عمران دقنيش: الطفل الذي بقي صامتا!

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم بفيديو مصور للطفل السوري عمران دقنيش، البالغ من العمر خمس سنوات، وهو جالس في مقعد في سيارة إسعاف ووجهه ملطخ ببقع الدم والغبار وشعره المنسدل على جبينه وفي عينيه شيء من الذهول والدهشة.

أكثر من خمس سنوات والحرب في سوريا تشتعل وتستهدف معها أطفالاً ونساء ورجالاً لا ذنب لهم. الطفل عمران تمّ سحبه من مبنى في مدينة حلب وهو تحت الأنقاض وكان واحداً من خمسة أطفال جرحى في مستشفى حلب أصيبوا بجروح اثر هجوم على حي قاطرجي في المدينة.

هكذا أحداث ليست غريبة على الاوضاع في سوريا، تماماً كما صور الأطفال الممزقين أشلاء والذين قتلوا في الصراع. منذ أشهر هزت العالم صورة الطفل السوري إيلان كردي الذي قضى غرقاً، وطافت جثته الصغيرة على احد شواطىء جنوب تركيا، وكان مع عائلته يحاول الهرب من دمار الحجر والنفوس في موطنه. 

اليوم صرخة من نوع آخر، وجه جديد لحرب لا تزال مستمرة. ذهول ذاك الطفل والسكوت الذي كان يرافقه كان مدويا وأعمق بكثير من الكلام أو البكاء أو أي نوع آخر من أنواع التعبير.

فضّل الصمت على البكاء. فدخل صمته البيوت والأحياء والعالم أجمع ليشهد أن هذا الطفل الذي حرم من أبسط حقوقه، يعلنها اليوم ثورة صامتة من أجل الانسانية أولاً وسوريا المنكوبة ثانياً. فإلى متى سيستمر هذا الصراع؟

مقالات قد تثير اهتمامك