الهوام أساسي في استمرارية الشخصية الجنسية

نستكمل استعراض الهوام السادي الماسوشي والهوام المثلي. بعد أن عرضنا في المقال المنشور في 29 أيلول/سبتمبر لآلية الهوام الجنسي ووظيفته، وللهوام الثلاثي، تحت عنوان"صوروأفكار خفية تشعل الرغبة واللذة"

الهوامالسادي ـ الماسوشي 

يعتبر الهوام السادي الماسوشي من أهم العناصر التي تلوّن الشخصية الجنسية.

في هذه الحالة نرى أن الرجل (أو المرأة) يحلم بأن يُعذّب شريكه، أو أن يتلقى العذاب والألم من الشريك طلباً للمزيد من الاستمتاع والحصول على أعلى مراتب اللذة الجنسية.

هنا يجب التفريق بين الهوام الجنسي المنجرف نحو شخصية سادية أو ماسوشية شاذة، وبين الهوام الجنسي الذي يبقى في الإطار الطبيعي الفيزيولوجي، ويدغدغ خيال الإنسان بشكل ناعم من وقت لآخر من دون أن ينحرف بالسلوك الجنسي نحو السادية أو الماسوشية الشاذة المرضية والمدمّرة.

في الهوام السادي - الماسوشي، يتمتع الإنسان بقدرة خاصة على تأمّل الألم عند ”ضحيته الجنسية“، وهنا تختلط عليه الأمور وتتداخل فتمحى الحواجز بين اللذة والألم، حتى أننا نرى بعض النساء اللواتي يتمتعن بهذا الهوام، من الممكن أن يعشنه بشخصيتين متداخلتين ومتحركتين بتقطّع متناغم، فتكون المرأة، في الوقت نفسه، الجلاد والضحية.

الهوام المثلي

وهو عند المرأة كما عند الرجل أيضاً. بالنسبة للرجل يحصل الأمر بحيث أنه، وخلال ممارسته الجنس مع زوجته، يتخيّل بأنه يمارسه مع ذكر آخر. ويحصل أمر مشابه (إنما معكوس طبعاً) بالنسبة للمرأة، إذ تتخيّل خلال الممارسة مع زوجها، أنها تمارس مع امرأة أخرى...

وفي بعض الأحيان يكون الهوام المثلي عند المرأة ممزوجاً ومتداخلاً بشيء من العدوانية والسادية، ما يجعلها تتصرّف بقساوة واضحة وبصورة مؤلمة عند الممارسة الجنسية وذلك بالعض والخبش بالأظافر وغيره...

هل يختلف الهوام بين المرأة والرجل

بعض الدراسات الجنسية تقول أن الهوام أكثر انتشاراً

عند الرجل منه عند المرأة. لكن إذا راقبنا الروتين الطبّي الجنسي اليومي، وحلّلنا بشكل دقيق ظروف ودوافع الاستشارات الطبية الجنسية، نجد أن الصورة مختلفة. فالهوام موجود عند المرأة وعند الرجل بالنسبة نفسها تقريباً، لكن شخصية المرأة الخجولة، والضوابط السلوكية عندها، كذلك الضوابط الاجتماعية والعائلية المحيطة بها، تجعلها تخبّئ نوعية هوامها ولا تفشي سرّ خيالها الجنسي أبداً. وهذا ما يفسّر اختلاف النسب الذي تتحدّث عنه الدراسات التي تقول بانتشار الهوام أكثر عند الرجل. أما من ناحية نوعية ومضمون الهوام، فنجد فروقات مهمة وكثيرة بين هوام الرجل وهوام المرأة.

الهوام عند الرجل

ينبع من تخيّل المظهر وتخيّل الأعضاء الجنسية، وفي كثير من الظروف نرى بعض الرجال يحاولون تقليد الهوام في ممارستهم الجنسية، ما يساعدهم على الأداء الجنسي الجيّد، ولا يعطي ردّات فعل سلبية في كل الأحوال. (كما هو الحال عند المرأة). كذلك نرى قسماً من الرجال يطلبون من زوجاتهم تطبيق بعض ما يخطر من خيالهن الجنسي وهوامهن بشكل رمزي، ما يساعد على ممارسة جنسية جيدة من دون أي انعكاسات سلبية.

الهوام عند المرأة

 ينبع من تأثيرات مختلفة:

أولاً: لا توجد علاقة قوية للمظهر أو للأعضاء الجنسية في الهوام عند المرأة.

ثانياً: ثمة عناصر عاطفية عدّة وبعض أحاسيس مرتبطة أو صادرة عن تفاعل مع بعض العناصر الخارجية والظرفية، ومن الممكن أن تكون الأساس للهوام عند المرأة.

وأخيراً إن لتطبيق الهوام فعلياً في عمل جنسي عند المرأة، انعكاسات سلبية وردّات فعل غير محسوبة من الممكن أن تفسد العمل الجنسي برمته.  

مقالات قد تثير اهتمامك