فنّانون لبنانيون وسوريون يروون الطفولة في الحرب في "بيت بيروت"

أطلقت منظّمة الامم التّحدة للطفولة (يونيسف) أمس الثلاثاء بحضور عدد كبير من السفراء وممثّلي منظّمات الأمم المتّحدة والرسميين والصحافيين والفنّانين والمجتمع المدني، معرضاً فنّيا بعنوان "حنين"، يُبرز آثار الحروب على الطفولة. يُقام المعرض في مبنى "بيت بيروت" التاريخي الذي شهدت جدرانه على ثلاثة حروب مؤلمة  منذ تشييده قبل 93 عاماً، ويتضمّن المعرض لوحات ورسومات ومنحوتات ومؤلّفات موسيقية لفنّانين لبنانيّين وسوريّين، إختبر العديد منهم الحياة في ظلّ الحرب. وقد إستند الفناّنون في أعمالهم على قصائد وكتابات لأطفال سوريين لاجئين في لبنان.

جيلان مختلفان وجنسيّتان مختلفتان، يتكلّمان بصوتٍ واحد في هذا المعلم التاريخي لبيروت، يتقاسمان تجربة معاناة واحدة، لطفولة عاشت بشاعة وظلم الحرب، ويردّدان صدى ذكرياتها الجماعية في حاضرها وماضيها وبعدها الجغرافي. إن تأثير الحرب على الطفولة هو نفسه في جميع أنحاء العالم؛ فعندما يُقصف منزل إنسان، وعندما يتحولّ ملعب طفل إلى حاجزٍ عسكري، وعندما يُفقد أحد أفراد الأسرة؛ تكون مشاعر الخسارة والمعاناة واحدة. في هذا المعرض، ينضمّ الفنانون والموسيقيون اللبنانيون إلى الفنّانين والأطفال السوريين في التأمّل بآثار الحرب على الطفولة وتحويلها إلى أعمال فنّية بصرية وسمعية.

"ما من مكانٍ أفضل من "بيت بيروت" لاستضافة هذا المشروع؛  إذ أنه مبنى ذو رمزيّة تاريخية لّلبنانيين، ومكانا مثالياً لإيصال صدى الرسالة التي نريد نقلها: في زمن الحرب، الطفل هو طفل، بغض النظر عن جنسيته" تقول السيّدة تانيا شابويزا، ممثّلة اليونيسف في لبنان. وتضيف " كل الأطفال يعانون من الحرب بالطريقة نفسها، سواء كانوا لبنانيين أو سوريّين. هذا هو السبب الذي دفعنا الى إختيار فنّانين، عاش العديد منهم إختباراً مباشراً مع الحرب ، لتجسيد كلمات أطفال، يعيشون في تمام هذه اللحظة ، تداعيات الحرب الدائرة. والأهم أننا فعلنا ذلك، لأنه في مثل هذه الأوقات تحديداً عندما تكون التوترات عالية، يدفعنا إلتزامنا الأخلاقي الى الدعوة للإتحاد والتركيز على ما يجمعنا من الأمور بدل ممّا يفرّقنا".

إستغرق تحضير معرض وكتاب "حنين" أكثر من عامٍ كامل و سوف يجول هذا المشروع في عدد من مكاتب اليونيسف حول العالم فور إختتام العرض في بيروت.

"بالنسبة إلى يلو ستوديو، المسؤول عن تنظيم وإدارة المعرض - كان هذا المشروع واحداً من أكثر مشاريعنا جذباً وقيمة معنوية على الإطلاق، رسالته الأساسية والملائمة للوقت الآني هي إعادة التذكير بما يهمّنا حقاً.  إن مشروع "حنين" كان مصدرا مستمرا للإعجاب والذهول بصمود شباب محبطين، يحلمون بعيونٍ واسعة بغدٍ أفضل" بحسب شادي عون، مدير يلو ستوديو.

"إن القصائد ال39، التى شكلّت إلهاماً للفنّانين، كُتبت في العام 2016 من قبل أطفال سوريين شاركوا بأنشطة نادي الصحافة الذي تديره منظمة "بيوند" غير الحكومية. وتتكلّم تلك القصائد عن الخسارة، الماضي والمستقبل، الحرب والسلام؛ و قد كانت جميع المصطلحات فيها مألوفة جدا للفنانين الذين كُلّفوا تفسير القصائد من خلال الفن. فبطريقة ما، كان الشعر دعوة للفنّانين إلى التفكير بتأثير الحرب عليهم عندما كانوا أطفالاً وحتّى يومهم هذا.

يشرح جوزيف عوض، المدير العام لجمعية بيوند أنّ " نادي الصحافة الذي تم إنشاؤه في عام 2016 أعطى الأطفال السوريين اللاجئين مساحة للتعبير عن الذات. لقد كان لهذا المشروع، دون أدنى شك، تأثير إيجابي على دعمهم النفسي، وخلق الثقة والنضج، من خلال منحهم مساحة للتعبير بحرية عن أفكارهم ومخاوفهم حول مواضيع حساسة ".

في قصيدتها "الطفولة"، تكتب عائشة (13 عاما): "نعم، نحن أطفال، لكنّنا حملنا هموماً كالكبار". وفيما يتعلق بمسألة الهوية، يكتب موسى نوح الرزاق (10 سنوات) في قصيدته "بلا عنوان": "أنا إسمي موسى؟ لماذا ينادونني لاجئاً؟"

يفتح بيت بيروت أبوابه للعموم يومياً من 21 شباط 2018 الى 4 آذار 2018 من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى السادسة مساءً

 

مقالات قد تثير اهتمامك