النساء.. وولع تجميل الأعضاء الحميمية!

النساء.. وولع تجميل الأعضاء الحميمية!

تجميل الأعضاء الحميمة ولعٌ ظهر حديثاً. ويبدو أنّه صار مطلباً أكثر تداولاً داخل الاستشارات الطبيَّة النسائيّة. وهذا الاهتمام المتصاعد ناتج عن تزايد المطالب. بدايةً، حدث ذلك مع البحث عن شكلٍ جماليّ صَرِف، باعثُه تعميم إزالة شعر العانة وتقليص حجم المايوه إلى حدّه الأقصى مما أدّى إلى هذه الانهماك النسائي المتعاظم بمظهر الفرج. تَبع ذلك عدم الارتياح في الجُماع المسبّب للألم والمشوش للعلاقات الغرامية، والمُثير للاضطراب في حياة النساء الحميمة. أخيراً، البحث عن لذّةٍ تُغذّيها الأوهام الخرافيّة عن إمكان بلوغ اللّذة القصوى الانخطافيّة (النيرفانا).

معايير الجمال المصنّفة "X"

بما أنّ الدراسات المقارنة في هذا المجال تبدو قليلة حتّى الساعة، فضَّل الرجال والنساء صوراً تبثّها وسائل الإعلام والأفلام البورنوغرافيّة. الصورة المثاليّة للفرج يجب أن تكون متميّزة: رأس فاحش من دون شعر مع شفرتيْن ظاهرتيْن سميكتيْن، وشفرتيْن صغيرتيْن غير مكشوفتيْن. فَرْج ما قبل النضوج أصبح معياراً لـ "جمال" فَرْج المرأة حاليّاً. هل هذا الهدف واقعيّ؟ لا لا البتّة! للوصول إلى جواب صريح، لجأت باحثات أميركيّات إلى فحصٍ دقيقٍ أُجريَ على نساءٍ تجاوز عددهنّ الخمسين، والنتائج كانت أبعد من أن تستجيب لهذا الاستيهام. عمليّاً، ليست هناك "معايير" مُسبقة. يبقى أن على للواتي يُعانين جسديّاً ونفسيّاً من هذه المسألة، أن يستعدن تملّك عضوهنّ باحتمال اللّجوء إلى عمليّة جراحيّة. إنّ حبّ المرأة لفرجها هو ممّهدٌ لاكتفاء جنسيّ كبير. أمّا حسم قضية الجراحة  فيعود إلى الطبيب المختّص الذي يبرعُ في ترميم عضو المريضة الموسوسة (خوف هوسي صحيح أم خاطئ أن يكون العضو بشعاً أو مشوهاً) التي لن تستفيد من هذه البادرة الجراحيّة قبل انطلاقتها في المغامرة.

في الآتي، نظرة استعراضيّة عن الجراحات التجميليّة الخاصة بمنطق المرأة الحميمة:

رأب صغر الشفرتيْن

رندة (24 عاماً) تعرض حالتها: "منذ مراهقتي وأنا أعاني من قياس شفرتيّ الصغيرتيْن. في الواقع، ليس لهما من الشكل إلاّ التسميّة! تشبهان أذنيّ الأصمّ أكثر من "الحوريّة"! تطفوان فوق الشفرتيْن الكبيرتيْن وتزعجانني بشكلٍ رهيب. ارتدائي للثياب الضيّقة يبدو مستحيلاً، فأنا أشعر بعدم الراحة الجسديّة إلى حدٍّ مريع وبحساسيّة مُفرطة. هذا العيب، مع أنّه مستتر، يُعقّدني ويسمّم حياتي. لا أجرؤ على الخروج مع أيّ شاب خوفاً من إثارة اشمئزازه حين يرى تفاصيلي الحميمة. فكّرت طويلاً في استشارة اختصاصيّ لكنني لا أعرف إلى من أتوجّه: طبيب تجميل، أم طبيب نسائي؟ وهل توجد حالات شبيهة بحالتي؟ وهل من علاجاتٍ مناسبة؟".

