لمى سلام: لا أزال مغرمـة بتمّـام

وَصلنا إلى منزل رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام. الطّريق سالكةٌ أمام المارّة. لا حواجز إسمنتيّة أو حديديّة، ولا سواتر رمليّة. يُرافقنا حارسُ أمنٍ ببذلةٍ رسميّةٍ إلى حيث تنتظرنا السّيّدة لمى سلام، عقيلة رئيس الحكومة.

 يُغريك لطفها وابتسامتها الدّائمة، ما جعلنا نتطفّل ونطلب منها حواراً مطوّلاً نتطرّق فيه إلى بعض جوانب حياتها الزّوجيّة والعائليّة، وجلسة تصويرٍ، قبلت بها نزولاً عند رغبتنا وهي التي لا تربطها علاقةٌ طيّبةٌ بالصّورة. تحدّثت ببساطةٍ وعفويّةٍ عن تمّام السّياسيّ والزّوج والحبيب. شاركتنا أحلامها ومخاوفها ومواقفها كمواطنةٍ لبنانيّة. ولم تبخل علينا بكشف مصدر سرّ أمانها وطمأنينتها، والكثير من الأمور في الحوار الآتي:

نبادرها، غريبٌ أن نمرّ أمام منـزل سياسـيٍّ فـلا تُعيقنا الحواجز والتّدابير الأمنيّة المشدّدة...

 كلّ شخصٍ له ظروفه، وظروف بعض السياسيّين قد تفرض عليهم اتّخاذ احتياطاتٍ أمنيّةٍ تضمن سلامتهم وتحميهم من أيّ خطرٍ وارد، عِلماً أنّ معظمهم لا يكونون مسرورين بذلك.

نشاطات اجتماعيّة

أطلقتِ أخيراً جمعيّة مهرجانات بيروت الدّوليّة. كيف تبلورت الفكرة وما الهدف منها؟

نحن نطمح إلى أن تكون لكلّ منطقةٍ مهرجاناتها التي تعرّف النّاس المناطق كافّة، وتُساهم في إحياء السّياحة في لبنان. «مهرجانات بيروت الدّوليّة» هي جمعيّةٌ تضمّ عدداً من الشخصيّات البارزة، نساءً ورجالاً، قرّر أعضاؤها إطلاق مهرجاناتٍ في بيروت تُظهر أصالتها ووجهها الحيويّ النّابض بالحياة، وتجمع اللّبنانيّين كافّة حولها وفي أنشطتها. نريد من هذه المهرجانات أن تؤدّي دوراً بارزاً في ضخّ الحياة باستمرارٍ في بيروت عن طريق أنشطةٍ عديدةٍ فنّيّةٍ وموسيقيّةٍ وثقافيّةٍ وتكنولوجيّةٍ وتراثيّةٍ شعبيّةٍ ورياضيّة، ستتوزّع على مدار العام في مختلف مناطق بيروت.

طُرح منذ مدّةٍ أنّ لزوجة كلّ رجلٍ سياسيٍّ في لبنان مهرجانها، فهل «مهرجانات بيروت الدّوليّة» انبثقت لأنّه يجب أن يكون لزوجة رئيس الحكومة مهرجانها أيضاً؟

إطلاقاً. الفكرة أساساً أطلقها ثمانية أشخاص، عملوا عليها ثمّ اتّصلوا بي لكيّ أترأّس الجمعيّة الخاصّة بهذه المهرجانات. وافقتُ على ذلك، ما دمتُ قادرةً على القيام بكلّ ما يُساعد البلد على النّهوض وعلى خلق مساحةٍ للفرح والاستمتاع.

وكيف تبلورت فكرة «موعد في السّرايا» الذي تُنظّمينه شهريّاً للبحث في قضيّةٍ معيّنةٍ تُحضّرين لها شخصيّاً؟

عندما عُيّن تمّام رئيساً لمجلس وزراء، فكّرت في مشروعٍ يُعزّز التّواصل بين السّرايا الحكوميّة والمعنيّين بمختلف القضايا الاجتماعيّة والبيئيّة والثّقافيّة، ويتيح للمهتمّين بقضيّةٍ ما مناقشتها في السّرايا والخروج بأفكارٍ مُفيدة. فكان هذا «الموعد في السّرايا»، الذي أعشقه حقّاً على الرّغم من الجهد الذي يتطلّبه منّي.

