للحبّ أماكنه السّياحيّة...

مع اقتراب عيد الحبّ، ينتظر كلّ عاشقٍ بفارغ الصّبر لمعرفة المفاجأة التي يخبّئها له نصفه الآخر. فما هو أفضل دليلٍ على العشق إذا أردتم أن تقدّموا لنصفكم الآخر هديّةً مميّزةً مختلفة؟ سفرةٌ للاختلاء به بعيداً عن كلّ شيءٍ وعن كلّ النّاس؟! مغامراتٌ صغيرةٌ تترك سحرها على العشّاق الجُدد وتعيد إحياء شُعلة حُبّ الأزواج الآخرين؟! هذه الهديّة تناسب المتزوّجين بخاصّة، إذ ستسمح لهم باستعادة اللّحظات الحميمة التي غالباً ما تقوم الحياة اليوميّة بمحوها تدريجيّاً. ولكن في معظم الأحيان، يكون الوقت المُتاح ضيّقاً، فلمَ لا تختارون زيارة الدّول المجاورة لأيّامٍ قليلة؟

قطر: تفاعلٌ بين الصّحراء والبحر

في قطر، يُمكنكم القيام بنشاطاتٍ مُختلفة، إذْ يُمكنكم الجمع بين الأنشطة المفيدة والمُمتعة. تُعدّ هذه الدّولة إحدى عواصم الثّقافة العربيّة، إذ تتمتّع بآثارٍ مهمّةٍ يعود تاريخها إلى آلاف السّنين لتثبت تاريخها الغنيّ وتقاليدها الرّاسخة.
حصن الزّبارة يقع في محميّة الرّيم في الشّمال، وهذا مثالٌ على التّفاعل الإنسانيّ بين الصّحراء والبحر، فقد تمّ بناؤه وفقاً للتّقنيّات القطريّة من الحقبة التي تشهد على براعة الإنسان في التّكيّف مع الطّبيعة. ولا بدّ من زيارة المتحف الإسلاميّ الذي يضمّ التّحف الفنّيّة التي جُمعت من  قارّاتٍ بين القرنَين السّابع والتّاسع عشر. فهو يتميّز بهندسةٍ فريدةٍ تستحقّ الزّيارة إذ ليس لها مثيلٌ في العالم العربيّ. ستقع السّيّدات تحت سحر المجوهرات المعروضة.
يعجّ سوق «واقف» بالزّوار في أيّ وقتٍ كان، ويُمكنكم الاستمتاع بالتّنزّه في شوارعه الضّيّقة لشراء الأعمال الحِرفيّة اليدويّة والبخّور والتّوابل الشّهيرة. في هذا السّوق يُمكنكم العثور على جميع أنواع المأكولات من الأطباق المحلّيّة إلى المطابخ العالميّة بالإضافة إلى العديد من المقاهي حيث يمكنكم الاستراحة والاستمتاع بالشّيشة. أمّا عند حلول المساء، فيجتمع الفنّانون في الشّارع كما في الأسواق التّقليديّة التي تُذكّر بالزّمن الغابر. يُمكنكم أيضاً زيارة قرية كتارا الثّقافيّة المبنيّة على شاطئ البحر المحافظة على الهندسة المعماريّة المحليّة والرّوح التّقليديّة. وقد تمّ تصميم هذه القرية لتكون مكاناً للّقاء والتّبادل.