نظرة النساء لتكوينهنّ الحميميّ تغيَّرت كليّاً، ولم يعد متداولاً إخفاء أيّ عيب تكوينيّ مُمكن للشفرتيْن الصغيرتيْن النافرتيْن أو لارتخاء الشفرتيْن الكبيرتيْن. أضف إلى ذلك، المقارنة التي تحصل أحياناً مع فروج "المراهقات" في الأفلام الجنسيّة"X" وانتشار ظاهرة العلاقات الجنسيّة الفمويّة. من هنا انطلقت الوساوس النسائيّة التي تتحوّل أحياناً عند بعضهنّ إلى عقدةٍ نفسيّة. أمّا بالنسبة إلى النساء الأصغر سنّاً، فهذه العقدة تسبّب قلقاً في حياتهنّ الغراميّة وتصبح كابحاً حقيقيّاً لانطلاقتهنّ الجنسيّة. فالعيب التكوينيّ للشفرتيْن يُمثّل، ليس فقط عائقاً جماليّاً لحياةٍ جنسيّةٍ وافيةٍ وكافية، ولكن أيضاً عقبة جسديّة حقيقية تعود إلى الآلام التي تشعر بها المرأة أثناء المضاجعة.

عزيزتي رندة، إنّ جراحة رأب صغر الشفرتيْن ، هي جراحة ترميميّة وتجميليّة. تحت هذا العنوان، ما من خجلٍ للحديث عنها مع الطبيب الذي تختارينه. في لبنان، على سبيل المثال، أطباء النساء هم الذين يجرون هذا النوع من الجراحة. أثناء الاستشارة، يجري الطبيب فحصاً بصريّاً للفرج كي يتأكّد من أنّ تجميل الشفرتيْن هو بهذه الأهميّة استناداً إلى تناسقهما (في 10% من الحالات، شفرة واحدة بها حاجة إلى تجميل).

التدّخل الجراحيّ
تجري هذه العمليّة عادةً تحت تأثير التخدير العام أو الموضعي مع مسكّن خفيف. مدّتها 40 دقيقة، وتتركّز على تصغير حجم الشفرتيْن الداخليتين أو تصحيح عدم التناسق الموجود بينهما، أو اجتزاء غطاء البظر. يجري إنقاص الشفرتيْن هاتين بطريقةٍ لا تعودان فيها تتخطيان الشفرتيْن الخارجتين مع الاحتفاظ بشكلهما الطبيعيّ من دون قطعهما لأنّ وظيفتهما هي الحفاظ على مدخل المهبل.

ما بعد الجراحة
نتائج ما بعد العمليّة الجراحيّة بسيطة جداً إذا تمّ الالتزام بإرشادات الصحّة وبعض الحذر الأساسيّ. أثناء الأيّام التي تتبع الجراحة، تبقى الآلام مُمكنة (حروقات خفيفة تُسكّنها أدوية مهدّئة كالبراسيتامول). من المفضّل ارتداء ثياب فضفاضة، وثياب داخليّة من القطن وتجنّب الثياب الداخلية من "الدانتيل" أو اللّباس الضيق (String). هذه الإجراءات المكثّفة المؤقّتة تحمي الفرج، والتنّورة مفضّلة على البنطال في الأيّام الأولى. المُجامعة في هذه المرحلة ممنوعة كما استعمال الفوط الصحيّة المؤقّتة فترةً تمتد إلى أربعة أسابيع بحسب تطوّر جرح العمليّة الجراحيّة. الشكل الجماليّ والوظيفيّ سيعود إلى المرأة في فترةٍ تمتد من ثلاثة إلى ستة أسابيع.

جراحة الشفرتيْن الكبيرتيْن

سناء (61 عاماً) تبوح لنا بالآتي: "منذ انقطاع الطمث وجسمي في تغيّرٍ مستمرّ. في البداية، لم أهتمّ إلاّ قليلاً بذلك، لأنّ الثقة بنفسي وقدرتي على الإغراء لم تفارقاني. إلاّ أنّني، منذ مدّة، تكوّن عندي الانطباع بأنّ أعضائي التناسليّة تشيخ بمرور السنوات، وشفرتاي الكبيرتان لم تعودا لحميّتيْن ومسنّنتيْن كما كانا في أيّام الصبا. الحديث عن الفم، وتفاحتيّ الخديْن، والتجاعيد كلّها أمور سهلة، لكن الحديث عن الفرج هل هو مبّرر؟!".

من المؤكّد مع تقدّم العمر، أنْ تفقد الشفرتان الكبيرتان من نسيجهما المُشحم، ومعالجتهما سهلة جدّاً.

العمليّة الجراحيّة
عندما تُصبح الشفرتان الكبيرتان ضامرتيْن أو غير موجودتيْن، يجري تطعيمهما بشحمٍ من المريضة نفسها (Lipofilling) لتعود للشفرتيْن حينئذٍ حساسيّتهما السابقة.
أحياناً قد تكون الشفرتان الكبيرتان سميكتيْن بفائضٍ من الشحم (يجري حينئذٍ شفط الدهن منهما) أو فائض من الجلد يغطيهما. هي عمليّات بسيطة تتمّ بتخديرٍ موضعيّ واستعمال مُسكّن أثناء العمليّة.

