زوجي يحبّ الأفـلام الإباحيّة فمـا العمـل؟

زوجي يحبّ الأفـلام الإباحيّة فمـا العمـل؟

في أيّامنا هذه، تتواجد الإباحيّة في أيّ مكان وهي بمتناول الجميع. لا حدود لها ولا عوائق. حتّى أنّها تتسرّب إلى السرير الزوجيّ. إلاّ أنّ مُشاهدة الزوجيْن فيلم إباحيّ قد تبدو فكرة مُخيفة إذْ قد تؤدّي إلى نوعٍ من عدم الاستقرار بخاصّة... فحذار من التلاعب الخاطئ.

هل هو منحرف أم أنا المعقّدة؟

«لطالما عرفت أنّ زوجي يحبّ مشاهدة الأفلام الإباحيّة، لأنّني قبل زواجنا وجدتُ على جهاز الكمبيوتر الخاص به عنواناً واضحاً عن ذلك بين مواقع الإنترنت التي يتصفّحها»، تقول جويل (32 عاماً) مُستطردةً: «هو لم يخفِ ذلك قط. عندما كان طالباً، كان يُعلّق صورة للممثّلة كلارا مورغان في غرفته وكان يفتخر بذلك! وبكلّ سذاجة ظننت أنّني سأستطيع إرضاءه جنسيّاً مع الوقت والخبرة. إلاّ أنّه منذ فترةٍ قصيرة، أرسل لي بواسطة البريد الإلكتروني مقالة تتحدّث عن استطلاعٍ للرأي أُجري حديثاً في فرنسا، يُظهر زيادة استهلاك النساء للأفلام الإباحيّة! ويُحاول هذا المقال أن يثبت أنّ مشاهدة الزوجيْن للأفلام الإباحيّة مفيد ويؤدّي إلى تحسين علاقتهما الجنسيّة. في البدء، ظننتُ أنّه يُمازحني واكتفيت بالإجابة بـ «سمايلي فايس» (صورة الوجه الضحوك). لكنْ بعد أيّامٍ قليلة، عاد وأثار الموضوع وطلب منّي من خلال رسالة على الـ «واتس أب» أنّه أختار فيلماً «ساخناً» لمشاهدته عند المساء.ولحُسن الحظّ تعطّلت سيارته تلك الليلة، وتجنبّنا الموضوع. ولكنّني لا أفكر إلاّ في ذلك منذ هذه الحادثة. أسئلة كثيرة تدور في رأسي. هل هو غير راضٍ معي جنسيّاً؟ ألا أجذبه؟ هل أنا فاشلة في السرير؟ هل هو منحرف أم أنا المعقّدة؟ هل عليّ أن أختبر هذا الأمر؟ لا أعرف ما العمل؟».

مخاوف مفهومة...

عزيزتي جويل،
إنّ مخاوفك مفهومة كليّاً. فالإباحيّة ما تزال موضوع جدل بالرغم من انتشارها في حياتنا اليوميّة.  وبالفعل إنّ رجلاً واحداً من بين اثنيْن، يُشاهد باستمرار أفلاماً إباحيّة مصنّفة ( X)، ولاسيّما ما بين عمر الـ 25 و49 سنة. وفضلاً عن ذلك، صحيح أنّ النساء لم يعدنَ بعيدات عن هذا الموضوع، بحيث إنّه وفقاً لهذه الدراسة عن سياق الحياة الجنسيّة في فرنسا سنة 2006، تلجأ امرأة واحدة من بين خمسة إلى هذه التسلية البسيطة. إلاّ أنّ الرجال غالباً ما يشاهدون فيلماً إباحيّاً وحدهم ويمارسونَ الاستمناء، بينما تجد النساء مبرّراً أكثر لذلك مع شريكهنّ الجنسيّ.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأرقام المذكورة في الدراسة التي أرسلها إليك زوجك بواسطة البريد الإلكتروني، هي منحازة على الأرجح، لأنّ هذه الدراسة أجرتها مجموعة «مارك دورسيل» وهي الرائدة في إنتاج الأفلام الإباحيّة في فرنسا.

