إطلاق "جائزة الشهيد كاظم شمس الدين للأدب العربي" في مسقط رأسه جون في كتابة أفضل نص عن نصري شمس الدين
نظمت جمعية لبنانيات من أجل المساواة وعائلة الشهيد كاظم شمس الدين الذي استشهد في انفجار مرفأ بيروت في آب الماضي حفل إطلاق "جائزة الشهيد كاظم شمس الدين للأدب العربي" لكتابة أفضل نص عن "نصري شمس الدين بين الماضي والحاضر."
وتأتي هذه المسابقة لتحث الطلاب المشاركين وهم من ثانوية جون على الكتابة بلغتهم الام التي تميز الشهيد شمس الدين بقلمه المميز ومعرفته الأدبية الواسعة.
أقيمَ الحفل في مركز الجمعية "مركز المربية سارية عيسى" في جون مسقط رأس شمس الدين وقد شاركت ثانوية جون الرسمية وثانوية مار يوسف وأعضاء بلدية جون وأعضاء الهيئة الإدارية للجمعية وفاعليات ثقافية واجتماعية أخرى.
وفي هذا الاطار قالت هبة شريم صالح مديرة الجمعية "ان كلامك عن الغدر كان في مكانه لانهم غدروا بك حقاً وبنا وفقدناك، ولكننا لن ننساك وسوفَ نجعل من ذكراك حياة لكل مفكر ومجتهد، لكل تلميذ يعشق الكلمة والادب".
وبهذه المناسبة أشارت ريهام شمس الدين كريمة الشهيد الى أن فكرة اطلاق الجائزة أتت من حب والدها للتعليم والدراسة "كان يردد لنا في رسائله اليومية "ادرسوا لتشبعوا".
وأضافت أن هذه الجائزة هي البداية لسلسلة من المسابقات والمبادرات التي ستطلقها العائلة تخليداً لذكرى كاظم شمس الدين في العمل الإنساني.
أما رانيا عاشور رئيسة لجنة المعلمين في ثانوية جون فقالت "ان الله منّ على الشهيد شمس الدين بذرية صالحة حريصة على وصله بالدنيا وتخليد ذكراه بصدقة جارية من خلال رعايتها النشاط الثقافي بعنوان "نصري بين الماضي والحاضر"، على أمل أن يكون باكورة لنشاطات موسمية للتحليق بالأجيال في عالم الإبداع".
ولفتت الى ان "مؤسسات المجتمع المدني تحتلّ الصدارة في عملية التنمية في ظلّ تراجع دور الدولة وقصورها، والتعويل على الدور التوعوي والتنموي والتثقيفي للجمعيات الاهلية".
من جهتها ألقت منى المعوش مديرة الثانوية السيدة كلمة قالت فيها "أشدّد على أهمية التعاون الدائم والمستمر بيننا، نحن ثانوية جون الرسمية، لسدّ الفجوة ما بين طموحاتنا وأهدافنا والموارد المحدودة، والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة (بشرية ومادية) بما يخدم البلدة ويضفي عليها سمة تنموية حضارية، إذ باتت الشراكة المجتمعية وتفعيل دورها في دعم المؤسسات التعليمية وتمويلها منهجاً مجتمعياً وحاجة ماسة من أجل تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة التي يصعب تحقيقها حالياً بالاعتماد على الجهود الحكومية بمفردها، ولا سيّما في ما يتعلق بالأنشطة الطلابية والدعم النفسي الاجتماعي وحتى البنائي والتأهيلي".
تمَّ اختيار أربعة طلاب فازوا بـالجائزة وهم: رنيم عيد، حسين هشام عبد الحميد، غزل وسام صالح، فريدة زياد غندورة. وقدَّمَ الفائزون بعض المقترحات لإحياء تراث جون الثقافي، ثم قدَّمت كريمة الشهيد الجوائز للفائزين والدروع للهيئة التعليمية ولرئيسة الجمعية.
إشارة إلى أن قيمة الجوائز جاءت على الشكل الاتي: الجائزة الاولى 300$، والثانية 200$، والثالثة 150$، والرابعة 100$.
حولَ "جائزة الشهيد كاظم شمس الدين للأدب العربي"
مع تفاقم الازمة المالية في لبنان، تعذر على الكثيرين اكمال دراستهم، وجاء انفجار بيروت ليزيد الطين بلّة. ويقدّر محمد شمس الدين الباحث في الدولية للمعلومات التحاق ١٢٠٠٠ طالب في لبنان بالمدارس الرسمية بعد أن تسببت الازمة المالية بزيادة الأقساط في المدارس الخاصة. من هنا أطلقت مبادرة "جائزة كاظم شمس الدين للأدب العربي" لتشجيع الطلاب على الكتابة في لغتهم الام وحثّهم على المثابرة في الدراسة التي اعتبرها الشهيد الأداة التي عليهم التسلح بها لبناء مجتمع مثقف.
بقلمه المتألق ومعرفته الأدبية الواسعة شاركَ الشهيد كاظم شمس الدين نهمه للقراءة وحبه للعلم بشكل عام. كان يردّد في رسائله اليومية "ادرسوا لتشبعوا." جائزة كاظم شمس الدين للأدب العربي ليست سوى البداية لما ستقدمه العائلة عن روح الوالد الشهيد لتصبح هذه المبادرة سنوية تحمل في طياتها تحديات ومسابقات جديدة. في الذكرى السنوية الأولى، ضمّت المسابقة طلاباً من ثانوية جون وكانَ موضوعها كتابة أفضل نص عن الفنان نصري شمس الدين "العظيم" كما كان الشهيد يسميه من عشقه لفنه وصوته. وكانَ التعاون مع "جمعية لبنانيات من اجل المساواة" التي كرّمت الشهيد كاظم شمس الدين عندما افتتحت مكتبة باسمه تجاورها مكتبة صغيرة تحمل اسمه "كان في عصفور ع الشجرة" أنشأتها الكاتبة رانيا زغير تقديراً لأرواح ضحايا المرفأ. كلها مبادرات تصب في خانة واحدة وهي أن تبقى ذكرى الشهيد كاظم شمس الدين خالدة عبر الاعمال الإنسانية.