنّ مطالب النساء هي محقّة وأساسيّة، لكن حاليّاً هناك مشاكل مصيريّة يتعرّض لها البلد وأهمّها قضية النفايات». وتضيف صالح: «الأولويّة حاليّاً لمجلس انتخابيّ جديد يعمد إلى دراسة مطالب المرأة بجديّة ومنها العنف المُمارس بحقّها.

زينة دكّاش: حقوقها أساسيّة ولكن لننتظر قليلاً

تعدّ الممثّلة زينة دكّاش مطالب المرأة أساسيّة، ولكنّ الظرف الحالي يحتّم على اللّبنانيّة الانتظار قليلاً كي تعالج المشاكل المستعجلة أوّلاً. وتقول دكّاش: «أنا أًعنى بالقضايا الاجتماعيّة منها مصير السّجناء، لكن يجب أن نصعد على السّلّم رويداً رويدا. فمشكلة النفايات تُهدّد اليوم بانتشار الأمراض والأوبئة، والأولوية حاليّاً هي معالجة تلك المشكلة». وتضيف الممثلة اللبنانيّة: «إنّ حقوق المرأة ضروريّة، ولكن في التظاهرات رفعت شعارات عريضة تُخاطب المواطن اللّبناني بعامّة». باختصار، إنّ مشاركة المرأة كانت لافتة، ولكنّ العنوان الأبرز كان حلّ القضايا المستعجلة، ثمّ الالتفات إلى مطالب المرأة اللّبنانيّة.

مقالات قد تثير اهتمامك