وعضويّتك في جمعيّة «حماية» التي تُعنى بحماية الأطفال المُعنّفين في لبنان؟

هاجسي الدائم محاربة العُنف ضدّ الأطفال وحمايتهم منه وتخليصهم من آثاره إذا تعرّضوا له. فاخترتُ أن أكون عضوًا في هذه الجمعيّة وحرصتُ على تقديم الخدمات الاجتماعيّة والنّفسيّة للأطفال المعنّفين مجاناً ليستفيد الجميع منها.

لو أعطيتِ صلاحيّة تغيير قضيّةٍ اجتماعيّةٍ محدّدة، ماذا تختارين؟

أعتقد أنّ تطوير أساليب التّعليم في المدارس الرّسمية والخاصّة من أهمّ الأولويّات، وذلك لجهة التركيز على تنمية حسّ البحث والتحليل والجانب الثقافيّ والمواهب التي تُعزّز الإبداع والابتكار. ولا شكّ في أنّ أيّ مشروع لتحسين التعليم يستلزم إشراك المعلّمين في دوراتٍ تدريبيّةٍ متطوّرةٍ  تُساعدهم على التّقدّم الأكاديميّ. وفي رأيي، إنّ التّربية المدنيّة في المدارس هي المادّة الأساس، لأنّه عندما يتربّى الطّفل ويشبّ على حبّ الوطن، ومعرفة حدوده وحدود الآخرين، وما له وما عليه من واجباتٍ وغيرها الكثير من المبادىء والمفاهيم الوطنيّة، فإنّنا نضمن وصول جيلٍ قادرٍ على التّغيير وإحداث فرقٍ واضحٍ في مستقبله ومستقبل بلده.

عن الطلاق والزواج المدني

في حالات الطّلاق، دائماً المرأة والأولاد هم الجهة الأكثر معاناةً لأسبابٍ اجتماعيّةٍ تختلف من حالةٍ إلى أخرى. السّيّدة لمى سلام، هل عانت من الطّلاق وكيف واجهت تبعاته؟

أعتقد أنّ الطّلاق يعني المرأة وحدها لا المجتمع، وما دام قرار الانفصال قد اتُّخذ بعد فشل كلّ محاولات إصلاح العلاقة بين الشريكيْن، فمن الأفضل ألاّ يترافق هذا القرار مع أيّ تشنّجاتٍ بينهما. مع ذلك، إنّ المعاناة الأساس هي تفكّك العائلة وعدم اجتماعها تحت سقفٍ واحدٍ، وهذا يترك من دون شكٍّ آثاراً نفسيّة في الأطفال بخاصّة، حتّى لو حصل الطلاق بهدوء. لكن هذه الآثار تستلزم وقتاً للتخلّص منها على الرّغم من بذلنا الجهد لتطمين أطفالنا أنّ منزلتهم لا تزال كما هي عند والدَيهم وأنّ لا علاقة لهم نهائيّاً بقرار الانفصال.

وما كانت ردّة فعلك عندما أخبرك ابنك نيّته بالزّواج من أجنبيّة، ونحن نعلم تبعات هذا الزّواج إذا حصلت خلافاتٌ زوجيّةٌ ووصلت إلى الطّلاق؟

فوجئت للوهلة الأولى، لأنّ الزّواج عادةً من شخصٍ ينتمي إلى بيئةٍ مختلفةٍ عنه قد يواجه الكثير من الصعوبات والمطبّات، فكيف الزّواج من أجنبيّ (أو أجنبيّة) ترعرع في بيئةٍ تختلف كلّيّاً عن بيئتنا الشّرقية؟! فمن دون شكٍّ سوف تكون الصّعوبات أكثر. كأهلٍ دورنا يقتصر على إسداء النّصيحة لأبنائنا والتنبيه من العقبات التي قد تُحيط بمثل هذا الزّواج، وطبعاً يعود القرار النّهائيّ لهم، فهذه حياتهم وليست حياتنا. وألفتُ إلى أنّ شباب اليوم يختلف عن سلفه، فهو بات يتزوّج في عمر النّضوج ويأخذ وقتاً في تعرّف شريكه قبل اتّخاذ قرار الزّواج، لذلك بعد تفكيرٍ، وافقت على قرار ابني في الزّواج من أجنبيّةٍ وبخاصّةٍ بعد أن تعرّفت إليها.

