الأمّ تيريزا: "كلّ شيء إلا قدّيسة"؟
الأمّ تيريزا: "كلّ شيء إلا قدّيسة"؟

الأمّ تيريزا: "كلّ شيء إلا قدّيسة"؟

الامّ القديسة تيريزا لا تنال رضى العديدين في اوروبا والولايات المتحدة منذ ما قبل رحيلها وتطويبها من البابا يوحنا بولس الثاني وتقديسها الاحد الماضي في مراسم ترأسها البابا فرنسيس بعد تأخير 13 عاماً (ربما لعدم تعجل او حماسة البابا بينيديكتوس السادس عشر). وفي مقابل الاعجاب والاشادة بها من الكنيسة ووسائل الاعلام ومئات الآلاف واكثر ممن آوت او اطعمت او طببت في مراكز رهبنتها في ١٣٧ بلداً، لطالما تعرضت راهبة كالكوتا للنقد والتشكيك في رسالتها ومبادئها. فعدا "الشكوك" في مصدر مساعدات تلقتها (لم تكن تبالي بالمصدر طالما توظف المال للمحتاجين) وارتباطاتها "الخطرة" مع عدد من الشخصيات وقبول "هباتهم" (كالمصرفي الاميركي المتهم بالفساد شارلز كيتينغ، او ديكتاتور هاييتي جان كلود ديفالييه، او زيارتها قبر ديكتاتور البانيا انور خوجة) هناك رفضها اخضاع مؤسساتها للتدقيق الحسابي، كما يقول ايقونة حركة الملحدين البريطانيين كريستوفر هيتشينز Hitchens في تحقيقه المنشور العام 2003 والذي فيه ايضا: "انها امضت حياتها تحارب العلاج الوحيد للبؤس: استقلالية المرأة وتمكينها للتحرر من العيش كالدواب وعبءِ الانجاب القهريّ المفروض عليها". ويؤخذ على راهبة كالكوتا انها لم تواجه الاسباب الجذرية او البنيوية للفقر ولم تنتقد التفاوت الاجتماعي. بل انها في خطاب تسلّمها جائزة نوبل للسلام بدت راضية وهي تلقي نظرة على بؤس العالم: "هناك ما هو جميل جداً في تأمل الفقراء وهم يتقبلون قدرهم  كآلام يسوع. العالم يربح كثيراً جرّاء معاناتهم". كما لم تنتقد "أمُّ الفقراء" البذخ في الكنيسة ولدى الاكليروس بل كانت مدافعة شرسة عن مواقف الكثلكة الرافضة للاجهاض (حتى في حالات الاغتصاب) واستخدام وسائل منع الحمل والطلاق، وهو ما ازعج مؤمنين. بتلك المواقف بدت اقرب الى التزمّت الاجتماعي وحتى "الاصولية" الدينية في نظر البعض. فالاجهاض "اكبر مدمِّر للسلام" تقول لتضيف:"افكر بملايين الاطفال المقتولين"، غير مهتمة للنساء ومفضّلة استبدال الاجهاض بتبني الاولاد. ومع انها ضد الطلاق الا انها سايرت صديقتها الاميرة ديانا في مسألة طلاقها لانها كانت تؤثر على الرأي العام في التبرّع لمؤسساتها.

"الامّ تيريزا كل شيء الا قديسة" هكذا عنْوَنَ احد المواقع في مونتريال. وفي مدوّنة "Raison Et Laïcité كتب دانيال باريل مشككاً في الاعجوبتين المنسوبتين اليها. "بالنسبة للثانية التي اعلنت عنها الكنيسة فقد تمت معالجة المريضة على ايدي طبيبين متخصصين في المرضين اللذين عانت منهما، فعلى اي اساس اعتُبر الشفاء عجائبياً وليس نتيجة العلاج؟". الكاتب تساءل لماذا لا يشفي الله والقديسون: مبتوري الاطراف والمشوّهين والمشلولين ومن بهم عرَج؟ "لو نبتت طرفٌ مقطوعة لإنسان لانتفى حينها الشك في الاعجوبة. لكنّ هذا لا يحصل ويُترك هؤلاء البائسون لمصيرهم". 

مقالات قد تثير اهتمامك