ما بعد العملية
مُمارسة العلاقات الجنسيّة تُصبح مُمكنة ما إن يختفي الشعور بالانزعاج و/ أو حين يلتئم الجُرح.

ترميم البظر

ناديا (28 عاماً) من مصر، تسأل: "خضعتُ أثناء طفولتي إلى عمليّة خِتّان، كما هو حال كلّ الفتيات في قريتي. لا أتذكّر شيئاً عن الفعل بحدّ ذاته، لكن حين أنظر إلى نفسي أدرك أنّني غير كاملة، مقطوعة في مكان حميميّتي. صمّمتُ الزواج قريباً من شابٍّ لبنانيّ، لكن كيف أشرح له أنّ شيئاً ما ينقصني وأنّهم سرقوا منّي أغلى ما عندي؟. أسألكم هل ترميم ما قطعوه لي ممكن؟ وهل بإمكانه أثناء ليلة الزفاف أن يُضاجع إمرأة طبيعيّة، تلك التي يظن أنّني هي؟".

إنّ ترميم البظر عند كلّ النساء المختونات ممكن. هدفه إعادة ترميم البظرٍ بشكلٍ طبيعيّ في وضعه المناسب والحسّاس.

إجراء العمليّة
من الضروري أن نعرف أنّ إجراء الختّان لا يتناول إلاّ الجزء التكوينيّ المعروف "حشفة البظر" وهو الرأس المكشوف له خارج الفرج. هذا الجزء هو ما تتناوله الجراحة الترميميّة. لكن، تحت الجلد مباشرةً وتحت عظمة الحوض، يوجد "جسم البظر". هذا الجزء يمتدّ بقياس 8 سم، ويمكن تحريره وتقديمه إلى الأمام كي يلعب دور "حشفة البظر". أمّا جسم البظر فلا يُصيبه الختّان لأنه مخفيّ داخل الأنسجة. البظر يمكن ترميمه بشكلٍ دائم، إلاّ في حالةٍ استثنائيّة. مثلاً قد يطال الختّان بتر أجزاء أخرى من عضو المرأة، وحتى بتر الشفرتيْن الصغيرتيْن للمهبل. في هذه الحال، يجب أن يصاحب ترميم البظر ترميم الشفرتيْن الصغيرتيْن.

ما بعد العمليّة
على الصعيد الجماليّ، تظهر النتيجة مباشرةً، إلاّ أنّ التئام البظر بشكلٍ كامل وعودة لونه الطبيعيّ يتطلبان شهراً إلى ثلاثة أشهر.

أمّا في ما يتعلّق باسترجاع الإحساس به، فإنّ ذلك يظهر تدريجيّاً في خلال شهر إلى شهريْن. أمّا الإحساس النهائيّ فيقدّر في فترةِ عام من إجراء العمليّة.

جراحة غشاء البكارة

م. (31 عاماً) كتبت تسأل: " ر. وأنا مع بعضنا منذ عشر سنوات. منذ أشهر عدّة، وبعد سهرةٍ ورديّة حارّة، تضاجعنا للمرّة الأولى. سهرة مثيرة للعواطف لم أشعر فيها بشيء، حتّى أنّ خطيبي لم يقذف. وبما أنّنا سنتزوج قريباً، ندمنا سويّاً على هذا الفعل السابق لأوانه. رغبتنا معاً أن تكون المرّة الأولى رومانسيّة وفريدة. لذلك، أبغي ترميم غشاء البكارة. هل هي عمليّة جراحيّة صعبة؟".

مصنّفة ضمن الجراحات التجميليّة، تبدو الجراحة الترميميّة لغشاء البكارة عملاً طبيّاً سهلاً وغير مؤذٍ. إنّها تسمحُ بتركيب الغشاء بشكلٍ طبيعيّ من دون أيّ آثارٍ مرئيّة.

العمليّة الجراحيّة
هناك تقنيّتان مختلفتان: خياطة الغشاء وجراحة تجميليّة له. في الحالة الأولى إصلاح الغشاء بواسطة خيط امتصاصيّ يُحيط بالغشاء وعليه التصويب. لكن هذه المعالجة مؤقتة ويجب إجراؤها قبل أيّامٍ عدّة من ليلة الزفاف بحسب نوعيّة الخيوط المستعملة. العمليّة الثانية كناية عن زرع قطعة من الجلد مكان الغشاء الممّزق، ويُعرف بالغشاء الاصطناعيّ. هذه العمليّة تدوم أكثر ويجب أن تُجرى في وقتٍ مُبكّر على ليلة الدُخلة.