هي ليست انحرافاً

لكن كيف تفسر هذه التصرّفات؟ هل هي علامة انحراف؟ وهل تؤدّي إلى إدمان؟
إنّ الرجال يحبّون الإباحيّة بخاصّة،  أوّلاً لأنّ «النظر» أهمّ بالنسبة إلى الرجال ممّا هو بالنسبة إلى النساء. فالرجل يتأثّر بالمشاهد الصوريّة أكثر بكثير من المرأة التي تتأثّر أكثر منه بالجوّ والكلمات. ممّا يُفسّر ظهور أسلوب جديد من الأفلام الإباحيّة تحوي سيناريو أكثر وموجّهة إلى المجتمع النسائيّ.
ومن ناحيةٍ أخرى، من خلال الجمع بين الأفلام الإباحيّة والاستمناء، يتحرّر الرجال من قلق الأداء الجيّد ويُركّزون على الحصول على لذّةٍ سريعةٍ تسمح لهم بالاسترخاء والتخلّص من التشنّج. وتوحي الإباحيّة للرجال بأنّهم يستطيعون تحقيق بعض الاستيهامات الممنوعة وتسمح لهم بهذه الطريقة بالهروب إلى عالمٍ حيث النساء أدوات جنسيّة والرجال رجال متفوّقون.لهذه الأسباب كلّها، إنّ تصرّف زوجك لا يحطّ من قيمة مشاعره نحوك ولا انجذابه إليكِ. ومن جهةٍ أخرى، إنّ حبّ مشاهدة الأفلام الإباحيّة ليس انحرافاً.
إلاّ أنّ الإدمان على الصور الإباحيّة ممكن. فهناك 7 من أصل 10 مستخدمين للإنترنت، يكونون مدمنين على المواقع ذات الطابع الجنسيّ، وتظهر الحالة المرضيّة بخاصّةٍ عندما لا يعود مُمكناً بالنسبة إلى مستهلك الأفلام الإباحيّة الشعور باللّذة إلاّ من خلال هذه الوسيلة.

صارحيه بمخاوفك

بعد توضيح الأمور، هل يجب إذاً خوض هذه التجربة؟
هنا أيضاً، الموضوع هو سيف ذو حدّين. قد تؤدّي مشاهدة الزوجيْن معاً لأفلام إباحيّة إلى تسهيل الأمور وإطلاق الرغبة، لكنّها تتضمّن بعض الخطورة كخيبة الأمل وتوقّعات لا تتناسب مع الواقع. كما أنّ بعض الدراسات تُظهر أنّ ممارسات كهذه تُطفئ الرغبة بدلاً من أن تأجّجها.
أيّتها العزيزة جويل، عليك أيضاً أن تكوني صريحة مع زوجك عوضاً من أن تدور في رأسك كلّ هذه التساؤلات والشكوك. صارحيه بمخاوفك وقلقك. استمعي إلى وجهة نظره. القليل من الحيويّة، كمشاهدة فيلم من وقتٍ إلى آخر، قد يكون مُفيداً، إذا ساعد على تنشيط الخيال وأضفى بعض التغيير على حياةٍ جنسيّةٍ هادئة جدّاً.

لا للتقليد

المحاولة تنجح إذا لم تتحوّل إلى إدمان لدى الشريكيْن. ولتجنّب الوقوع في الانحراف، لا بدّ من أن نبقى واقعيّين من دون الامتناع عن الحلم.

يجب أن تتجنّبي كليّاً:

  • مقارنة نفسك بالممثّلات: لا يمكنك أبداً أن تشبهيها. ولا تنسي أن مهنتهنّ هي تمثيل أفلام إباحيّة... ولا جدوى إذاً من أن تشكّي في قدراتك.
  • التعليق على الفيلم مباشرةً: لأنّ سخافة السيناريو ستظهر كليّاً وتمنع أيّ احتمال للإثارة.
  • التقليد: يجب الامتناع كليّاً عن القيام بالوضعيّات التقنيّة إلى حدٍّ ما، التي يقوم بها الممثّلون المتخصّصون... الفيلم هو وسيلة للإثارة وليس نموذجاً للاتّباع.
  • التسوية الجيدة (الاعتدال): اختاري البُعُد: استخدما الفيلم لخلق جوٍّ للإثارة من دون التركيز على الصور والمشاهد.

مقالات قد تثير اهتمامك