رسالة من مغتصَبة إلى المعتدي عليها

اغتصبها أوستن جيمس ويلكرسون، وهو طالب سابق في جامعة كولورادو، فكتبت المرأة الشابة رسالة تروي فيها الصدمة التي تعيشها حالياً.

في 17 آذار/مارس 2014، كان عيد "السان باتريك" وفيه تقام احتفالات وسهرات، اغتصب أوستن جيمس ويلكرسون طالبة في جامعة كولورادو (الولايات المتحدة الأميركية)، بينما كانت في حالة سكر ولاوعي،. حكم على الشاب ابن الـ 22 عاماً بسبب هذا الاعتداء الجنسي في 10 آب/ أغسطس 2016، وكان الحكم مخففاً: اختار باتريك بتلر القاضي تجنيب المعتدي السجن، وعوضاً عن ذلك أرسله للمكوث في مركز احتجاز حيث يمكنه الدراسة والعمل. يوضح القرار مرة أخرى وباء الاغتصاب الذي يضرب الجامعات في الولايات المتحدة والإفلات من العقاب النسبي الذي يواجه به المرتكبون.

قبل صدور الحكم قررت ضحية أوستن جيمس ويلكرسون أن تحذو حذو الكثيرات من النساء الشجاعات الأخريات، فوجهت رسالة إلى المحكمة. وجهتها عبر عدد من وسائل الاعلام  شرط عدم الكشف عن هويتها، وعبرت فيها عن الصدمة التي تعيشها  "ليس هنالك من حديث من البداية سوى عن المغتصب. أما أنا الضحية، فقد دُمرت حياتي من كل النواحي الاجتماعية والنفسية والأكاديمية والمالية (...) لم اعد أذهب إلى مباريات كرة القدم، ولم أعد اشرب الكحول في السهرات، ولم أعد أخرج من البيت. أنا خائفة جداً، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنني مرعوبة من فكرة عيش مواقف تذكرني بالاعتداء الذي تعرضت إليه"، وكتبت: "في عيد ميلادي الحادي والعشرين، وعوض أن اتمتع بحفل مسل قلت الجميع أنني لا استطيع الخروج لأن لدي عمل كثير. في الواقع، لقد خشيت أصدقاء أصدقائي لأن المغتصب كان من أصدقاء أصدقائي".

وتحدثت أيضاً إلى أنه قد تم التعامل معها في المحكمة كأنها مذنبة: "وبعد أن انفجرت في البكاء وتعرضت للإذلال، سالني أحد أعضاء لجنة التحكيم بوقاحة: "لماذا لم تقولي لا." والسؤال الحقيقي هو: لماذا لم يطلب موافقتي؟ " كلمات موجعة كتبتها المعتدى عليها ولكن ذلك لم يكن كافياً لإقناع المحكمة. متى يعتدل ميزان العدالة في قضايا الاغتصاب؟ ومتى يتوقف اتهام الضحية قبل المعتدي؟

 

الصورة  جامعة كولورادو  © Andrew Burton/AFP

مقالات قد تثير اهتمامك