والزّواج المدنيّ؟

لن أغوص كثيراً في هذا الموضوع، بل أكتفي بضرورة إيجاد حلٍّ لأولئك الشّباب الذين يسافرون لأجل الزّواج مدنيّاً، ثم تعترف الدّولة اللّبنانيّة لاحقاً بزواجهم رسميّاً على أراضيها!

إعلامُنا وإعلاميّاتنا

أساساً، هناك الكثير من القوانين التي ننتظر إقرارها من دون ثغراتٍ كقانون حماية المرأة من العنف الزّوجيّ، فطلب المرأة الطّلاق بنفسها لا يزال صعب المنال، وهو ما يعرّضها للمزيد من العنف. كيف كنتِ تُتابعين حالات تعنيف المرأة إلى حدّ التّسبّب بموتها؟

مهما كان سبب الشّجار أو الخلافات بينهما، حتّى لو كانت الزوجة هي «السّيّئة» أو المُخطئة، يجب ألاّ يرفع الزوج يدَه في وجهها. فإذا لم يعد يتحمّل العيش معها فليتركها في سبيلها، إذْ لا شيء يُبرّر عُنفه المشين بحقّها.

وما رأيك بالإعلام ودوره في نقل مشاهد العُنف كما هي من دون احترام خصوصيّات المعنيّين أو عين المشاهد؟

أحترم جدّاً الإعلام، وأقدّر جهود الإعلاميّين لنقل الحدث وبخاصّةٍ في أماكن النّزاعات والحروب، إلاّ أنّ لي مأخذاً على كيفيّة نقل بعضهم الخبر، فالإعلام الغربيّ يكتفي بنقل الخبر فقط لإعلام المشاهد بما يجري، أمّا بعض إعلامنا فيصوّر للأسف تفاصيله المؤذية للعين والأذن والعقل والنّفس البشريّة من دون أن تقّدم أيّ معلومةٍ مفيدة، ولا يُعير المسائل الإنسانيّة أيّ اعتبار، فلا يحترم مثلاً خصوصيّة ذوي المغدور به أو المتّهم أو المصاب، من أجل تحقيق سبقٍ صحفيٍّ (Scoop) فقط يوفّر الشّهرة للإعلاميّ ووسيلته الإعلاميّة. أدعو كلّ إعلاميٍّ أن يراقب أفعاله ويضع مصلحة المشاهد فوق مصلحته في «السّكوبات» الإعلاميّة، فنحن كلبنانيّين لسنا بحاجةٍ إلى المزيد من التّوتّر والأسى، تكفينا الهموم التي نعيشها بسبب قلّة الاستقرار وعدم الأمان.

وظاهرة إعلاميّات الشّكل التي تطغى على معظم الشّاشات؟

لكلٍّ حريّته في اختيار الصّورة التي يرغب في إبرازها، وعلينا احترام خياره مهما كان. لكن هناك ما يُسمّى بـ Dress Code، أيْ اللّباس المناسب في المكان المناسب.

دور إنسانيّ والفانوس السحريّ

يقول بعض النّاس إنّ المرأة نالت حقوقها كافّةً، فما رأيك؟

ممّا لا شكّ فيه أنّها نالت العديد من حقوقها، ولها دورها اجتماعيّاً واقتصاديّاً وقد استطاعت أن تحقّق الرّيادة في الأعمال، إلاّ أنّ دورها في السّياسة شبه غائب، وهذا ما نحتاج إلى تفعيله وتعزيزه، وإذا تحقّق ذلك فإنّ الكثير من الأمور ستتغيّر نحو الأحسن على هذا الصّعيد.