ما بعد العمليّة
الأيّام اللاّحقة سهلة. العودة إلى النشاطات اليوميّة تبدأ بعامّة في الأربع وعشرين ساعة التي تلي وذلك حسب نتائج العمليّة. الالتئام يتمّ بخيطٍ يمصّه الجسم، وليست هناك حاجة للعودة إلى الطبيب لسحب الخيوط. لا يوجد بعامّة أيّ أثر للجرح أبداً بعد أسابيعٍ عدّة.

رَأْب المهبل

مُنى (40 عاماً) تعترف: "أنا أمٌ سعيدة لأربعة أولاد رائعين. لكن، إثر إنجابي أربع مرّات، تكوّن لديّ الانطباع أنّ مهبلي أصبح طريقاً عريضاً لأربع سيّارات! لا يشتكي زوجي من الأمر، لكن انطباعي أنّه لم يعد يشعر بالمتعة السابقة، فأنا قد خفّت أحاسيسي كثيراً. أرغب بامتلاك معلومات أكثر عن احتمالات جراحات المهبل".

قد تتمدّد عضلات المهبل مع العمر، ممّا يُفسد بشدّة قوّة العلاقات الجنسيّة بسبب النقص الحاصل في مساحة التلامس. رَأْب المهبل جراحيّاً هو العمليّة التي تسمح بإعادة شدّ العضلات بعد التوليد. تضييق المهبل يسمحُ باستعادة التضييق الكافي لتحسين اللّذة بين الشريكيْن.

العمليّة الجراحية
التقنيّات ترتكز على:

  • ترميم الشحم في الحالات الخفيفة، وهذا الشدّ للأنسجة الشحميّة يجري بواسطة مخدّر موضعي أو مخدّر عام خفيف غير معطّل للنشاط الذي يُستعاد بسرعة.
  • الشدّ العضلي للعجان (منطقة المهبل) في الحالات الأصعب، مع قطع الجانب السفليّ للفائض، بحسب الطلب. هذه العمليّة تدوم فترة ساعة من الوقت بمخدّرٍ عام مع دخول المستشفى ما بين 24 و48 ساعة.

ما بعد العمليّة
العودة إلى النشاطات اليوميّة تتمّ عادةً بعد أربعة أو خمسة أيّام من إجراء عمليّة المهبل. استعادة العلاقات الجنسيّة يُمكن استعادتها بعد أربعة أسابيع من العمليّة.

تكبير النقطة G داخل المهبل

لور (48 عاماً) تُعاني بصمت: "لم أشعر أبداً بأيّ لذّة أثناء الإيلاج كما لو أنّ شيئاً لم يحدث. مع دخول عضو زوجي وخروجه، أعدّ الحشرات في سقف الغرفة متصنّعة المُتعة. إن كنتُ فعلاً أستطيع التظاهر ببلوغ اللّذة طيلة حياتي، إلاّ أنّ الرغبة تجتاحني للتعرّف على هذه اللّذة الساحرة التي تتحدّث عنها النساء. هل صحيح أنّه من الممكن زيادة حساسيّة المهبل بواسطة الطُرق المضخمّة له؟".

زيادة فعاليّة النقطة (G) ليست ثابتة علميّاً لسوء الحظ، وكذلك ليست هناك حقيقةً وجود لهذه النقطة فعلياً.

العمليّة الجراحيّة
هذه التقنيات تستندُ إلى حقن أسيد الهيالورونيك أو كميّة من الدهن (زيادة الدهن) بتخديرٍ موضعيّ في المنطقة الواقعيّة على بعد 4 سم من فتحة المهبل.

ما بعد العمليّة
العودة إلى العلاقات الجنسيّة ممكنة بعد 48 ساعة من إجراء الحقنة بالأسيد الهيالورونيك، أو بعد 21 يوماً إذا كانت العمليّة الأخرى (زيادة الدهن).

نُذكّر أنّه على الرغم من كلّ هذه التقنيات، إنّ العضو الأساس للّذّتنا هو دماغنا، وليس بالتأكيد تكبير أذنينا كي نستمع أكثر إلى بعض المغالطات.

مقالات قد تثير اهتمامك