إثارة وتشويق

تنتشر المطاعم المختلفة في هذه المنطقة بالإضافة إلى المحالّ التّجاريّة، إنّما أهمّ ما تقدّمه هو المدرج الذي يقع في الهواء الطّلق حيث تمّ تصميمه لاستقبال حفلات الأوبرا والباليه والإنتاجات الكُبرى.
لا يُمكنكم زيارة قطر من دون خوض مغامرةٍ صحراويّة. ستشعرون كما لو أنّكم لورنس العرب وهو يركب سيّارة دفعٍ رباعيّةٍ تسير بأقصى سرعةٍ على الكثبان الرّمليّة. يلجأ السّائق إلى كلّ الطّرق لتشعروا بالإثارة والتّشويق، لذا عليكم أن تلتقطوا أنفاسكم وتتشبّثوا جيّدًا لدى التّنقّل صعوداً ونزولاً على الكثبان، ولن تفكّروا سوى في أنّ هذا هو ما أردتم اختباره. بعد هذه الجولة، سيصطحبونكم إلى البحر الذي يقع بين قطر والمملكة العربيّة السّعودية حيث ستتمكّنون من تخليد جمال الصّحراء والاسترخاء.
لا شيء يُضاهي المأكولات المشويّة في خيام البدو التّقليديّة. لن تنسوا أبداً هذه التّجربة الرّائعة، وهمسات الرّيح التي تُداعب شعركم. هذه هي روعة القشعريرة القطريّة.
ومن أهمّ الإغراءات في الدّوحة هي مراكز التّسوّق التي تتميّز بمفهومها وتنوّع الخيارات التي تقدّمها بالإضافة إلى الجمال والرّفاهية السّاحرة وفخامة الفنادق وناطحات السّحاب التي تتنافس من حيث الجمال والعظمة. كلّ شيءٍ جميلٌ وفي تناغمٍ تامّ. عند حلول المساء، دلّلوا حواسكم واختاروا مشروباً لذيذًاً على سطح فندق «سانت ريجيس» واختتموا ليلتكم في نادي «سيفن كلوب» الليّليّ.

مصر: شواطئُ رمليّةٌ فيروزيّة

وَرِثت مصر حضارةً عريقةً تعود إلى أكثر من  سنة، وهي مزيجٌ رائعٌ يجمع بين الحداثة وروعة الأصالة. فلنكتشف في هذه المناسبة الطّابع الرّومانسيّ الذي تُخفيه مصر لنا.
بعيداً عن القاهرة والمدن الكبرى تقع «مرسى مطروح» على ساحل البحر المتوسّط. شواطئها الرّمليّة ومياهها الفيروزيّة هي من أهمّ ميّزات هذه المنطقة.
على طول هذا الجزء من السّاحل، تنتشر العديد من الفيلاّت والفنادق والمنتجعات السّياحيّة وتوفّر البنية التّحتيّة اللاّزمة لرحلة استجمامٍ لا تُنسى. العديد من المعالِم السّياحيّة وأماكن التّرفيه تُقدّم للمسافر مجموعةً متنوّعةً من الأنشطة، مثل زيارة منارة البطلميّة في برج العرب، وآثار أبو ميناس والموقع الذي دارت فيه معركة العلمَين الشّهيرة. ولكن يبقى الشّاطئ الأهمّ بينها كلّها. يُعدّ «بورتو مارينا» أحد أهمّ المجمّعات الحديثة. يتضمّن المجمّع مرفأً رياضيّاً ذا مستوًى عالميّ، وفندقاً، وملعب غولف، ومركزاً للتّسوق كغيره من المجمّعات، بالإضافة إلى منتجعٍ صحّيٍّ رائع. هذا المكان يُعدّ مدخل مصر عن طريق البحر الأبيض المتوسّط. أمّا إذا كنتم ترغبون في استكشاف البحر الأحمر فتوجّهوا إلى «مرسى علم». يُعدّ مرسى علم من أحدث الوجهات المخصّصة لقضاء العطل في مصر، وهي تحصد نجاحاً كبيراً. فهي تقع في الطّرف الجنوبيّ من البحر الأحمر. بفضل شواطئها الشّاسعة، أصبحت هذه المنطقة مُتاحةً للجميع نظراً إلى منتجعاتها المميّزة، بالإضافة إلى مطارها. يتمتّع «بورت غالب» بمستوًى عالٍ وذلك نظراً إلى مرافقه، ونادي المراكب الشّراعيّة فيه. هنا يمكنكم الاستفادة من الرّياضات المائيّة والرّحلات على متن القوارب لرؤية الدّلافين والاستمتاع بلحظاتٍ ساحرةٍ أثناء غروب الشّمس.