وحضرتك، ما هي الإنجازات التي تسعَين إلى تحقيقها كامرأة؟

ما من أمرٍ محدّد، لكنْ لديّ أمنيةٌ أتمنّى يوماً أن أحقّقها وهي توفير بيوت راحةٍ للمسنّين تُحاكي مستوى بيوت الرّاحة الموجودة في الدّول المتطوّرة. فمع تزايد ضغوط الحياة وما تفرضه من ضرورة عمل الشّريكين لتوفير المعيشة، واضطرار الأبناء إلى العمل خارج البلد، يدفع الأهل بعد أن يتقدّم بهم العمر وحدهم الفاتورة الأقسى.  لذا إنّ بيوت الرّاحة هذه توفّر لهم حياةً كريمةً وشاملة، من اهتمامٍ ورعايةٍ طبّيّةٍ واجتماعيّةٍ وترفيهيّة... فيا ليت الفانوس السّحريّ حقيقةٌ لكنت طلبتُ منه تحقيق هذه الأمنية لي. على كلّ حال، هذا الأمر يجب أن يكون من أولويّات عمل السّلطتيْن الإشتراعيّة والتنفيذيّة، بتحسين قوانين ضمان الشيخوخة، وتعزيز مشاريع الرعاية الإجتماعيّة وخصوصاً للمسنّين، ولكن، للأسف، العمل الحكوميّ والنيابيّ معطّل و«مشلول» بسبب الوضع غير الطبيعي الذي يعيشه البلد، وبسبب شغور منصب رئاسة الجمهوريّة.

نلاحظ دوراً إنسانيّاً يطغى على حياتك...

يعود هذا الدّور الإنساني البارز في نشاطاتي إلى تربيتي، وإلى الأجواء الإنسانيّة التي سادت في منزلنا، حيث كان الهمّ الأكبر في العائلة هو الاهتمام بالآخر. ولا تزال تعلق في ذاكرتي تعابيرُ وجه والدي، الطّبيب النّسائيّ، العاطفيّة تجاه المرضى، وحبّه  للعطاء وتقديم المساعدة من دون مقابلٍ حين لا تتوفّر الإمكانات لدى المريض.

في الحياة الخاصّة

كيف تدعمين زوجك؟

أدعمه بوقوفي إلى جانبه، أيْ أقدّر ظروف عمله التي تفرض عليه مسؤوليّاتٍ جمّة تشغله معظم الوقت، فأوفّر له كلّ سبل الرّاحة التي تُمكّنه من التّركيز على مسؤوليّاته كرئيس مجلس وزراء.

إلى أيّ مدى تغيّرت حياتكما بعد أن عُيّن رئيساً للحكومة؟

لطالما كانت متابعة الشّأن العام جزءاً لا يتجزّأ من حياة تمّام قبل أن يُصبح رئيساً لمجلس الوزراء، فهو ابن بيتٍ سياسيٍّ عريقٍ تربّى على عشق الوطن والاهتمام بشؤونه كافّة، ولكنّ ظروف البلد الصّعبة جدّاً حاليّاً زادت من مسؤوليّاته وسرقته حتّى من نفسه. فمنذ تولّيه رئاسة مجلس الوزراء انعدمت حياتنا الاجتماعيّة الخاصّة، وليس لديّ أيّ مشكلة في ذلك حقّاً إذا كان المقابل هو خدمة الوطن والشعب.

إذاً، ضغط عمله يؤثّر في علاقتكما كزوجَين، فكيف تتخطّين ذلك؟

حياة زوجي غير طبيعيّةٍ بسبب الظّروف السّياسيّة غير الطّبيعيّة في لبنان، فهو رئيس حكومةٍ في بلدٍ تخلو فيه سدّة الرّئاسة من رئيس، بالإضافة إلى الظّروف الصّعبة والمشاكل التي يواجهها لبنان من النّواحي كافّة. يعني ليس من المنطقيّ أن أطلب منه حياةً طبيعيّةً كأيّ زوجَين عاديَّين. وعندما أفكّر فيه وفي حجم المسؤوليّة التي يتولاّها وخطورتها أجد نفسي مجبرةً على عدم زيادة همومه وإزعاجه بالتّأفّف من غيابه، فأشغل نفسي بالعمل والأحفاد.

