«زوجي ينشر مداعباتنا الجنسيّة»

«زوجي ينشر مداعباتنا الجنسيّة»

على الرغم من انحسار موجة المحرّمات حول الجنس في السنوات الأخيرة، إلاّ أنّ الآراء لا تزال تختلف تجاهها: البعض مُعجبٌ بالحديث عنها، والبعض الآخر يُفضّل الاحتفاظ بسرّية المُمارسات الجنسيّة.

لا أستطيع مجابهة حياتي اليوميّة

هنادي (28 عاماً) تبوح لنا بمعاناتها: «تزوّجتُ «موني» منذ ثمانية أشهر. حياتنا الجنسيّة تروق لي تماماً، حال زوجي. نحبُّ بعض المداعبات الشهوانيّة، ونستعملُ من وقتٍ إلى آخر ألعاباً جنسيّة، ونختبر بشكلٍ منتظم أوضاعاً جديدة في المضاجعة والممارسات. باختصار، أعتبر أنّ حياتنا الحميمة نموذجٌ في الانشراح والتفتّح. لكن ما يزعجني فقط هو: يا ليتها تبقى «حميمة». فمنذ زواجنا، وزوجي يُخبر أصحابنا عن مداعباتنا الجنسيّة، حتّى أنّه وضع تعليقاً عن ليلة دُخلتنا على «الفايسبوك» حيث انهالت صباح اليوم التالي تهاني الأصدقاء حول معانقاتنا الزوجيّة! ممّا أثار خجلي. ولا يزال الموضوع يكبر ويتضخّم ككرة الثلج، إذْ خلق مؤخّراً صفحة الكترونيّة خاصّة به كتب عليها أخباراً شهوانيّة ماجنة تحمل بطلتها اسمي الأوّل: «هنادي، إمرأة شبقة تعيش حياةً ليليّةً مُتفلّتة من كلّ القيود». وعندما يحدّثنا أصدقاؤنا عن هذه المغامرات، لا أعرف أين أختفي منعاً للإحراج، بينما هو لا يكفّ عن الافتخار بمآثره. أنا، الخجولة بطبعي، حافظت دائماً على سُمعة حياتي الخاصّة، وصارحته أكثر من مرّة بأنّني لا أُحبّذ ما يبوح به عن حياتنا الشهوانيّة، فكان جوابه أنّه من المفيد إغناء تجاربنا الجنسيّة من خلال تبادل خبراتنا، وألاعيبنا ودهائنا. أحبّ زوجي، وأنفّذ له كلّ استيهاماته بلذّةٍ كبيرة، لكنْ ألا يُفترض به فهم حدودي؟ فأنا لا أستطيع مجابهة حياتي اليوميّة، وبخاصّةٍ أنّني مُدركة أنّ أخي أو جاري أو ربّ عملي هم على إطلاعٍ يوميّ بعلاقاتنا الجنسيّة. أخشى كثيراً أن يكون هذا الوضع سبباً أساسيّاً لانفصالنا عن بعضنا».

« يحقّ لكِ الانزعاج»

عزيزتي هنادي،
من المؤكّد أنّه يحقّ لكِ الانزعاج من كشف زوجك لسِتر حياتك الجنسيّة أمام محيطك أو على الإنترنت. إلاّ أنّه عليكِ إدراك أنّ ردّة فعل كلّ شخص تختلف تجاه المُحرّم الذي تمثّله الحياة الجنسيّة. نحن نشهدُ منذ بضع سنوات، وخصوصاً منذ مجيء شبكات التواصل الاجتماعيّ، محواً ماكراً لكلّ ضوابط العفّة والخَفر. هذا التشويش الحاصل يخلق صُداعاً للبعض، وشعوراً بالحريّة للبعض الآخر. لذلك، إنّ هذا التراخي في «التقاليد» أمّن الجرأة للبعض، ممّا دفعه إلى عرض اضطراباته وسوء تفاهمه الجنسي على اختصاصيّ في الموضوع. أمّا الآخرون فبلغت بهم الوقاحة إلى البوح فجأةً عن ممارساتهم الجنسيّة. بمعنى آخر، نحن لسنا متساوين أمام هذا العرض للحميم لدينا، لكن ما يجب احترامه هو فقط ما يشعر به كلّ واحدٍ منّا.

كيف نتصرّف إذاً؟
  • لأنّه لا يُمكنك تغيير موقف زوجك كليّاً، اطلبي منه احترام خصوصيّتكما كشريكيْن بحضور أصدقائك.
  • لا تضعي حدوداً بالغة الجمود معه، فإنّك بذلك تقوّين الصراع بينكما، بل اشرحي له أنّك تحبّين ممارسة الغرام معه، إلاّ أنّك لا تبغي مقاربة هذا الموضوع مع محيطكما.
  • حافظي على إيجابيّتك، وادخلي في تفاصيل ما تفضّلينه أثناء مداعباتكما الغراميّة، بعدها أفصحي له ما تودين كتمانه.
  • كوني صريحة من دون حقدٍ حتّى يصغي إليك ويتفهّم وجهة نظرك.
  • اقترحي عليه تفاهماً: ليستمرّ في صفحته الالكترونيّة وثرثرته، لكن في إطارٍ تنكّريّ من دون أن يُقحمك في ذلك

نصيحتنا لكِ: كوني متسامحة في احترامك لنزواته، وهو سوف يحترم تلك المتعلّقة بك

مقالات قد تثير اهتمامك