الراحة والاستجمام سيُعيدان إلى حبّكما ألقه

تونس حيث تفوح آثار الماضي

الآن دعونا نذهب لتناول الطّعام في جربة في تونس، حيث الفاكهة بطعم العسل في هذه الجزيرة التي بدأت أسطورتها مع أغاني هوميروس. فمن يتذوّقها لن يرغب أبداً في مغادرتها. جمال الشّواطئ، والمناخ المعتدل جعلاها تتمتّع كما يُقال بفصلٍ خامس؛ وآثار الماضي ساهمت في شُهرة واحة الرّمل النّاعم هذه. يُمكنكم زيارة القرى السّاحرة التي تتميّز ببيوتها الكلسيّة البيضاء، لكنّ أسواقها وروائحها هي أكثر ما يجذب الزّوّار.  ولا تنسوا زيارة جلالا وهي قريةٌ صغيرةٌ تشتهر بصناعة الفخار، ثمّ قوموا بجولةٍ في ميدون. عطلةٌ تتميّز بالرّاحة والاستجمام أو بالنّشاطات الرّياضيّة، في النّهاية الخيار هو خياركم.
لا بدّ أيضاً من زيارة قرية إرياد أو دجبرهود. إنّه متحفٌ في الهواء الطّلق. موقعٌ يستقطب فنّانين من مختلف أنحاء العالم. فهم يستعرضون مواهبهم على جدران القرية، حيث يمكنكم الاستمتاع بأعمالٍ استثنائيّةٍ تنتمي إلى فنّ الشّوارع. ولقضاء ليلتكم، ستقعون تحت سحر بيت الضّيافة التّقليديّ، ذي التّصميم البسيط، بغرفه المقبّبة الصّغيرة، ومدرّجاته الواقعة على السّطح. سيرافق الهدوء إقامتك، ولكن في ليلة عيد الحبّ أفضل مكانٍ هو مطعم في ميدون. يقدّم هذا المطعم الأطباق اللّذيذة في أجواءٍ رومانسيّةٍ ساحرةٍ تُرافقها الألحان المعزوفة على الكمان. وسيستقبلكم صاحب المطعم بحفاوةٍ ويرحّب بكم ترحيباً حارّاً.

الأردن...دلّلوا أنفسكم

أمّا إن كنتم لا تملكون الوقت الكافي للسّفر إلى الوجهات السّابقة، فيمكنكم زيارة الأردن، وتحديداً البحر الميت. يُمكنكم السّباحة في البحر الميت، أو بوصفٍ أدقّ يمكنكم أن تطفوا على وجه البحر الميت. وحتّى لو كنتم تعلمون ذلك، فسوف ينتابكم الشّك حتّى اللّحظة الأخيرة. عندما تسترخون تماماً ستتفاجأون بقدرتكم على الجلوس على الماء.
تتمتّع مياه البحر الميت بخصائصَ طبّيّةٍ معروفة، لاسيّما حمّامات الطّين التي تُعرف بأنّها تجدّد البشرة وتُعيد شبابها.
دلّلوا أنفسكم في منتجعٍ صحّيٍّ في أحد فنادق المنطقة ذات النّجوم الأربعة أو الخمسة. ستجعلكم هذه الواحة الفاخرة تنسون العالم بأسره. يقع الفندق في أحضان الجبال وهو محاطٌ بالينابيع السّاخنة. هذه الينابيع تُغذّي حمّامات السّباحة و«لسّبا».
في هذا المنتجع أنتم على موعدٍ مع الاسترخاء التّام، لاسيّما من جهة المعاملة التي تشتهر بها هذه السّلسة العالميّة المعروفة. فمنذ لحظة وصولكم ستستمتعون بالأجواء المريحة، والإضاءة الخافتة التي ستكون في استقبالكم، بالإضافة إلى الموادّ الطّبيعيّة التي تُزيّن «السّبا» والضّيافة التي لا مثيل لها. يُمكنكم أيضاً التّوجّه إلى الأحواض للتّمتّع بفوائد الينابيع السّاخنة. أيّاً كان الفندق الذي ستختارونه، فستنعمون بمجموعةٍ واسعةٍ من المرافق التي ستمنحكم ذكرياتٍ لا تنسى.

إنّ الراحة والاستجمام سيُعيدان إلى حبّكما ألقه. فإذا قرّرتم السّفر أو البقاء في لبنان، نأمل أن يحمل لكم هذا اليوم أجمل الأوقات لإضفاء الفرح واللّحظات الممتعة على القلوب التي تسعى دوماً إلى السّعادة والحبّ.

مقالات قد تثير اهتمامك