لفظ كلمة أحفاد فقط جعل عينَيك تشعّان فرحاً، فماذا عنهم؟

لدينا ثمانية أحفاد. حفيدان لأحد ولدَيّ من زواجي الأوّل، وستّة أحفادٍ من ولدَين لتمّام من أصل ثلاثة من زواجه الأوّل أيضاً. هم رائعون جدّاً عندما يتجمعون معاً. في عيد الفطر سافرنا جميعاً إلى تركيّا مدّة يومَين، وكانت رحلة العمر كما يُقال. أحفادي هم عشقي ومُتعتي.

هل هناك أيّ ميولٍ سياسيّةٍ عند أيٍّ من الأبناء؟

حتّى الآن لا.

عن تمّام الزوج ولإنسان

إلى أين يلجأ الرّئيس سلام للتّرفيه عن نفسه بعد ضغوط العمل السّياسيّ المُضنية؟

إلى المطالعة والبحر الذي يعشقه ويتحيّن الفرصة لقصده، وعندما يختار وجهةً للسّفر ولو مدّة 48 ساعةً فقط فتكون الوجهة بحريّة.

ألا يتحاور معك الرّئيس سلام كزوجٍ في الشّؤون السّياسيّة؟

(تضحك) أحيانا لكثرة انشغاله وندرة لقاءاتنا أكتب له على الورقة ما أريده منه. هذا بالإضافة إلى أنّي لا أتدخّل في الشّؤون السّياسيّة لأنّي بعيدةٌ عنها، فلم أتحدّر من عائلةٍ سياسيّةٍ كزوجي. أتابع الأحوال السّياسيّة بقراءة الجرائد طبعاً وسماع نشرات الأخبار، وأعطي رأيي بما يحدث كمواطنةٍ عاديّةٍ فقط.

هل استشارك في احتمال اتّخاذه قراراً بالاستقالة؟

بطبيعة الحال، أخبرني قبل أيّ أحد عن تفكيره في الاستقالة، ولكنّه لم يسألني رأيي طبعاً.

وما كان موقفك من قراره؟

أنا معه في كلّ قرارٍ يتّخذه وثقتي به عمياء.

ألا تناقشينه في أيّ قرار، وفي مثل قرارٍ مصيريٍّ كهذا؟!

لا، لأنّني أعرف أنّ تمّام لا يتهوّر في اتّخاذه أيَّ قرارٍ بل يدرسه جيّداً جدّاً ويأخذ وقته في ذلك، فهو شخصٌ صبور، غير انفعاليّ، ومتريّثٌ جدّاً في تفكيره. لذا أنا معجبةٌ به ليس فقط كزوجٍ بل كمسؤولٍ أيضاً.

ماذا تحبّين أيضاً في تمّام الزّوج والإنسان؟

أنا معجبةٌ جدّاً بصبره وإنسانيّته. وبقلبه وأخلاقه أيضاً، فهو كريم النّفس كثيراً، لا يعرف الحقد أبداً. أعشق فيه وطنيّته، فقد تشرّب حبّ الوطن والإخلاص له منذ الصّغر من والده وتربّى على أنّ لبنان واحدٌ للجميع وآمن بذلك. وهناك ميزةٌ مهمّةٌ في شخصيّة تمّام، وهي مناصرته المرأة واحتلالها مكانةً مهمّةً عنده، فبالنّسبة إليه المرأة الأمّ والزّوجة تأتي قبل أيّ أحد، ولها الأولويّة في كلّ شيء. وبالمناسبة لقد تعلّمتُ منه الكثير والكثير جدّاً.

هل لكِ أن تحكي لنا موقفاً فعله الرّئيس تمّام تجاهكِ ربّما، يعكس شخصيّته؟

منذ عشر سنوات، عندما كنت قد بلغت الـ 45 من العمر، قرّرت دراسة اختصاصٍ ثانٍ في فرنسا، فشجّعني كثيراً على فعل ذلك وساعدني ووقف إلى جانبي حتّى نلت الشّهادة. كان دائما يردّد أمام ضغط الواجبات والشّؤون العائليّة «شهادة لمى أهم». كنت أسافر إلى الجامعة 3 مرّاتٍ في السّنة وكان يأبى إلاّ أن يرافقني بنفسه. كان يلغي الكثير من الأعمال والواجبات العائليّة ليكون إلى جانبي في تلك المرحلة. وعندما أخبرته أنّني نجحت سبقته دمعة الفرح، وأظنّ أن نجاحي أفرحه كثيراً. وهذا ما لن أنساه أبداً.

غوص في المشاعر

النّساء عادةً تتحفّظ في قول عمرها، وأنت؟

لا مشكلة عندي مع العمر أبداً. وهذا اكتسبه من تمّام، «فما شاء الله» هو يبلغ السّبعين من العمر ولا يزال يتمتّع بروح الشّباب. فالعمر بالنّسبة إليه روحٌ وطريقة تصرّفٍ وليس أرقاماً.

ما هي مخاوفك؟

مخاوفي هي مخاوف أيّ مواطنٍ لبنانيٍّ يعيش في بلدٍ غير مستقرّ، وهذا سببٌ أساسيٌّ لعدم تقدّمنا وتطوّرنا وهجرة شبابنا للأسف.

ألا تخافين شيئاً آخر، الموت مثلاً؟

لا أعترض على كلّ ما كتبه الله لنا، ولكنّني أدعوه دائماً ما دمت على قيد الحياة، أن يمنحني الصّحّة والعافية.

كلّ إنسانٍ منّا يمرّ بمشاعرَ قلقٍ وعدم أمان، فمن أو ما هو ملجأكِ؟

تمّام أهمّ ملجأ في حياتي. تدمع عيناها، ثمّ تُضيف: أحسّ بالأمان والطّمأنينة عندما يكون إلى جانبي.

تتحدّثين عن الرّئيس بكثيرٍ من الحبّ والحنان...

طبعاً، فأنا لا أزال مغرمةً به.

متى بدأ هذا الغرام؟

«من زمان كتير». بالمناسبة، أنا أعرف تمّام منذ كان عمري خمس سنواتٍ عن طريق علاقاتٍ عائليّة.

تواصل اجتماعي...

ماذا عن علاقتك بوسائل التّواصل الاجتماعيّ؟

حتّى الآن لا أمتلك حساباً خاصّاً في إحدى هذه الوسائل، ولكنّي أدرك أهمّيّتها في تعزيز حقّ الناس في التعبير عن آرائهم وإحداث الكثير من التّغييرات والإيجابيّة، بالإضافة إلى نقلها الأحداث العالميّة بسرعةٍ قياسيّة.

والفنّ التّشكيليّ الذي يحتلّ جزءاً من ديكور هذا المنزل العريق؟

ألتقي أنا وتمّام على حبّ هذا الفنّ الذي زاد تمّام معرفتي به، ومنذ أكثر من عشرين عاماً نعمل على جمع لوحاتٍ ننتقيها بتأنٍّ، ربّما عددها ليس كبيراً ولكنّها تعني لنا الكثير.

هذا المنزل بُني منذ العام 1820، فإلى أيّ مدى تعني لك الأبنية الأثريّة؟

لكلّ بناءٍ تاريخه، ولكلّ بابٍ قصّته... هذه الأبنية تحكي تاريخ لبنان، كهذا المنزل الذي يعود إلى جدّ زوجي (سليم علي سلام) وهو من الوجوه السّياسية الوطنيّة والإسلاميّة، الذي لا نزال نحتفظ بتصميمه وببعض القطع العربيّة التي تمنحه هذا الطّابع التّاريخيّ. أنا مع المحافظة على الأبنية الأثريّة ولكن مع إعطاء كلّ صاحب بناءٍ حقّة.

مقالات قد تثير اهتمامك